خطة دار الإفتاء لمواجهة الفتاوى الشاذة والمضللة

السبت، 07 ديسمبر 2024 01:46 م
خطة دار الإفتاء لمواجهة الفتاوى الشاذة والمضللة
الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية
منال القاضي

العودة إلى قائمة المفتيين بالتعاون مع الأزهر والأوقاف.. وقانون لتجريم الفتوى من غير المتخصصين 
نظير عياد: ندرس مواجهة فوضى الفتاوى بتوحيد جهود المؤسسات الدينية.. من غير المقبول أن تعمل كل مؤسسة بمعزل عن الأخرى 

 
بدأت دار الإفتاء المصرية، التحرك بقوة لمواجهة الفتاوى الشاذة والمضللة، التي بدات تنتنشر في الفضاء الإلكترونى والتليفزيونى، وتصدر غير متخصصين للمشهد الإفتائى.
 
وحدد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، مسارين للمواجهة، الأول من العودة مرة أخرى إلى قائمة بأسماء المتخصصين والقادرين في الرد على أسئلة المواطنيين، تضم أمناء الفتوى بدار الإفتاء، وعلماء من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، وإرسال هذه القائمة إلى وسائل الإعلام المختلفة، لاختصار الفتوى على أهل التخصص كما كانت فى الفترة الماضية، بالاتفاق مع شيخ الازهر ووزير الأوقاف.
           
والمسار الثانى، هو  التعاون مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف لوضع قانون لتجريم الفتوى، وهو المسار الذى يجري العمل عليه الآن، وهناك دراسة لكيفية مواجهة فوضى الفتاوى من خلال توحيد جهود المؤسسات الدينية.
 
وقال عياد، إن الفتاوى الشاذة ليست وليدة هذه المرحلة، وساهم في انتشارها خلال الفترة الماضية عدة أمور على رأسها غياب الخطاب الديني المعتدل وغياب المتخصصين من المؤسسات الدينية، مؤكداً أن مواقع التواصل الاجتماعي تعد واحدة من أهم الأدوات في العصر الحالي، وانها تعد واحدة من نعم الله تعالي علينا لكن تبقى الاشكالية في سوء استخدامها، مشيراً إلى مشروع "المؤشر العالمي للفتوى"، مؤكدًا أنه يمثل مبادرة رائدة لرصد اتجاهات الفتاوى عالميًّا وتحليلها لمواجهة التطرف الفكري، وقال: "الدار تسعى خلال المرحلة المقبلة إلى التوسع  في قياس مؤشر الفتوى في أماكن عدة، لإصدار تقارير دقيقة تساعد في الوقوف على مواطن التشدد والتطرف ومن ثم معالجة القضايا المعاصرة".
 
وشدد عياد على أن هناك تنسيق على أعلى مستوى بين المؤسسات الدينية من اجل تنظيم عملية الفتاوى خلال الفترة القادمة، وقال إنَّ دار الإفتاء المصرية تسعى إلى بناء شراكات داخلية وخارجية مع المؤسسات الدينية، وقال: "من غير المقبول أن تعمل كل مؤسسة بمعزل عن الأخرى في ظل التحديات التي نواجهها".
 
وأكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية، أن الفتاوي المضللة تهدم المجتمعات ولكننا نراهن على وعي المصريين في الحفاظ على وطنهم حيال أي مخطط شيطاني، موضحاً أن دار الإفتاء أتاحت الخط الساخن (107) لتلقى الفتاوي والرد على كل التساؤلات والاستفسارات، مؤكدًا على أن الدار في الفترة المقبلة ستكون أقرب للمواطنين عبر كل وسائل التواصل الاجتماعي، وقال في رسالة للمواطنيين: العالم على صفيح ساخن والفتاوى الضالة والأكاذيب سبب اشتعال المنطقة وخراب الدولة المجاورة لنا فتنبهوا ايها المصريون.
 
وأعلن الدكتور نظير عياد، تنظيم دار الإفتاء ندوة دولية تحت عنوان: "الفتوى وتحقيق الأمن الفكري"، يومَي 15 و16 ديسمبر الجاري، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، تهدف إلى مناقشة دور الفتوى في إرساء دعائم الأمن الفكري ومواجهة التحديات المعاصرة.
 
وخلال لقائه الأسبوع الماضى، مع محررى الملف الدينى، أكد الدكتور نظير عياد مفتى الجمهورية، أن هناك تعاون مرتقب بين دار الإفتاء ومؤسسة البحث العلمي لانتاج مسلسل خاص بالأطفال من أجل الرد على أبرز الأسئلة التي تشغل اذهان الأطفال، كما أشار إلى أن هناك تعاون أيضا بين جامعة كفر الشيخ وكليات الذكاء الاصطناعي لانتاج عدة محتويات تتعلق بالإجابة على كافة الأسئلة التي اذهان الأطفال من خلال استخدام ادوات الذكاء الاصطناعي، وكشف عن وجود خطة لتنفيذ عدة حملات في الوقت القادم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لدار الإفتاء، تتناول توضيح مفاهيم تجديد الخطاب الديني بمعناه الصحيح، مشددًا على أن هناك نيه لدى الدار لفتح مكاتب تمثل الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في بعض الدول حول العالم.
 
وأكد عياد أن الإعلام يشكل أداة محورية لنقل صحيح الدين وبناء الوعي، وقال: الإعلام يعدُّ أداةً فعَّالة ننظر إليها كصوت للحق، وهي مسؤولية كبيرة تؤجرون عليها في الدنيا والآخرة، خاصة مع تسارع الأحداث في المنطقة العربية، مشيراً إلى أهمية الشراكة مع الإعلاميين والصحفيين لتحقيق رسالة بناء الوعي، داعيًا إلى تقديم إعلام صادق ونزيه قادر على مواجهة التزييف الإعلامي الذي تمارسه بعض القوى. 
 
وقال المفتى إن "ما يحدث في سوريا مؤخرًا ومن قبلها فلسطين يؤكد أننا في أمسِّ الحاجة إلى أقلامٍ وأصوات تعمل على إصلاح الموازين، خاصة في ظل ما تقوم به الآلة الصهيونية من جهود للسيطرة على الأدوات الإعلامية وتزييف الحقائق. لكن هذه الجهود ستذهب هباءً بوجود إعلاميين وصحفيين من أصحاب الخبرة والوعي يقومون ببناء الوعي الصحيح في مقابل آلات الهدم والتزييف"، مؤكداً أهمية تكاتف الجهود الإعلامية والمؤسسية لإيصال رسالة دار الإفتاء في بناء الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة، مشددًا على أن: "دار الإفتاء ستواصل البناء على ما تم إنجازه خلال السنوات السابقة، ونعمل معًا على تحقيق الأهداف التي تخدم الوطن والمجتمع".
 
وأوضح المفتي أن الدار ستعمل خلال الفترة المقبلة على إعادة منظومة القيم الأخلاقية، مشيرًا إلى أن الأزمة الأخلاقية تعد أساس المشكلات التي تواجه المجتمعات، مضيفًا: "الإنسان هو محور الرسالات السماوية، ولهذا ستتركز الجهود على القضايا التي تمس المواطن مباشرة، مع التركيز على القيم الدينية والإنسانية التي تلبي احتياجات الواقع دون أن تصطدم مع أصول الدين"، كما تحدث عن أهمية الاستفادة من الفضاء الرقمي باعتباره ضرورة حياتية وأداة تواصل فعالة مع الشباب، موضحًا أن: "دار الإفتاء تمتلك الوسائل والأدوات التي تمكنها من أن تكون رائدة في هذا المجال، وسنعمل على تطوير هذه الإمكانات لخدمة قضايا المجتمع".
 
وتناول عياد الجهود التي تقوم بها بعض إدارات ووحدات الدار النوعية، مثل "مركز سلام"، موضحًا أنه يهدف إلى مواجهة التطرف والإسلاموفوبيا من خلال منظومة معرفية متكاملة تشمل رصد وتحليل الخطاب المتطرف، وإعداد برامج تدريبية، والتعاون الدولي مع مراكز أبحاث ومؤسسات متخصصة، وقال: "لدينا الرغبة في أن يكون لمركز سلام مراكز فرعية داخل مصر وخارجها لمحاصرة الأفكار المتطرفة التي يمكن أن تستغل".
 
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة