تل أبيب تعانى.. الحرب تكبد تل أبيب خسائر فادحة والوحدة 8200 تشهد أسوأ أزمة في تاريخها
السبت، 23 نوفمبر 2024 04:46 م
كشفت تقارير عبرية عن حجم الخسائر البشرية في صفوف قوات الاحتلال مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ليومها الـ414 على التوالي، وامتدادها إلى الأراضي اللبنانية.
وتم نشر أسماء 804 قتيلا عسكريا بين جندي وضابط منذ بداية الحرب، ولا يتوقف ذلك حيث تمتد الخسائر تمتد وصولا إلى تزايد عدد المصابين بالاضطرابات النفسية "الحادة"، ومعاناة بعضهم من "ميول انتحارية".
وكشفت تقارير صحيفة إسرائيلية عن ارتفاع عدد الجنود المعاقين الذين يتلقون العلاج في أقسام إعادة التأهيل التابعة لوزارة الدفاع، إلى 70 ألف جندي، بعد انضمام 8663 جريحا منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي.
وأشارت القناة السابعة الإسرائيلية إلى أن 35 % من المصابين يعالجون من أمراض نفسية، في حين أظهر تحليل أجراه مختصون أن حوالي 40 بالمئة من الجرحى الذين سيتم إدخالهم إلى المستشفى بحلول نهاية العام قد يواجهون أمراضا نفسية متباينة، بما في ذلك القلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة وصعوبات التكيف والتواصل.
نقلت صحيفة "جيروسالم بوست" أن أكثر من 10 آلاف جندي احتياط طلبوا تلقي خدمات الصحة العقلية.
وقرر قسم التأهيل في الجيش الإسرائيلي في فبراير الماضي، تشكيل فرق من أطباء نفسيين وممرضين قادرين على التعامل مع الميول الانتحارية، من أجل إجراء تقييم للجنود الذين يعانون اضطرابات نفسية.
وجاءت تلك الخطوة بعدما كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن 10 ضباط وجنود إسرائيليين انتحروا منذ بداية الحرب، في حين أفادت الإذاعة الإسرائيلية قبل أيام بانتحار جندي آخر بعد تلقيه أمرا بالعودة للخدمة العسكرية في غزة.
في منتصف مارس الماضي، أقر الجيش الإسرائيلي بمواجهة "أكبر مشكلة للصحة النفسية" منذ عام 1973، حيث أوضح حينها أن نحو 1700 جندي خضعوا للعلاج النفسي، وأن 85 %منهم عادوا للخدمة.
بدورها قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن 6 جنود إسرائيليين على الأقل انتحروا خلال الأشهر الأخيرة، وذلك في تقرير أعدته عن الوضع النفسي الهش للجنود الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة بسبب حربهم في قطاع غزة ولبنان .
وذكرت الصحيفة أن الجنود المنتحرين هم من الذين قاتلوا مدة طويلة في غزة ولبنان، مشيرة إلى أن الرقم لا يعكس حقيقة ما وقع بشكل تفصيلي، بسبب رفض الجيش الإسرائيلي نشر العدد الكامل للجنود المنتحرين أو الذين حاولوا الانتحار.
وبحسب تقرير لصحيفة يوآف زيتون، يذكر المحلل العسكري الإسرائيلي أنه "تم قبول أكثر من 12 ألف جندي جريح كمعاقين منذ بداية الحرب؛ في كل شهر من العام الماضي تم استقبال حوالي 1000 معاق جديد، وهو ما يمزق اللحم الحي للقوة البشرية المقاتلة في الجيش الإسرائيلي".
وفيما يقول زيتون إن جيش الاحتلال سينشر البيانات بنهاية العام، فإنه يضيف "عندما لا تلوح نهاية القتال في الأفق، فإنه بحسب تقديرات كبار المسؤولين في قسم إعادة التأهيل، فبحلول نهاية العام المقبل سيصل عدد معاقي الحرب إلى 20 ألفا!".
وفي وصفه لحالة الجنود الإسرائيليين في الميدان يقول المراسل العسكري "تعرض آلاف الجنود والقادة للفظائع في جميع أنحاء غلاف غزة (إثر هجوم طوفان الأقصى)، وبعد بضعة أسابيع دخلوا القتال في غزة، ورأوا بجانبهم رفاقا وقادة قتلى وجرحى، وتعرضوا للدمار".
وأضاف "لم يكن هذا في حرب مدتها شهر واحد في المتوسط، مثل معظم حروب إسرائيل، بل لمدة 14 شهرا".
ويمضي في وصف الوضع الميداني للجنود، ليقول "في هذا القتال العنيف يشارك فيه (جنود) صبية تتراوح أعمارهم بين 19 و20 عاما، يواجهون أصداء الانفجارات، وطلقات الرصاص وروائح المعركة، والحياة في الميدان، دون مياه جارية ومراحيض، والحقيقة أنهم بالكاد رأوا منزلهم وعائلاتهم في العام الماضي".
وقد نشر التليفزيون الإسرائيلي، استطلاع جديد بخصوص إعادة التجنيد في جيش الاحتلال الإسرائيلي، كاشفا عن أن98 %من العائلات القوات الاسرائيلية أبلغت عن ضرر نفسي أو عقلي نتيجة الخدمة الاحتياطية.
كما أبلغ 77% من عائلات المقاتلين عن ضرر في التحفيز بسبب مشروع القانون أو قانون المهاجع ( القانون الذي يحد من عملية التجنيد للحريديم).
وقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه يعتزم إصدار 7 آلاف أمر تجنيد إضافي لليهود الأرذوكس المتشددين (الحريديم) اعتبارا من الأسبوع المقبل، على الرغم من إقالة وزير الدفاع السابق يوآف جالانت الذي أمر بإصدارها.
ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن ضباط استخبارات إسرائيليين سابقين أن الوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي تشهد "أسوأ أزمة في تاريخها بعد فشل أكتوبر".
وبحسب 3 ضباط كبار سابقين في الوحدة، فإن الوحدة تحتاج إلى العمل الاستخباراتي الأساسي الذي لا يعرف الكثير من العاملين فيها اليوم كيفية القيام به، وبدون ذلك فإن الفشل سوف يكرر نفسه.
وأضاف هؤلاء بأن تعيين أوري ستاف قائدا للوحدة 8200 هو "إحياء لذكرى الفشل الذى أدى إلى تخلف 7 أكتوبر"، مؤكدا أنها خطوة غير كافية لإصلاحها وترميمها.
وقال أحد كبار المسؤولين السابقين، إن القائد الجديد للوحدة أوري ستاف فشل في التأثير على قائد الوحدة السابق يوسي شارييل، "ولم يوقف الغباء الذي أدى إلى الكارثة".
وذكر الموقع أن الضباط السابقين الثلاثة اتفقوا على أنه رغم أن ستاف تدرج في المناصب التقنية داخل الوحدة، إلا أنه ليس رجل استخبارات، وهو ما تحتاجه الوحدة في الوقت الحالي، مشيرين في الوقت نفسه إلى أنه ظل نائبا لرئيس الوحدة السابق على مدى 3 سنوات، ومن ثم فهو مشارك في اتخاذ القرار والإخفاقات التي أدت إلى الفشل.