معركة السودان: القصف المدفعي يشتد ومجلس الأمن يبحث عن حلول سلمية

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024 02:08 م
معركة السودان: القصف المدفعي يشتد ومجلس الأمن يبحث عن حلول سلمية

عقد مجلس الأمن الدولى جلسة أمس الاثنين، لمناقشة الأوضاع فى السودان، حيث ناقش الجلسة مشروع قرار وقف إطلاق النيران، ويأتى هذا ضمن جهود دولية متزايدة لاحتواء الوضع المشتعل فى السودان، وحماية المدنيين، حيث فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في اعتماد مشروع قرار قدمته بريطانيا لحماية المدنيين في السودان، وذلك بعدما استخدمت روسيا حق النقض "الفيتو" ضده، وأيد أعضاء المجلس الـ14 الآخرون مشروع القرار البريطاني.
 
وقال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، إن بلاده ترفض مسودة القرار البريطاني لأنه يحمل فهماً خاطئاً بشأن مسؤولية حماية المدنيين في السودان، ومن يجب أن يتخذ قراراً بشأن دعوة قوات أجنبية إلى السودان.
 
وأضاف: "يجب أن يكون هذا الدور مسؤولية الحكومة السودانية، وهي نقطة لم يتم ذكرها في مسودة القرار البريطاني، ما يدل على محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للسودان".
 
واعتبر بوليانسكي، أن الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام في السودان، هي توصل الأطراف إلى اتفاقية لوقف النار، مشيراً إلى أنه لا ينبغي على  مجلس الأمن أن يفرض ذلك بطريقة تتخللها "روح استعمارية".
 
وندد ممثل بريطانيا باستخدام روسيا "الفيتو" ضد مشروع القرار، فيما وصفه بأنه "عار".
 
وكان المجلس قد علق مؤقتاً جلسته الخاصة بالتصويت على مشروع القرار لإجراء مشاورات بشأنه بين الأعضاء.
 
ورحبت حكومة السودان باستخدام روسيا لحق النقض "الفيتو" بمجلس الأمن في مواجهة مشروع القرار البريطاني بشأن السودان.
 
وقال موقع الأمم المتحدة الإلكتروني إنه فور بدء اجتماع المجلس للتصويت على مشروع القرار، طلب السفير الفرنسي إجراء مشاورات مغلقة بين الأعضاء لتسوية خلافاتهم حول المسودة لضمان اعتماده.
 
وأضاف أن رئيسة المجلس، السفيرة البريطانية باربرا وودورد، اقترحت تعليق الاجتماع للتشاور، وذلك بعد عدم إبداء معارضة من الأعضاء
 
كما تشيد بالموقف الروسي الذي جاء تعبيرا عن الالتزام بمبادئ العدالة واحترام سيادة الدول والقانون الدولي ودعم استقلال ووحدة السودان ومؤسساته الوطنية.
 
وقالت الخارجية السودانية في بيان: "تأمل الحكومة أن تضع هذه السابقة التاريخية حدا لنهج استخدام منبر مجلس الأمن لفرض الوصاية على الشعوب، ولخدمة الأجندة الضيقة لبعض القوى، مع تغييب الشفافية والديمقراطية وتكريس ازدواجية المعايير، مما يضعف دور المجلس في إرساء السلم والأمن الدوليين.
 
يأتى هذا، فيما تشتعل الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع على عدة محاور، وتبادل الطرفين القصف المدفعى، فيما طالت الدعم السريع اتهامات جديدة باستهداف مدنيين عزل، ونهب وتدمير قرى.
 
يأتي هذا فيما اشتدت المعارك، بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع، فجر الاثنين، وتبادل الطرفين القصف المدفعي في عدة مناطق بالخرطوم وبحري وأم درمان، وفي مدينة الفاشر بشمال دارفور، حسبما كشف شهود عيان لصحيفة سودان تربيون.
 
فيما فقد 5 أشخاص على الأقل حياتهم الأحد، وأصيب آخرين إثر استهداف قوات الدعم السريع بالمدفعية الثقيلة أحد المساجد في منطقة الريف الشمالي لأم درمان.
 
ودأبت الدعم السريع منذ أشهر على استهداف أحياء محلية كرري المكتظة بالمدنيين بعدد كبير من القذائف المدفعية، مما أدى إلى مقتل العشرات وتدمير مرافق خدمية.
 
وقال بيان أصدره إعلام ولاية الخرطوم :"خمسة مدنيين قتلوا وأصيب آخرين في قصف المليشيا المتمردة للمصلين بمسجد قرية الرشاد شرق الحريزاب بالريف الشمالي لمحلية كرري أثناء صلاة المغرب"، موضحًا بأن من بين الجرحى أطفال تعرضوا لإصابات بالغة.
 
في الأثناء، كشف شهود عيان أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تبادلا القصف المدفعي في ساعات الصباح الأولى حيث استهدف الجيش من قواعده شمالي أم درمان مواقع لقوات الدعم السريع في مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري، فيما قصفت قوات الدعم السريع عدد من المناطق شمالي أم درمان مناطق سيطرة القوات المسلحة.
 
وفى السياق ذاته، شهدت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، أن المدينة تشهد قصفا متبادلا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ، فجر الاثنين مما أوقع ضحايا في صفوف المدنيين في الأحياء الشمالية والغربية من المنطقة.
 
ومن جهتها، أعلنت شبكة أطباء السودان، أن قوة من الدعم السريع هاجمت منطقة ود أبو صالح شرق ولاية الخرطوم وقامت بنهب المستشفى والصيدليات ودمرت مصادر المياه ونهبت الطاقة الشمسية منها كما قامت بطرد المواطنين، وقامت بنهب السوق والماشية مما دفع المواطنين للنزوح بشكل جماعي لمنطقة ود حسونة.
 
وأدانت شبكة أطباء السودان في بيان رسمي، عمليات النهب والسلب التي تمارسها الدعم السريع ضد المدنيين العزل وعمليات التهجير القسري بتعطيل مصادر المياه وإيقاف المستشفيات العاملة ونهب كل معينات الحياة بالمنطقة، وطالبت المجتمع الدولي اتخاذ قرارات صارمة ضد الدعم السريع وتوسع انتهاكاتها ضد المدنيين العزل في كل من الخرطوم والجزيرة والفاشر.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة