أوروبا على حافة أزمة طاقة جديدة.. ارتفاع أسعار الغاز مع دخول الشتاء
الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 10:53 ص
حذرت "بلومبرج" من أن أوروبا على حافة أزمة طاقة جديدة مع استنفاد احتياطياتها من الغاز بوتيرة سريعة، واحتمال انقطاع إمدادات الغاز من روسيا بعد العقوبات على مصرف "غازبروم بنك" الروسي.
"بلومبرج": أوروبا على حافة أزمة طاقة جديدة
وكانت أجرت الوكالة تحليلاً لوضع سوق الطاقة الأوروبي في أعقاب فرض الولايات المتحدة عقوبات على "غازبروم بنك" كون مدفوعات الطاقة تمر عبره، وبحسب الوكالة لا تزال السوق الأوروبية تتعافى من صدمات الطاقة الشديدة التي شهدتها قبل عامين، إذ صعدت أسعار الغاز بنسبة 45% هذا العام بسبب أزمة أوكرانيا والعقوبات التي فرضت على روسيا.
وعلى الرغم من أسعار الغاز الراهنة أقل من المستويات القياسية في 2022، إلا أن الأسعار الراهنة ما تزال مرتفعة لزيادة أزمة تكلفة المعيشة للأسر الأوروبية، وزيادة الضغوط على الشركات المصنعة.
وكانت الولايات المتحدة قد وسعت الخميس الماضي قائمة العقوبات ضد روسيا لتشمل عشرات الشخصيات العاملة في القطاع المالي الروسي وعددا كبيرا من البنوك الروسية، بما في ذلك "غازبروم بنك"، الذراع المصرفي لشركة "غازبروم".
وحذر الخبراء من احتمال تأثر إمدادات الغاز من روسيا إلى أوروبا بعد إدراج "غازبروم بنك" في قائمة العقوبات، وأشاروا إلى أن دولا مثل سلوفاكيا والنمسا وهنغاريا ستعاني في المقام الأول في حال تعذر تسلم شركة "غازبروم" الأموال لقاء إمدادات الغاز إليها، وتستعد أوروبا لأزمة جديدة للطاقة هذا الشتاء، حيث أن أسعار الغاز الطبيعي القياسية آخذة في الارتفاع مما يشير إلى حالة من عدم اليقين بشأن العرض الكافي وارتفاع الطلب مع دخول أوروبا فصل الشتاء الثالث لحرب أوكرانيا.
كما سجلت أسعار الغاز في أوروبا أعلى مستوى في نحو عام، وتجاوزت مستوى 500 دولار لكل ألف متر مكعب، وذلك للمرة الأولى منذ نهاية نوفمبر 2023، وذلك بالتزامن مع ملء مخزونات أوروبا للاستعداد للشتاء.
ووفقا للخبراء فإن قدرة تخزين الغاز في الاتحاد الأوروبي بلغت 90% في أغسطس، قبل الموعد النهائي بوقت طويل، و"اليوم، يبلغ تخزين الغاز 95% من طاقته، أي أكثر بكثير من 100 مليار متر مكعب، ومع ذلك، فإن الطلب المتزايد على التدفئة والكهرباء بسبب انخفاض درجات الحرارة قد اختبر القدرات بالفعل في الأسابيع الأولى من شهر نوفمبر، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية.
وفقًا لبيانات من مؤسسة Gas Infrastructure Europe، البنية التحتية للغاز فى أوروبا، فإن درجات الحرارة المنخفضة الأخيرة أدت إلى زيادة تدفقات الغاز إلى الخارج فى أوروبا خلال الأسبوعين الأولين من شهر نوفمبر، مما أدى إلى ضغط حوالي 4% (4.29 مليار متر مكعب) من إجمالي سعة تخزين الغاز في أوروبا، وهناك توقعات أن مستويات التخزين لن تكون مرتفعة في ربيع 2025 كما كانت في نهاية الشتاء السابق، في أبريل 2024، عندما بلغت 60% من طاقتها.
ولفتت المؤسسة الأوروبية إلى أنه "يبدو أنها قد تكون أقل بكثير من 50% هذا الشتاء، مما يعني أن أوروبا ستحتاج إلى شراء المزيد من الغاز هذا العام لاستعادة تخزين الغاز إلى مستوياته الكاملة تقريبًا، وهذا، إلى جانب الطقس البارد نسبياً، من المرجح أن يبقى الأسعار مرتفعة بشكل معقول مقارنة بمستوياتها خلال فصل الشتاء السابق، الذى كان أكثر اعتدالاً نسبياً".
وأوضحت صحيفة الدياريو الإسبانية في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني، أن وكالة بلومبرج حذرت أيضاً من انخفاض احتياطات الغاز ووصول الطقس البارد والعقوبات التى فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على بنك جازبروم الروسي، المسئول عن معاملات الدفع لمستوردي الوقود الروسي، حيث أنها ستؤثر على أسعار الغاز في الشتاء.
والنمسا ودول الاتحاد الأوروبي التزمت منذ وقوع الحرب الروسية على أوكرانيا بإنهاء الاعتماد تدريجيا على إمدادات الغاز الطبيعي الروسي، وهذا يعني أن أى شيء يحدث في العالم يؤدي إلى زعزعة استقرار أسواق الطاقة في أوروبا، وهو ما حدث منذ سنوات مضت في الحرب في أوكرانيا، حيث أن اعتماد أوروبا الوسطى والشرقية في مجال الطاقة على مورد مثل روسيا أدى إلى تغيير جذري في استراتيجية الطاقة الأوروبية.
كما هو الحال بالنسبة للكهرباء، حيث أن قلة الشمس مع هطول أمطار الخريف وموسم إغلاق محطات الطاقة النووية استعدادًا لفصل الشتاء، تؤدى إلى إحداث فوضى في سوق الكهربا، وبالنظر إلى الأسعار التى تزيد عن 120 يورو لكل ميجاوات في الساعة، إلا أنها لن تقف هنا بل من المتوقع أن تزيد خلال الفترات المقبلة نتيجة لزيادة أسعار الغاز أيضا.
وهذه المستويات هى الأعلى التى يتم تسجيلها في أوروبا ولم يتم الوصول إلى مستويات الطلب العالية بعد، لذا قد يرتفع السعر في الأسابيع المقبلة مع قدوم الشتاء، ويجب أن نضيف إلى ذلك الشكوك الجيوسياسية التى حدثت في الأيام الأخيرة، والانقطاع المحتمل لإمدادات الغاز عن بلدان وسط وشرق أوروبا يضغط على الأسعار، وفي هذه البلدان يمكن رؤية أسوأ الأوضاع على النحو الذي هى عليه الآن.
وقد يكون لدى ألمانيا 60% من مصادر الطاقة المتجددة، ولكن في هذه الأيام وصلت ساعات العمل إلى 800 يورو لكل ميجاوات في الساعة لأن الرياح اختفت واضطرت إلى تشغيل محطات زيت الوقود،ويعني ارتفاع أسعار الطاقة أن الاقتصاد الأوروبي وصناعته سوف يعانيان بشكل أكبر، خاصة وأن أوروبا خسرت سنة كاملة بسبب الانتخابات، ما تأثيرات واضحة لألمانيا بشكل خاص مع انتخابات مبكرة وخسائر واضحة.