دياب اللوح سفير فلسطين بالقاهرة لـ«صوت الأمة»: متمسكون بالدور المصري في تحقيق المصالحة الداخلية

السبت، 30 نوفمبر 2024 03:18 م
دياب اللوح سفير فلسطين بالقاهرة لـ«صوت الأمة»: متمسكون بالدور المصري في تحقيق المصالحة الداخلية
سفير فلسطين بالقاهرة في لقاء مع صوت الأمة
حوار نرمين ميشيل

التاريخ لن ينسى لمصر والرئيس السيسي أنهما منعا تنفيذ المخطط الاستعماري بتهجير أهالى غزة وإفراغ القطاع 
 
قال السفير دياب اللوح، سفير فلسطين بالقاهرة، إن مصر "الشقيقة الكبرى والشريك التاريخي والاستراتيجي لفلسطين، والدولة العربية الراعية لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة الفلسطينية أفقياً وعمودياً في المجتمع الفلسطيني، حيث تسعى وتعمل كل ما بوسعها لتحقيق المصالحة بين الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية وتحقيق المصالحة المجتمعية أيضاً عقب التداعيات الناجمة عن الإنقسام الفلسطيني على الواقع الداخلى بأكمله وتأثيراته على البنية الاجتماعية والسياسية والوطنية فقط".
 
وأشار اللوح لـ"صوت الأمة" إلى أن القيادة المصرية بذلت ولا تزال تبذل جهود آخرها استضافة اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في أغسطس 2023 في مدينة العلمين، بحضور ورئاسة الرئيس محمود عباس أبو مازن، والذي تمخض عنه تشكيل لجنة متابعة فصائلية، وكذلك اللقاءات الأخيرة التي عُقدت بين وفدي حركة فتح وحماس في القاهرة برعاية مصرية مقدرة عالياً؛ لغرض تشكيل لجنة إسناد مجتمعي، تُمثل جسم فلسطيني- فلسطيني يتولى مسؤولية إغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولازالت الجهود مستمرة .
 
وشدد سفير فلسطين بالقاهرة على أن استئناف هذه اللقاءات بين الحركتين وكافة الفصائل الفلسطينية، بمثابة رسالة مهمة من مصر وفلسطين للمجتمع الدولي، بأن اليوم التالي ما بعد الحرب وحتى خلال الحرب هو شأن فلسطيني- فلسطيني صرف، ومن الأهمية التأكيد على تمسك فلسطين قيادةً وشعباً بالدور المصري الحيوي والعظيم في تحقيق المصالحة مع الترحيب بأية جهود أخرى مساندة من الأشقاء والأصدقاء للدور المصري.
 
وأشار السفير دياب اللوح إلى أنه في حالة الحديث عن اليوم التالي للحرب بقطاع غزة، ومستقبل القطاع غزة، لابد من العمل على إنجاح اليوم الأخير للحرب، الذي يعني إنجاح جهود مصر والشركاء الآخرين لوقف إطلاق النار ووقف الحرب بشكلٍ نهائي وإنسحاب قوات الإحتلال الإسرائيلي بشكلٍ كاملٍ من جميع أنحاء غزة، حتى يتم الخوض في السيناريوهات المحتملة، ومن الأهمية التأكيد أيضاً على أن اليوم التالي للحرب هو شأن فلسطيني- فلسطيني، وأن قطاع غزة جزءاً لا يتجزأ من الجغرافية الفلسطينية والنظام السياسي الفلسطيني، وأن قطاع غزة والضفة الغربية والقدس تُشكل وحدة جغرافية وسياسية واحدة، وتُمثل أقليم دولة فلسطين العتيدة.
 
وتحدث اللوح عن مخطط التهجير وإفراغ الأرض الفلسطينية من أصحابها التاريخيين، وقال إن هذا مخطط قديم- جديد، ويُسجل التاريخ لمصر للرئيس عبد الفتاح السيسي أنهما منعا إسرائيل من تنفيذ هذا المخطط الاستعماري وإفراغ قطاع غزة من سكانه ودفعهم للهجرة القسرية، لكن مخاطر هذا المخطط لازالت قائمة بسبب المحاولات الإسرائيلية المستمرة لتنفيذ هذا المخطط في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وخطورة هذا المخطط أنه يستهدف الوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية، لتنفيذ مخطط الضم الاستعماري العنصري لأرض دولة فلسطين إلى دولة إسرائيل.
 
واشار دياب اللوح إلى قرار المحكمة الجنائية الدولية بأعتقال رئيس وزراء إسرائيل ووزير الدفاع، وقال إن له مردود قانوني وسياسي أيضاً، هو قرار قانوني معنوي ويبقى تفاعل المجتمع الدولي مع تطبيق القرار وتنفيذه إختباراً ملموساً لإحترام الشرائع الدولية والقوانين الدولية ومدى جدية الدول في التعامل مع المنظمات الدولية ومفهوم العدالة في العالم.
 
وتناول سفير فلسطين الدور الأمريكي في الاحداث الأخيرة، وقال إن الإدارة الأمريكية هي الجهة أو الطرف الدولي الوحيد المُمسك والقادر على اتخاذ القرار لوقف هذه الحرب، وإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة، وهي الطرف الدولي الوحيد الذي يقف أمام منع حصول فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، ومنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أرض دولة فلسطين التي أُحتلت عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، لذلك لابد من تفعيل كافة وسائل التأثير والإقناع والضغط على الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية معاً لوقف هذه الحرب ومنع إنزلاق المنطقة إلى حربٍ أقليمية بذورها وبوادرها خصبة جداً في ظل استمرارية هذ الحرب المدمرة على الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني الشقيق أيضاً.
 
ووجه سفير فلسطين الشكر للإعلام المصرى، بكافة مكوناته، بعدما استطاع ان يرفع لواء الدفاع عن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية والقدس، ووقف بكل إمكانياته إلى جانب الشعب الفلسطيني لفضح جرائم الحرب والمجازر الدموية وأعمال القتل والتدمير التي مارستها إسرائيل وجيشها المحتل ضد الشعب الفلسطيني، مؤكداً ان الإعلام فضح ممارسات وجرائم الإحتلال الإسرائيلي، وحشد أكبر موقف دولي ممكن لدعم الشعب الفلسطيني ودفع وإنجاح كل الجهود المبذولة لوقف هذه الحرب، التي لا مصلحة لنا فيها وفي إستمراريتها وفي إتساع رقعتها وأن تتحول إلى حرب إقليمية أو شبه إقليمية، وإستمرارها مع بقاء حروب في بؤر دولية أخرى وما يدور من تصعيد وتحريض دولي يُنذر بإنفجار الأوضاع في الشرق الأوسط والعالم، مما قد يزج بالعالم في حرب عالمية ثالثة، وهذا يدق ناقوس الخطر أمام الجميع.
 
وحول الفلسطينيين المتواجدين على الأراضى المصرية، قال السفير دياب اللوح، إن من وصل من أبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى مصر جاء في إطار الاحتياجات الإنسانية، وحاجة شعب غزة للسفر، وليس في إطار مخطط التهجير الذي وقفت مصر سداً منيعاً أمام تنفيذهِ، مؤكداً أنه قد وصل من غزة إلى مصر، خلال الحرب من 7/10/2023 وحتى 6/5/2024م، وهو اليوم الأخير من عمل معبر رفح الذي يربط قطاع غزة مع مصر أكثر من مائة ألف مواطن فلسطيني، منهم نحو عشرة آلاف جريح ومريض تلقوا العلاج والرعاية الطبية في المستشفيات الحكومية المصرية مشكورة، ومن بينهم نحو عشرين ألف تلميذ مدرسة، تم تنسيق إستمرارية تعليمهم مع مدارس وزارة التربية والتعليم في الضفة الغربية وفق نظام التعلم عن بعد، وكذلك تم تنظيم إمتحانات لعدد ألف ومائة طالب وطالبة من طلبة الثانوية العامة بالتنسيق بين وزارتي التربية والتعليم في فلسطين ومصر وسفارة فلسطين في القاهرة.
 
وأضاف اللوح، أن من وصل من قطاع غزة إلى مصر قد فقد كل ما يملك من مقتنيات وأنهم بحاجة لأبسط مقومات الحياة الإنسانية والعيش الكريم، بالإضافة إلى أنه يوجد لدينا في مصر عدة آلاف قبل الحرب كانوا ينتظرون العودة إلى قطاع غزة وتعذرت عودتهم بسبب إستمرارية الحرب، ومن الأهمية الإشارة إلى انه خلال الهدنة الأولى في نوفمبر من عام 2023م، قد عاد إلى غزة نحو ألفين مواطن فلسطيني، وهذا يحمل رسالة مهمة إلى تمسك المواطن الفلسطيني بالعودة إلى غزة بالرغم من إنهم قد فقدوا بيوتهم وكل ما يملكون من مقتنيات، بالإضافة إلى انه يوجد نحو 13 ألف طالب وطالبة يدرسون في الجامعات والمعاهد العليا المصرية، غالبيتهم من قطاع غزة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق