بداية جديدة لبناء الإنسان.. الإفتاء: العبث بحياة الناس والإضرار بعلاجهم وصحتهم فساد

الجمعة، 06 ديسمبر 2024 01:55 م
بداية جديدة لبناء الإنسان.. الإفتاء: العبث بحياة الناس والإضرار بعلاجهم وصحتهم فساد
دار الإفتاء

تواصل دار الإفتاء المصرية حملتها على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "بداية جديدة لبناء الإنسان"، موضحة أن الهدف الأساسي: التوعية الدينية بأهمية بناء الإنسان من منظور إسلامي، وتحفيز المجتمع على تبني قيم الدين في التنمية الذاتية والروحية، وتحقيق التغيير الإيجابي: تسليط الضوء على كيفية تعزيز القيم الإسلامية في الحياة اليومية لبناء شخصية متوازنة.
 
والتأكيد على القيم الإسلامية: تعزيز القيم الدينية مثل الصبر، الإخلاص، التواضع، والتعاون، كأدوات رئيسية لبناء الإنسان المسلم، وبداية جديدة من خلال الدين: تسليط الضوء على أن الرجوع إلى تعاليم الإسلام يمثل فرصة لبدء حياة جديدة مليئة بالسلام الداخلي والرضا الروحي.
 
وتأتى تلك الحملة بعد حملة "أعرف الصح"، والتى تهدف لتصحيح المفاهيم الخاطئة والفتاوى الشاذة التي انتشرت في الفترة الأخيرة بين أوساط المجتمع المصري بين تشدد وتساهل، والحملة تقطع الطريق على التيارات المتطرفة فكريًّا، التي رسخت لدى المجتمع معتقدات ومعلومات خاطئة حول الكثير من القضايا الدينية واستخدمت فيها العاطفة الدينية من أجل التأثير على المجتمع، وحتى يكون الطريق سهلًا في إقناع عامة الناس بأفكارهم المتشددة.
 
وتضمنت رسائل الحملة ما يلى: على الإنسان العاقل ألَّا يضع أمر صحته تحت تَصرُّفِ غير المختصين ممَنْ تُسوِّل لهم نفوسهم أنَّهم يعلمون كلَّ شيء؛ فالعبث بحياة الناس والإضرار بعلاجهم وصحتهم وأبدانهم هو نوعٌ من الفساد في الأرض يتنافى مع حرص الإسلام الشديد على حماية الحياة الإنسانية وصيانتها وتحريم الاعتداء عليها.
 
* على الإنسان أن يصل رحمه ويقوم بحقِّها حتى وإن قطعته؛ لينال بذلك الأجر من الله تعالى؛ فقد أوصى سبحانه وتعالى بِصِلة الأرحام، وأمر بها في كثير من آيات القرآن الكريم، وذلك حفاظًا على تقوية العلاقات الإنسانية بين الناس جميعًا.
 
* من مظاهر اهتمام الإسلام بالإنسان وبيئته، أنه حثَّ على نظافة البيوت والأماكن العامة وتطهيرها من النفايات والقاذورات، وكذا طهارة الملابس وجمال المظهر، وأيضًا نظافة الفم والأسنان من البقايا الضارَّة بصحة الإنسان.. إلى غير ذلك من المظاهر.
 
* أساس العلاقة بين الناس جميعا هو التعايش، وإرساء مبادئ السلام، ونَبْذ العنف والكراهية، وإثارة الفتن، واستغلال الدين في الترويج للأفكار المتطرفة التي تضر بالمجتمع.
 
* لا يجوز إفشاء بيانات وأسرار الآخرين التي يكرهون أن يَطَّلع عليها غيرهم؛ سواء على شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية أو غيرها؛ وذلك لأنَّ خصوصية الإنسان لا يحل لأحدٍ التعدي عليها؛ وقد جاءت النصوص الشرعية بحرمة ذلك.
 
* تضافرت نصوص الشرع على حرمة إيذاء الناس ولو بالكلمة، وحذرت من ذلك تحذيرًا شديدًا؛ قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58]، فمن فعل ذلك لحقه الإثم، ووجبت عليه التوبة.
 
* يحرم شرعًا على غير المتخصصين بالطب الاعتداء بوصف الدواء للمرضى؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ قَبْلَ ذَلِكَ؛ فَهُوَ ضَامِنٌ» أخرجه أبو داود.
ومعنى التَّطبُّب: الإقدام على ممارسة الطب مع الجهل بهذه الممارسة، ولَفْظَة: "تَطبَّب" تدل على تكلُّف الشيء والدخول فيه بعُسْرٍ وكُلْفَة، وأنَّه ليس من أهله.
 
 
* إن العبث بحياة الناس والإضرار بصحتهم وأبدانهم نوعٌ من الفساد في الأرض يتنافى مع حرص الإسلام الشديد على حماية الحياة الإنسانية وصيانتها وتحريم الاعتداء عليها؛ فقد دعا الإسلام إلى المحافظة على الإنسان؛ فجعل حفظ النفس من مقاصده الكلية التي جاءت الشرائع لتحقيقها، وارتقى بهذه المقاصد من مرتبة الحقوق إلى مقام الواجبات.
 
* إن الشريعة الغرَّاء لم تكتفِ بتقرير حقِّ الإنسان في الحياة وسلامة نفسه، بل أوجبت عليه اتِّخاذ الوسائل التي تحافظ على حياته وصحة بدنه وتمنع عنه الأذى والضرر.
 
* إن مظاهر دعوة الإسلام للمحافظة على الإنسان كثيرة، منها:
• الحث بالتداوي والوقاية من الأمراض.
• النهي عن قتل النفس بغير حق.
• النهي عن إلحاق الضرر بالنفس أو بالغير.
 
 
* لقد شددت الشريعة في التحذير من الاستطالة في الأعراض أو استباحتها والخوض فيها، وَوَصَفَت ذلك بأنه من أشد الجرائم، ومن أشنع الذنوب فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الِاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ» رواه أحمد وأبو داود.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق