هل يضغط ترامب لإنهاء الحرب؟.. واشنطن تؤكد ضرورة التوصل لاتفاق ينهي الحرب بغزة ولبنان

الثلاثاء، 03 ديسمبر 2024 10:57 ص
هل يضغط ترامب لإنهاء الحرب؟.. واشنطن تؤكد ضرورة التوصل لاتفاق ينهي الحرب بغزة ولبنان
محمد الشرقاوي

تتزايد التساؤلات حول مدى قدرة الولايات المتحدة على ممارسة نفوذ حقيقي لدفع الأطراف نحو التهدئة، خاصة في ظل تصريحات الرئيس المنتخب دونالد ترامب التي توحي باتجاه أكثر تشددًا تجاه الأطراف المتسببة في احتجاز الرهائن وتصعيد الصراع.
 
ويبدو أن نهج ترامب يعتمد على استعراض القوة والتهديدات الصارمة لإجبار الجهات المعنية على اتخاذ خطوات ملموسة، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد دبلوماسي ينعكس على الوضع الأمني في المنطقة. 
 
وعلى الجانب الآخر، تُبرز التحركات الدبلوماسية لإدارة بلينكن الحالية محاولة لتحقيق توازن بين الدعم الكامل لإسرائيل والضغوط لإنهاء الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية.
 
ويشير هذا النهج إلى رغبة واشنطن في تقليل التداعيات طويلة الأمد للصراع، خصوصًا مع تزايد الانتقادات الدولية التي تركز على الانتهاكات الإنسانية والدمار الواسع الذي لحق بغزة، وفي هذا السياق، تظهر تحديات كبيرة في كيفية تحقيق هدنة دائمة دون فقدان الثقة بين الأطراف المعنية.
 
أما فيما يتعلق بالمشهد الإقليمي، فإن استمرار الحرب يُهدد بتوسيع رقعة الصراع ليشمل مناطق أخرى، مما يفرض ضغطًا إضافيًا على الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار. وتواجه الولايات المتحدة تحديات في التنسيق بين دعمها لإسرائيل والعمل على استعادة توازن القوة في المنطقة، خصوصًا مع تعقيدات الملف اللبناني الذي يُعد جزءًا لا يتجزأ من معادلة الصراع.
 
وتظل الأولوية لإنهاء الحرب وإطلاق الرهائن، لكن يبقى السؤال حول قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على تحقيق هذا الهدف في ظل استمرار التوترات وتصاعدها.
 
وفي الوقت الحالي يشهد الصراع في غزة ولبنان تطورات حاسمة مع تزايد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار في المنطقة، حيث أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال لقائه بوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، على ضرورة إنهاء الحرب في غزة وضمان عودة الرهائن المحتجزين لدى حركة "حماس".
 
وشدد بلينكن على أن المرحلة التالية للصراع تتطلب وضع مسار يضمن الحكم الآمن وإعادة الإعمار، وهو ما وصفه بأنه أولوية لأمن إسرائيل واستقرارها، مشيراً إلى أهمية الالتزام بوقف إطلاق النار في لبنان لضمان عودة المدنيين الإسرائيليين واللبنانيين إلى منازلهم بسلام واستدامة الاستقرار على المدى الطويل. كما جدد التزام الولايات المتحدة بدعم أمن إسرائيل ضد التهديدات الإقليمية، خصوصًا من إيران والجماعات التابعة لها.
 
وناقش الجانبان الوضع الإنساني المتفاقم في غزة، حيث دعا بلينكن إسرائيل إلى بذل مزيد من الجهود لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المتضررة.
 
في سياق متصل، أطلق الرئيس المنتخب دونالد ترامب تحذيرات صارمة عبر منصته "تروث سوشل"، مُطالبًا بالإفراج الفوري عن الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير المقبل.
 
وتوعد ترامب برد غير مسبوق في حال استمرار احتجاز الرهائن، محذرًا من ثمن باهظ ستدفعه الأطراف المسؤولة عن هذه الأزمة. هذا الموقف يعكس رغبة الإدارة الأميركية المستقبلية في ممارسة ضغوط أكبر على الأطراف المعنية، ما قد يعيد صياغة موازين القوى الإقليمية.
 
من ناحية أخرى، أشار بلينكن إلى أن المرحلة القادمة تتطلب العمل على وضع حلول طويلة الأمد تشمل إعادة الإعمار وتوفير الأمن، محذرًا من أن استمرار الصراع سيؤدي إلى مزيد من المعاناة الإنسانية.
 
ومع استمرار الولايات المتحدة في التأكيد على دورها كحليف استراتيجي لإسرائيل، تبرز تساؤلات حول إمكانية أن تسهم هذه الجهود في التوصل إلى تسوية شاملة للصراعات في غزة ولبنان.
 
يشكل الوضع الحالي اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدبلوماسية الدولية على إنهاء صراع معقد يحمل أبعادًا إنسانية وأمنية وسياسية، ومع تصاعد التحذيرات الأمريكية والضغوط الدولية، يبقى مستقبل غزة ولبنان معلقًا بين الحاجة إلى الاستقرار والمخاطر المستمرة للصراع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق