صرخات أطفال السودان لا يسمعها أحد.. واحد من كل 6 جرحى فى الصراع أطفال والمستشفيات تستقبل مئات المصابين بطلقات نارية

الخميس، 21 نوفمبر 2024 06:03 م
صرخات أطفال السودان لا يسمعها أحد.. واحد من كل 6 جرحى فى الصراع أطفال والمستشفيات تستقبل مئات المصابين بطلقات نارية

في ظل استمرار الصراع المسلح في السودان منذ أبريل 2023، يشهد الأطفال معاناة إنسانية غير مسبوقة، حيث يشكلون النسبة الأكبر من ضحايا الحرب وويلاتها.
 
التقارير الدولية تسلط الضوء على معاناة هؤلاء الأطفال الذين وقعوا بين جروح الحرب وانفجارات القنابل، وأمراض سوء التغذية الحاد نتيجة نقص الإمدادات الغذائية والرعاية الصحية الأساسية.
 
جرحى الحرب: أطفال بلا حماية
تقرير لمنظمة "أطباء بلا حدود"، نشره موقع الأمم المتحدة الإنساني، كشف عن معاناة الأطفال في السودان، مشيرًا إلى أن واحدًا من كل ستة مرضى تم علاجهم في مستشفى بشائر التعليمي في جنوب الخرطوم خلال عام 2024، هم أطفال دون سن الخامسة عشرة. منذ بداية العام، عولج أكثر من 314 طفلًا من جروح خطيرة ناجمة عن الطلقات النارية والشظايا والانفجارات.
 
يُعد مستشفى بشائر التعليمي أحد المرافق القليلة التي لا تزال تعمل في جنوب الخرطوم، لكن تدهور الأوضاع الصحية وتوقف الإمدادات الطبية يجعل تقديم الخدمات الأساسية شبه مستحيل، خصوصًا مع تزايد أعداد المصابين وعدم وجود مراكز متخصصة مثل مراكز الحروق التي توقفت عن العمل في العاصمة.
 
سوء التغذية: أزمة متفاقمة
وفقًا للتقارير، يعاني 2.1 مليون طفل سوداني من خطر سوء التغذية الحاد، نتيجة استمرار ضعف الوصول إلى الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الصحية. الأطفال يعانون من تكرار الدخول إلى مراكز التغذية على مدار العام دون تحقيق تقدم يذكر بسبب استمرار نقص الإمدادات ومعاناة البلاد من تدهور البنية التحتية.
 
منظمة "اليونيسف" أعربت عن قلقها العميق بشأن ارتفاع أعداد الأطفال والأمهات الذين يواجهون سوء التغذية، مؤكدة أن معالجة الأسباب الجذرية، مثل تحسين إمدادات الغذاء والمياه النظيفة، أصبح ضرورة عاجلة. ممثلة المنظمة في جنوب السودان، حميدة لاسيكو، دعت إلى تكثيف الجهود لتقديم الدعم الغذائي الفوري للأطفال الذين يواجهون خطر الموت بسبب نقص التغذية.
 
أزمة النزوح الأكبر في الذاكرة الحديثة
منذ اندلاع الحرب، نزح أكثر من 11 مليون شخص من مناطقهم داخل السودان، مما يجعلها أكبر أزمة نزوح في التاريخ الحديث. أكثر من 500 ألف شخص طلبوا الرعاية الطبية من المرافق الصحية التي تدعمها منظمة "أطباء بلا حدود"، إلا أن تدهور الوضع الأمني والإنساني يعوق تقديم الخدمات الطبية اللازمة.
 
دعوة عاجلة للتحرك الدولي
مع استمرار الصراع، وتفاقم الأوضاع الصحية والغذائية للأطفال في السودان، باتت الحاجة ملحة لتدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل. توفير الإمدادات الغذائية والطبية، وتحسين البنية التحتية الصحية، إضافة إلى معالجة النزاعات ووقف الحرب، هي خطوات ضرورية لتخفيف هذه الأزمة الإنسانية التي تهدد مستقبل جيل كامل من الأطفال السودانيين.
 
الأطفال في السودان لا يحتاجون فقط إلى الغذاء والرعاية الصحية، بل إلى أمل في حياة خالية من الصراعات، حيث يمكنهم أن يعيشوا بأمان ويحصلوا على حقهم في التعليم والتنمية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق