هل سقوط «حماة» يعني السيطرة الكاملة للمليشيات المسلحة في سوريا؟

الجمعة، 06 ديسمبر 2024 03:10 م
هل سقوط «حماة» يعني السيطرة الكاملة للمليشيات المسلحة في سوريا؟
مدينة حماة السورية- أرشيفية

طرح سقوط مدينة حماة السورية بالكامل، والتي تقع وسط البلاد في أيدي الفصائل المسلحة الإرهابية بقيادة هيئة تحرير الشام، وانسحاب قوات الجيش السوري منها، السؤال حول هل يعني هذا أن المليشيات المسلحة سيطرت سيطرة كاملة على القطر السوري؟
 
بحسب الصحيفة البريطانية، أدى الهجوم الشامل الذي تقوده هيئة تحرير الشام إلى خسارة الجيش السوري السيطرة على ثاني أكبر مدينة في سوريا، بعد حلب، فضلًا عن مساحات شاسعة من شمال غرب البلاد.
 
ويبدو أن الخسائر المفاجئة أزعجت داعمي بشار الأسد، الرئيس السوري- وفقا لـ«الجارديان»، منذ فترة طويلة في موسكو وطهران، حيث انشغلت القوات الروسية بغزوها لأوكرانيا، بينما تشعر إيران بالقلق إزاء استهداف قواتها من قبل الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية، والتي زادت في العام الماضي.
 
وقال جريجوري ووترز، المحلل المتخصص في شؤون الجيش السوري في معهد الشرق الأوسط، إن «مزيجًا من انخفاض الروح المعنوية، وانخفاض الأجور، والفساد، والخلل في سلسلة القيادة- ساهم في الهزيمة المفاجئة للقوات الحكومية من المناطق التي سيطرت عليها لسنوات»، معتبرا أن الجيش السوري «لم يكن مستعدا على الإطلاق» للهجوم الذي يشنه المسلحون.
 
وفي ظل التقارير التي تتحدث عن تزايد حالات الانشقاق عن الجيش السوري أو فرار المقاتلين من مواقعهم، أصدر الرئيس السوري مرسومًا يقضي بزيادة رواتب العسكريين بنسبة 50% في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث رجحت الصحيفة أن الأسد يبدو أنه يسعى إلى حشد هجوم مضاد مع اقتراب القتال من العاصمة.
 
وأضاف ووترز أن الدعم العسكري من إيران وروسيا كان محدودا مقارنة بالصراع السابق في سوريا. وقال: «أعتقد أنه من الصعب أن نتصور سيناريو حيث يمكن للقوات الموالية للنظام في دمشق استعادة الزخم، وحتى لو زادت مشاركة الروس والقوات الإيرانية أو المدعومة من إيران، فإنهم ما زالوا مقيدين بحروبهم الخاصة، ومن غير المرجح أن يصلوا إلى مستوى الدعم الذي شهدناه في السابق».
 
يأتي هذا في وقت وصف فيه وزير الدفاع السوري علي محمود عباس، وضع الجيش السوري في ميدان المعارك مع الفصائل المسلحة بـ «الجيد»، معتبرا أن «إعادة انتشار» الجيش خارج مدينة حماة «إجراء تكتيكي مؤقت»، وأضاف أن القوات لا تزال في محيط المدينة وهي على «أتم الجاهزية والاستعداد لتنفيذ واجباتها».
 
وأضاف عباس في كلمة متلفزة عقب سيطرة الجماعات الإرهابية على مدينة حماة وانسحاب الجيش السوري منها: «نخوض اليوم معركة شرسة مستمرة مع أعتى التنظيمات الإرهابية التي تستخدم أسلوب العصابات ما يضطر قواتنا المسلحة لاستخدام أساليب مناسبة في خوض المعارك من كر وفر وتقدم وانسحاب إلى بعض النقاط».
 
وأشار إلى أن تلك الفصائل «تقف خلفها دول إقليمية ودولية باتت معروفة تقدم لها الإسناد العسكري واللوجيستي»، واصفا وضع الجيش السوري في الميدان بـ «الجيد». وتابع: «قواتنا المسلحة عملت على إعادة الانتشار حفاظا على الأرواح، وفي سياق تكتيكات المعركة يتطلب في بعض الأحيان إعادة التموضع والانتشار»، مشدداً على أن سوريا «قادرة على تجاوز التحديات الميدانية مهما اشتدت أو صعُبت».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق