الصعيد في قلب خطة التنمية.. مشروعات الإسكان والبنية التحتية تعيد رسم المستقبل
الإثنين، 25 نوفمبر 2024 10:30 صهانم التمساح
تشهد محافظات الصعيد تحولات تنموية غير مسبوقة تهدف إلى تحسين مستوى الحياة في القرى والمناطق الأكثر احتياجًا، وذلك من خلال الجهود التي تبذلها المبادرة الرئاسية لحياة كريمة ، حيث قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بافتتاح العديد من المشروعات القومية العملاقة في كافة أرجاء الصعيد، ليمحو بها آثار سنوات من التجاهل والتهميش.
وتمثل "حياة كريمة" نقلة نوعية في مسيرة التنمية بمحافظات الصعيد، حيث جري تنفيذ العديد من المشروعات في قرى ونجوع الصعيد، بمشاركة فعالة من الجهات الحكومية والمجتمع المدني، وتهدف المبادرة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز الاستقرار الاقتصادي في هذه المناطق، كما أسهمت بشكل ملحوظ في تحسين ظروفهم المعيشية، حيث تم توفير مرافق أساسية كانت تمثل لهم تحديًا يوميًا، مما أضفى بريقاً من الأمل في مستقبل أفضل.
وتسعى المبادرة الرئاسية حياة كريمة ، إلى تحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، فضلاً عن تعزيز فرص العمل وتطوير مجالات التعليم والصحة، وتشمل المبادرة العديد من المشروعات مثل بناء المدارس وتطوير المستشفيات والمراكز الصحية، بالإضافة إلى تحديث شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء. كما يتم تنفيذ مشروعات لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي ورفع مستوى الدخل للأسر في الصعيد.
وعملت الحكومة خلال السنوات السابقة على تنفيذ تكليفات القيادة السياسية لتنمية الصعيد، حيث تم التحرك في خطة التنمية المتكاملة في إقليم صعيد مصر، التي وضعتها الحكومة للعمل في إطارها لنصل إلى ما نشاهده اليوم من مشروعات تاريخية عملاقة تنموية واستثمارية وخدمية ،وبذلت فى سبيل ذلك
جهود لتحقيق التنمية المتكاملة بإقليم الصعيد تتم على ثلاثة محاور، الأول: تطوير البنية التحتية ومد جسور التنمية، والثاني: تنمية وبناء الإنسان، والثالث: التنمية الاقتصادية وتعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية، بجانب المبادرة الرئاسية " حياة كريمة" لتطوير القرى المصرية.
في النقل والمواصلات بالصعيد
وفيما يتعلق بالمحور الأول (تطوير التحتية ومد جسور التنمية)، والذي شمل قطاع النقل والموصلات، فقد أنشأت وطورت الدولة المصرية 6600 كم من الطرق، منها 2600 كم إنشاء جديد، و4 آلاف كم كرفع كفاءة وتطوير كامل، وتم رفع الكفاءة والتطوير لهذه الطرق يعد بمثابة إنشاء جديد، في ظل الحالة التي كانت عليها قبل التطوير، حيث كان معظمها لا يتجاوز حارتين ذهاباً وإياباً، وتحولت إلى 4 حارات على الأقل في كل اتجاه.
ومن بين الطرق التي تم تنفيذها، طريق الصعيد الصحراوي الغربي، وطريق محور ديروط الفرافرة، وطريق هضبة أسيوط الغربية، الذي كان حلماً لأهالي أسيوط، ووجه الرئيس في أحد اللقاءات بالبدء في تنفيذه وتم استكماله بالفعل، ليصبح محوراً تنموياً مهماً يربط مدينة ناصر بغرب أسيوط بمدينة أسيوط نفسها.
المشروع الأهم سيظل إنشاء محاور التنمية على النيل في صعيد مصر، فإنها ليست مجرد كباري، ولكنها محاور تنموية تربط شرق وغرب النيل على امتداد المحافظات، حيث أنه تم وجار تنفيذ 14 محورا على النيل بصعيد مصر بتكلفة تتجاوز 23.5 مليار جنيه، بهدف اختصار المسافة بين كل محور والآخر والتي كانت تصل إلى 100 كم، ليصبح لدينا محور تنموي عرضي كل 25 كم يربط الشرق بالغرب في محافظات الصعيد.
كما تم أيضاً تنفيذ 365 كوبري ونفقا في كل مدن ومحافظات الصعيد بتكلفة استثمارية تجاوزت 50 مليار جنيه، الأمر الذي دعا منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن تشير في تقرير مهم جداً لها في 2020 إلى أن الحكومة المصرية طورت شبكة من الطرق، في كل المحافظات التي كان يطلق عليها المحافظات المغلقة في صعيد مصر، والواحات، وبالقرب من البحر الأحمر، بما يسهم في تعزيز النشاط الاقتصادي خارج المناطق الحضرية، ويزيد النفاذ للأسواق والصادرات.
وبشأن تطوير منظومة السكة الحديد، فقد تم إنفاق استثمارات بلغت 32 مليار جنيه في تطوير نُظم الإشارات وتجديدات السكك والورش والمزلقانات والوحدات المتحركة، وأيضاً تطوير 46 محطة للسكك الحديدية على امتداد محافظات الصعيد، من بينها محطة الأقصر، ومحطة أسوان، وفيما يتعلق بالموانئ البحرية، فقد تم تنفيذ ميناء سفاجا البحري، وميناء الغردقة، وغيرها من الموانئ، وكذا الموانئ البرية مثل ميناء برقين، وميناء قسطل، في أقصى جنوب مصر، كنافذة للتواصل مع أشقائنا في السودان.
الإسكان والبنية التحتية
وشهد قطاع الاسكان تنفيذ 14 مدينة جديدة من الجيل الرابع للمدن، كما تم في نفس التوقيت تنفيذ 188 ألف وحدة سكنية في كل أنحاء الصعيد، من بينها 125 ألف وحدة إسكان اجتماعي، و 45 ألف وحدة تخدم تطوير العشوائيات والمناطق غير الآمنة، و7500 وحدة إسكان متوسط، بالإضافة إلى 11 ألف وحدة إسكان نوبي وبدوي وأولى بالرعاية، وكلها مشروعات لم تكن موجودة على الأرض قبل 7 سنوات.
وفي مجال تطوير العشوائيات، فقد تم إنهاء كل المناطق غير الآمنة التي كانت موجودة في محافظات الصعيد، ومنها منطقة عشش محفوظ في المنيا، ومدينة العمال في المنيا، ومنطقة السماكين في سوهاج، وتطرق إلى سير العمل في مشروع تطوير عواصم المحافظات، الذي وجه به الرئيس مؤخراً ليتم تنفيذ عدد كبير من الوحدات السكنية في المدن القائمة، بالتوازي مع تنفيذ المدن الجديدة، ويتضمن المشروع تنفيذ 500 ألف وحدة، منها 120 ألف وحدة كمرحلة أولى، من بينها 11 ألف وحدة تم بدء تنفيذها بالفعل في محافظات الصعيد.
وفيما يتعلق بقطاع مياه الشرب والصرف الصحي، والذي كان أكثر القطاعات التي يشكو منها أبناء الصعيد، ففيما يخص مياه الشرب فقد كانت نسبة التغطية في عام 2014 نحو 85%، ثم وصلت النسبة الآن إلى 98%، أما فيما يخص الصرف الصحي، فقد زادت نسبة التغطية من 22% إلى أكثر من 33%، ومن المتوقع مع إنهاء مبادرة "حياة كريمة"، سنقترب من نسبة تغطية 100% بالفعل خلال العامين القادمين، من خلال شبكة كبيرة جداً من المحطات والمشروعات الكبيرة التي قامت بها الدولة.