منذ 10 سنوات فقدنا واحدة من مبدعي الأدب العربي فقد تركت رضوى عاشور بصمتها في قلب القارئ العربي قبل عقله، وحرصت على إنشاء مشروع أدبي ونقديّ، يتخذ طابع التحرُّر الوطنيّ، كدراستها النقدية لأعمال غسان كنفاني: "الطريق إلى الخيمة الأخرى"، أو رسالة الدكتوراه، التي كانت تتحدث عن الأدب الأفرو أمريكي، وغير ذلك من الأعمال الأدبية وفي ذكرى وفاتها الـ10، نستعرض في هذا التقرير، لقطات حياة رضوى عاشور.
ولدت في الـ26 من مايو عام 1946، في محافظة القاهرة وهي تنتمي لأسرة تهتمُّ بالثقافة والنضال، فوالدها مصطفى عاشور، المحامي المتحمس للأدب، ووالدتها السيدة ميّة عزام، ابنة الدكتور عبد الوهاب عزّام، القاضي الشرعي والباحث العربي، وشقيق عبد الرحمن عزّام، أول أمين لجامعة الدول العربية.
حصلت على ليسانس اللغة الإنجليزية من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1967، ثم حصلت على درجة الماجستير في الأدب المقارَن، من نفس الجامعة، ثم سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة ماساتشوستس، عام 1975.
عمِلت رضوى بعد عودتها من أمريكا، أستاذًا في قسم اللغة الإنجليزية، بكلية الآداب في جامعة عين شمس، وقد شغلت منصب رئاسة القسم، في الفترة ما بين عامي 1990 وحتى 1993، كما أشرفت على رسائل الماجستير والدكتوراه.
وقد كانت عضوة في أكثر من جهة ثقافية وسياسية، مثل: لجنة الدفاع عن الثقافة القومية، اللجنة الوطنية لمقاومة الصهيونية في الجامعات المصرية، مجموعة 9 مارس لاستقلال الجامعات كما كانت عضوة في مجموعة من اللجان التحكيمية المرتبطة بالمجالين الثقافي والأكاديمي.
حصلت على عدة جوائز من بينها: "جائزة الدولة التشجيعية، لجنة التفرغ بالمجلس الأعلى للثقافة، لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة"، بالإضافة إلى مشاركتها في المؤتمرات والمعارض العربية والعالمية.
ألفت رضوى عاشور، العديد من الأعمال، في شتى المجالات الأدبية، فمن أبرز أعمالها في الرواية والمجموعات القصصية: "حَجَر دافئ، خديجة وسوسن، رأيت النخل، سراج، ثلاثية غرناطة، أطياف، تقارير السيدة راء، قطعة من أوروبا، فرج، الطنطورية"، وفي النقد الأدبي: "دراسة للكتابات النقدية الأفرو-أمريكية، الطريق إلى الخيمة الأخرى، جبران وبليك، التابع ينهض، صيادو الذاكرة، ذاكرة للمستقبل..."،أما في الترجمة، فقد أشرفت على ترجمة النسخة العربية، من الجزء التاسع لموسوعة كامبريدج، كما ترجمت إحدى المجموعات الشعرية لمريد البرغثوي إلى الإنجليزية، تحت عنوان: "منتصف الليل وقصائد أخرى"، أما في السيرة الذاتية، فقد كتبت مذكرتها في أكثر من جزء، تحت عنوان: "الرحلة، أثقل من رضوى، الصرخة"، وقد نُشِر الجزء الأخير "الصرخة"، بعد وفاتها.
رحلت رضوى عاشور عن عالمنا، في الـ30 من نوفمبر عام 2014، بعد صراع مع المرض.