نتنياهو محاصر بفخ الاعتقال.. خارجية سلوفينيا: نلتزم بتنفيذ قرار الجنائية الدولية بِشأن توقيف نتنياهو
الثلاثاء، 03 ديسمبر 2024 10:51 صمحمد الشرقاوي
جاءت تصريحات نائبة رئيس الوزراء ووزيرة خارجية سلوفينيا، تانيا فايون، لتلقي الضوء على موقف بلادها الداعم لسيادة القانون الدولي، خاصة فيما يتعلق بمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب.
وتواجه حكومة نتنياهو اتهامات متزايدة بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، حيث تشير التقارير الدولية إلى الانتهاكات الجسيمة التي طالت المدنيين والبنية التحتية الحيوية خلال العمليات العسكرية.
ويعتبر هذا الأمر استمرارًا لسياسات تصعيدية تنتهك القانون الإنساني الدولي، ما دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يواف جالانت، معتبرة أن تلك الجرائم لا يمكن التغاضي عنها في سياق السعي لتحقيق العدالة الدولية.
وتعد الاتهامات الموجهة إلى نتنياهو بارتكاب جرائم حرب خطوة مهمة نحو محاسبته أمام المجتمع الدولي، حيث تؤكد الجهات الحقوقية أن تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة أفضى إلى خسائر بشرية فادحة واستهداف ممنهج للمناطق السكنية والمرافق العامة.
ووسط ضغوط من المنظمات الدولية، تتصاعد دعوات لمحاسبته باعتباره مسؤولًا عن قرارات سياسية وعسكرية ساهمت في تفاقم المأساة الإنسانية التي تعاني منها غزة.
وأكدت فايون خلال حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، على هامش مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة، التزام سلوفينيا بتنفيذ قرارات المحكمة الجنائية الدولية، بما في ذلك مذكرة توقيف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يواف جالانت، مشددة على أهمية احترام الدول الأعضاء في المحكمة لهذه القرارات، معتبرة ذلك معيارًا لسيادة القانون.
وأوضحت الوزيرة أن رفض بعض الدول الأوروبية لقرارات المحكمة الجنائية الدولية يمثل تحديًا لسيادة القانون، داعية إلى الالتزام الكامل بقرارات المحكمة وقرارات مجلس الأمن، وبينت أن سلوفينيا، التي ساهمت في صياغة العديد من قرارات مجلس الأمن، ترى أن احترام هذه القرارات يعد أمرًا ضروريًا لتعزيز العدالة الدولية.
فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل، أكدت فايون على أهمية إبقاء قنوات الحوار مفتوحة مع الحكومة الإسرائيلية رغم الانتهاكات المستمرة، موضحة أن الحل السياسي يتطلب التفاوض والضغط المستمر، مشيرة إلى أن ما يحدث في غزة يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، مؤكدة أن إسرائيل تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه هذه الأزمة.
وفي سياق متصل، دعت فايون إلى الاعتراف بدولة فلسطين كجزء من حل الدولتين، مشيرة إلى أن سلوفينيا، من خلال اعترافها بالدولة الفلسطينية، تبعث برسالة واضحة عن أهمية تحقيق السلام والاستقرار للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.
أما بشأن تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، كشفت الوزيرة عن جهود بلادها المستمرة في هذا المجال، حيث قدمت سلوفينيا مساعدات إنسانية بقيمة تتجاوز 4 ملايين يورو عبر منظمات دولية ومحلية، بالإضافة إلى شحنات مباشرة لدعم سكان غزة، لافتة إلى العقبات التي تفرضها الإجراءات الإسرائيلية على إيصال المساعدات، مؤكدة أهمية الضغط الدولي لتخفيف معاناة المدنيين.
وفي إطار مبادراتها الإنسانية، استقبلت سلوفينيا أطفالًا فلسطينيين من غزة لتلقي العلاج، ضمن برنامج دعم بدأ تنفيذه منذ سنوات. أشارت فايون إلى أن هذا البرنامج يعكس التزام سلوفينيا بدعم الضحايا الأبرياء وتخفيف آثار النزاع عليهم.
على الصعيد الدولي، أكدت الوزيرة أهمية تعاون الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لتعزيز العدالة وسيادة القانون، مشيرة إلى معاهدة المساعدة القانونية المتبادلة التي وقعتها بلادها العام الماضي كخطوة لتعزيز الجهود الدولية في محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية. ودعت جميع الدول، بما فيها الولايات المتحدة، للتوقيع والتصديق على هذه المعاهدة.
اختتمت الوزيرة تصريحاتها بالإشادة بدور مصر في تعزيز الاستقرار في المنطقة، معتبرة جهود القاهرة في إحلال السلام وتقديم المساعدات الإنسانية نموذجًا للتحدي والالتزام الإقليمي.