اشتداد التوتر في سوريا.. تداعيات سقوط الأسد وخطط إسرائيل لتوسيع نفوذها

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2024 12:39 م
اشتداد التوتر في سوريا.. تداعيات سقوط الأسد وخطط إسرائيل لتوسيع نفوذها

لا تزال تداعيات سقوط الرئيس السوري بشار الأسد ومغادرته العاصمة السورية دمشق تلقي بظلالها على المشهد العربي والدولي، حيث تركت المنطقة العربية والسوريين في حالة من التوتر والقلق بشأن التطورات المستقبلية، في وقت بدأت المجموعات المسلحة المعارضة في اتخاذ خطواتها نحو عملية انتقال الحكم في البلاد.
 
لكن إسرائيل كانت أكثر ما استثمرت الوضع القائم، حيث سارعت قوات الاحتلال للتوغل في جنوب سوريا محتلة جبل الشيخ والمناطق المحيطة به، فيما وقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتياهو منتشياً على هضبة الجولان السورية المحتلة، ليؤكد انهيار اتفاقية فصل القوات مع سوريا لعام 1974، بحجة انسحاب قوات الجيش السوري من مواقعه.
 
وطالب ننتياهو بالسيطرة على منطقة جبل الشيخ لضمان أمن الإسرائيليين المقيمين في بلدات هضبة الجولان، ولم تقف إسرائيل عند هذا الحد، فقد استغلت الوضع الأمني الهش في سوريا وشنت مجموعة من الغارات التي استهدفت نحو 100 موقع في سوريا، تضمنت مواقع استراتيجية
 
وشملت الغارات أهداف عسكرية سورية ومنها أنظمة صواريخ متقدمة، ومستودعات أسلحة، ومنشآت لتصنيع الذخائر، إضافة إلى مخازن الأسلحة الكيميائية ومصانع ومعاهد بحثية عسكرية، فيما تحججت تل أبيب بضربها هذه المواقع على خلفية ضمان عدم استخدامها من قبل المجموعات المسحلة المعارضة ضد إسرائيل.

مع تصاعد الأوضاع داخل سوريا يبدو أن المتأثر الأول هى المواقع الأثرية ومناطق التراث الإنسانى، والتى تدفع الثمن من وقت اندلاع الثورة فى سوريا فى عام 2011، فقد شهدت أماكن التراث الحضارى والإنسانى، سرقات وتدمير كبير، ليكون حال آثار سوريا العريقة بين منهوبة أو مخربة.
 
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) ستة مواقع أثرية سورية معرضة للخطر بفعل المعارك الجارية فى هذا البلد على قائمة التراث العالمى المهدد، ولا سيما الأحياء القديمة فى حلب التى أصيبت بأضرار جسيمة منذ اندلاع الثورة السورية فى مارس 2011.
 
وتضم سوريا ستة مواقع مدرجة على لائحة التراث العالمى، وهى دمشق القديمة، وحلب القديمة، وآثار بصرى الشام، وقلعة الحصن، وموقع تدمر، وقرى أثرية في شمالي سوريا، وقررت لجنة التراث العالمي في اليونسكو المجتمعة في دورتها السنوية في عاصمة كموديا بنوم بنه اليوم وضع الأماكن الستة على لائحتها للمواقع المهددة.
 
أعربت المفوضية الأوروبية عن مخاوفها من انجراف سوريا إلى الفوضى والعنف بعد سقوط نظام بشار الأسد ، الذى ظل فى السلطة لأكثر من 24 عاما، وذلك مع وجود مخاطر حول الاستيلاء على دمشق، حيث لا تزال الدراما الإنسانية لعام 2015 التى تسببت فى موجة ضخمة من اللاجئين الباحثين عن مأوى فى أوروبا لا تزال لها عواقب على القارة العجوز.
 
وقالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية، إلى أن أوروبا تدعو إلى انتقال سلمى لا يؤدى إلى تفاقم الأوضاع فى سوريا بعد التصعيد فى الشرق الأوسط بين إسرائيل ولبنان.
 
حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، من أن أوروبا مستعدة لدعم حماية الوحدة الوطنية وإعادة بناء الدولة السورية التى تحمي جميع الأقليات، وقالت إن "أوروبا مستعدة لإعادة بناء سوريا التي تحمي جميع الأقليات".
 
وأعرب رئيس المجلس الأوروبى، أنطونيو كوستا، عن نفس الشعور المقلق، قائلا "هذا التغيير التاريخى فى المنطقة لا يخلو من المخاطر"، وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي مستعد للعمل مع الشعب السوري من أجل مستقبل أفضل".
 
وأشارت الصحيفة، إلى أن سقوط النظام في سوريا قد يكون أول تحدٍ جيوسياسي كبير يواجهه الممثل الأعلى الجديد للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، كاجا كالاس.
 
وأكد رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل، أن "نهاية دكتاتورية الأسد حدث إيجابي طال انتظاره"، وأولويتنا هي ضمان الأمن في المنطقة. ووعد قائلا: "سأعمل مع جميع الشركاء البناءين في سوريا وفي المنطقة".
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة