مستقبل الطيران في مصر.. استراتيجية الحكومة لزيادة عدد الركاب وتطوير البنية التحتية للمطارات
الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 10:10 صهانم التمساح
يأتى الإهتمام بقطاع الطيران المدني ضمن أولويات الحكومة ، وتسعى وزارة الطيران للنهوض بالقطاع ليرقى إلى المستويات العالميّة من خلال تحديد عوامل المنافسة في الصناعة (الجودة - السعر - المرونة - الوقت ) بما يتواكب مع المتغيرات البيئية الداخلية والخارجيّة لضمان تحقيق رضاء العُملاء عن الخدمات المقدمة لهم، اتساقًا خطة التنمية المستدامة في إطار السياسة العامة للدولة، وتطوير الطاقة الاستيعابية للمطارات وزيادتها، بما يتناسب مع الزيادة المطردة في حركة الركّاب والطائرات والتوقعات مع النهوض بخدمات الطيران المدني.
وفى سبيل ذلك وضعت الحكومة أهداف استراتيجية عامة لمحور الطيران المدنى لتلتقى بشكل مباشر مع الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة (البعد الاقتصادى – البعد الاجتماعى – البعد البيئى ) وتمثلت هذه الاهداف فى تطبيق القواعد القياسية والتوصيات الدولية لأمن وسلامة الطيران المدنى وحماية البيئة ،و تطوير ورفع كفاءة أداء العمل والتطوير المستمر للمنتجات ) خدمات / سلع ( وصولا إلى المستويات العالمية لتحقيق رضاء الاطراف المستفيدة وزيادة القدرات التنافسية ، و الاستثمار الأمثل للموارد البشرية والحفاظ عليها وتطويرها.
واتبعت الحكومة سياسات وآليات لتحقيق الاهداف الاستراتيجية لمحور الطيران المدنى منها الاعتماد بقدر الإمكان على التمويل الذاتى وايجاد مصادر تمويل أخرى ذات تكلفة منخفضة ،عمل دراسات علمية والاستعانة بالخبرات العالمية كأساس فى وضع الخطط والبرامج ، مع الالتزام بمبادئ ومعايير التقارير الدولية للاستدامة GRI والمصممة بواسطة مكتب المعايير العالمية للاســــــتدامة GSSB ،ومبدأ الاذعان القانونى، ومبدأ إحترام الاعراف الدولية ، ومبدأ إحترام مصالح الاطراف المعنية ،و مبدأ الشفافية ،مبدأ إحترام حقوق الانسان ،الاستعانة بأحدث تكنولوجيا عالمية مستخدمة فى منظومة الطيران المدنى ،الاتجاه نحو دراسة أفضل الممارسات فى بيئة صناعة الطيران المدنى والعمل على تطبيق ما يناسب من تلك الممارسات للتعظيم والتطوير المستمر للأداء ،و الشفافية فى تنفيذ مشاريع التطوير، وطرحها من خلال مناقصات عالمية ومحلية فى إطار تنافسى .
وأولت وزارة الطيران اهتماما كبيرا لتطوير منظومة المطارات المصرية حيث تم تطوير ورفع كفاءة العديد من المطارات وانضمام خمس مطارات جديدة للخدمة وهى مطارات العاصمة الإدارية وسفنكس وبرنيس والبردويل والعلمين .
وحققت المطارات المصرية إنجازاً كبيراً على مستوى القارة الإفريقية فى حركة الركاب والشحن الجوى حيث تصدر مطار القاهرة الدولى القائمة التى أصدرها المجلس الدولى للمطارات ACI لأول عشر مطارات إفريقية من حيث حجم حركة الركاب فى عام 2021 كما جاء مطار القاهرة فى "المركز الثانى" فى حركة شحن البضائع، وحصل مطار الغردقة على المركز الخامس ومطار شرم الشيخ المركز الثامن ضمن أول عشر مطارات إفريقية من حيث عدد الركاب وفقا لإحصاءات المجلس الدولى للمطارات وقد حقق مطار القاهرة " المركز الأول " إفريقياً بعدد ركاب بلغ 11 مليون و346 ألف راكب متفوقا على مطارات جنوب إفريقيا ونيجيريا واثيوبيا والمغرب وكينيا وشهدت عام 2022 تشغيل مطاري سفنكس ومبنى الركاب (2) بشرم الشيخ وأعمال تطوير مختلف المطارات في ضوء تحقيق أهداف التنمية لشاملة ورؤية الدولة المصرية 2030 .
و حقق مطار مطار القاهرة خلال 2022 نحو 20 مليون مسافر محققا أعلى نسبة تشغيل منذ انشائه .. وقد تم تنفيذ العديد من أعمال التطوير لتوفير جودة الخدمات وتعزيز أمن وسلامة الركاب والطائرات. من بينها اشتراك مطار القاهرة الدولي في منظومة تحديد الخانات الزمنية Slot Management التابعة للإتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) بما يسمح لمطار القاهرة الدولي من جذب عدد أكبر من شركات الطيران العالمية للعمل بالمطار وتسهيل حركة الربط بين الرحلات .
كما تم تشغيل وإستئناف عدد(24) شركة طيران جديدة خلال العامين 2021/2022 نتيجة التزام مطار القاهرة بالتشريعات الدولية والمحلية وتقديم كافة التسهيلات لشركات الطيران وشركات الوكالة لتشغيل خطوط طيران جديدة بالتنسيق مع سلطة الطيران المدني المصري ،وتم تحديث الأجهزة الأمنية بمطار القاهرة الدولي ورفع كفاءة أجهزة الكشف الأمنى وفحص الحقائب بأحدث الأجهزة ثلاثية الأبعاد ومنظومة الكشف عن المتفجرات بما يتوافق مع التعليمات الأمنية المحلية والدولية وتطبيق نظام المراقبة الأمنية الحديثة من خلال الكاميرات لمتابعة الحالة الأمنية بكافة المواقع بمطار القاهرة الدولي وتركيب بوابات بيومترية بمداخل مباني الركاب لإحكام السيطرة الأمنية على منافذ دخول وخروج العاملين لتعزيز الإجراءات الأمنية بالمطار تم تركيب منظومة الوحدات الرادارية والكاميرات الحرارية على أسوار المطار ، تطوير منطقة السفر الدولي بمبني الركاب لتيسير حركة ركاب الترانزيت وتوفير مساحة إستثمارية بمبني الركاب رقم (3).
و في إطار المحافظة على إنتظام التشغيل والحد من أثار السيول بمطار القاهرة تم استكمال إنشاء عدد من مخرات السيول بمهبط المطار ،وجاهزية مطار القاهرة لإستقبال أحدث وأكبر الطائرات التجارية مثل إيرباص من طرازى 380 و350 وبوينج 787 وذلك بعد تطوير مواقف إنتظار الطائرات لاستيعاب الطرازات الجديدة .
و في مجال الشحن الجوي تم رفع كفاءة مواقع قرية البضائع لتستوعب طرازات أكبر من الطائرات والاستفادة من مواقف الطائرات الكبيرة القريبة من القرية لإستقبال رحلات الشحن الجوي ،عقد دورات تدريبية متخصصة لتأهيل الكوادر البشرية بالشركة ورفع كفاءة العاملين وتطوير مستواهم وتزويدهم بأحدث المعلومات للارتقاء بمستوي الخدمات المقدمة للعملاء .
ومن ناحية أخرى تم إحلال وتغيير أنظمة الإضاءة لنظام الليد بمباني المطار ،والتشغيل التجريبي للمشاية الكهربائية بمطار القاهرة الدولي، حيث يربط مشروع المشاية الكهربائية بين مبنى الركاب رقم 2 والجراج متعدد الطوابق بما يسهم فى تسهيل حركة الركاب وانتظار السيارات وتفادي أي تكدسات داخل مطار القاهرة ، بطول(310) أمتار وعرض (5,7) أمتار يحتوي على ممر للمشاة وعربات الجولف ومنطقة انتظار بمساحة(1200) متر وكوبرى(60) متراً لربط المشاية بمبنى الجراج بما يهدف إلى رفع مستوي الخدمات المقدمة للعملاء .
كما تم تطوير منظومة سيور الحقائب بمطار القاهرة الدولي بما يسهم في زيادة سعة منظومة سيور الحقائب بمطار القاهرة الدولي لتصل إلى12 ألف حقيبة في الساعة بدلا من 4800 حقيبة في الساعة ، كما تم زيادة قدرة تخزين حقائب الترانزيت داخل النظام لتصل إلى 1200 حقيبة بدلاً من 125 حقيبة، وتحديث أجهزة قارئ الحقائب التلقائي (ATR) وربطها بنظام تداول الحقائب (BHS) وإضافة خاصية (RFID) لها، وكذا توفير أجهزة (HHT) حديثة لقراءة الحقائب قبل تحميلها على الطائرات وذلك في إطار حرص وزارة الطيران المدني على الارتقاء بالخدمات المقدمة للركاب بمطار القاهرة الدولي .
و تم تشغيل الجراج متعدد الطوابق لاستيعاب الزيادة في أعداد السيارات المترددة على مطار القاهرة الدولي لتتناسب مع ظروف التشغيل، بما يهدف إلى رفع مستوى الخدمات المُقدمة للجمهور والحفاظ على إنتظام العمل، وكذا تطوير الطرق المؤدية للمطار وتعديل مسارات الطرق المؤدية الي مبني الركاب رقم (2) كما تم تركيب وتشغيل خلايا شمسية صغيرة في مطار القاهرة الجوي وذلك تماشيا مع التوجه العالمي للمطارات للاعتماد على الطاقات الجديدة خاصة الطاقة الشمسية .
فيما تصدر مطار شرم الشيخ قائمة تطوير مشروعات التنمية المستدامة لما شهدته المدينة من أحداث ومؤتمرات هامة في ضوء الحركة السياحة الوافدة على مدار العام مما جعله في مقدمة خريطة التطوير الدائم وقد شهد المطار العديد من أعمال التطوير والتوسعة تزامنًا مع استضافة مدينة شرم الشيخ لقمة تغير المناخ 27 cop وشملت أعمال التطوير ، تم زيادة الطاقة الاستيعابية للمطار إلى 10 ملايين راكب سنويا بدلا من 7.5 مليون راكب، كما ستتم زيادتها فيما بعد لتصل سعة المطار إلى 20 مليون راكب سنوياً، وزيادة البوابات من 8 إلى 12 وزيادة مساحات صالات السفر والوصول ومناطق إنتظار الركاب ليستوعب الزيادة المستقبلية فضلًا عن تعزيز المنظومة الأمنية، وتطوير منظومه السيور ونقل الحقائب وتركيب منظومة الكشف باستخدام الأشعه CT ، وإحلال وتجديد وتركيب أنظمة الإنذار الآلى والإطفاء التلقائى للحريق لمحطات الأقمار الصناعية والإتصالات، حيث تم توسعة مبنى الركاب رقم (2).
كما تم زيادة مواقف السيارات إلى 67 موقفا للانتظار الطائرات بما يسهم في رفع قدرة المطار علي إستيعاب الزيادة في حركة الطائرات مستقبلا ،كما تم تنفيذ محطات طاقة شمسية من خلال توقيع بروتوكول تعاون بين مركز تحديث الصناعة ووزارة الكهرباء والطاقة المتجددة والشركة المصرية للمطارات لتقديم الدعم الفني في تنفيذ محطة طاقة شمسية بمطار شرم الشيخ الدولي .
وتم تطوير مطار سفنكس لخدمة سكان محافظات الجيزة، والفيوم، وبني سويف، والمنيا، والمنوفية وتخفيف التكدس عن مطار القاهرة، وتنشيط "سياحة اليوم الواحد"، نظرًا لقرب المطار من المتحف المصري الكبير ومنطقة أهرامات الجيزة، وقد بدأ تشغيل الرحلات الداخلية فى الأول من نوفمبر 2022 من خلال شركة ايركايرو الذراع الاقتصادى منخفض التكاليف لمصر للطيران وبدء تشغيل الرحلات الدولية فى الأول من ديسمبر2022،وقد شملت أعمال التوسعة زيادة المساحة الإجمالية للمبنى لتصل إلى 24 ألف متر مسطح بدلاً من 3600 متر، بما يزيد من طاقة المطار الاستيعابية إلى 900 راكب/ ساعة بدلا من 300 راكب/ ساعة لتبلغ طاقته الإجمالية نحو مليون ومائتي ألف راكب سنويًا وتطوير المكاتب الإدارية ومنطقة الأسواق الحرة، وغرفة التحكم والمراقبة ومنظومة الكاميرات ومنطقة سيور الحقائب والمنظومة الأمنية والخدمية ومهبط الطائرات، واستكمال مراحل تشغيل الأنظمة التقنية والأمنية بالمطار، واستخدام اللمبات الموفرة للطاقة "الليد" بصالات المطار والمكاتب الإدارية، وكذلك دراسة إمكانية استخدام الطاقة الشمسية في إضاءة مباني المطار بالتنسيق مع سلطة الطيران المدني لتحقيق أعلى مستويات السلامة والجودة البيئية .