بحيرة البردويل شكل تاني.. استثمارات ضخمة لتعزيز الثروة السمكية ودعم الصيادين
السبت، 16 نوفمبر 2024 01:55 مالعريش - محمد الحر
تطوير مراسى الصيد والبنية التحتية لخدمات النقل والتداول وإنشاء 9900 حوض للاستزراع السمكى ورفع الإنتاج لـ50 ألف طن أسماك سنويا
«قرى الصيادين» مساكن حضارية توفر الحياة الكريمة.. ومسئول ببئر العبد: إنشاء القرى بتوجيهات رئاسية لإنهاء معاناة انتقال الصيادين
«قرى الصيادين» مساكن حضارية توفر الحياة الكريمة.. ومسئول ببئر العبد: إنشاء القرى بتوجيهات رئاسية لإنهاء معاناة انتقال الصيادين
بحيرة البردويل ثانى أنقى بحيرة على مستوى العالم ومصدر اقتصادى مهم، حيث وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بتطوير البحيرة فى إطار مبادرة «سيناء البردويل» التى تسهم هيئة قناة السويس من خلالها فى جهود تنمية سيناء بالتعاون مع شركة «ديمى» البلجيكية، وتهدف إلى زيادة إنتاج البحيرة من الأسماك الفاخرة التى تشتهر بها.
واستهدفت جهود التطوير زيادة إنتاج البحيرة من 4 آلاف طن إلى 11 ألفا سنويا على المدى القصير، وصولا إلى 50 ألف طن على المدى المتوسط بتطوير البحيرة، وتعميق وتوسيع الممرات المائية للبواغيز التى تصل بحيرة البردويل بالبحر المتوسط، ونفذت الدولة خطط واستراتيجيات لتنمية شبه جزيرة سيناء، كان من بينها قطاع الثروة السمكية وتنميتها، حيث تم تنفيذ مشروعا لتطوير بحيرة البردويل بشمال سيناء، ورفع كفاءة وتطوير 4 مراسى صيد، بالإضافة إلى إزالة العوائق الموجودة بها بإجمالى 3500 طن عوائق، وتطهير البواغيز وإنشاء قرى للصيادين والالتزام بتنفيذ الراحة البيولوجية للبحيرة فى المواعيد المخططة، بتكلفة 120 مليون جنيه.
الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض
وتضمنت خطة تطوير بحيرة البردويل منع صيد الزريعة وإهدار الثروة السمكية، من خلال وضع رؤية لمنع صيد الزريعة والصيد الجائر وتنفيذ قوانين الصيد والاهتمام بالصيادين وأحوالهم المعيشية، كما تم إنشاء صالة للفرز والتصدير فى مرسى إغزوان بـبحيرة البردويل والحصول على رخصة التصدير للاتحاد الأوروبى، وتم إنشاء مركز للأبحاث والتطوير يحتوى على معامل متخصصة تعمل فى مراقبة جودة المياه والغذاء الحى للأسماك وصحة أمراض الأسماك وتركيب وجودة الأعلاف.
كما استهدفت خطة تطوير بحيرة البردويل بشمال سيناء الحفاظ على الانواع المهددة بالانقراض بالبحيرة والتى تعيد التوازن البيئى للبحيرة ورفع إنتاجياتها، والحصول على المعاملات البيولوجية والديناميكية ومواصفات المصيد والتى تشكل مدخلات النماذج التحليلية التى تؤدى بدورها إلى تحديد وبناء استراتيجية إدارة البحيرة وتنميتها، وشملت خطة الدولة لتطوير بحيرة البردويل تطوير مراسى ومعدات الصيد بالبحيرة من أدوات تداول الأسماك، شباك وحرف الصيد، فضلا عن غرف التبريد والتجميد، إلى جانب رصد وتحديد التغيرات المرتبطة بجودة ومواصفات المياه: «بيئية، فيزيقية، وكيميائية»، والتى لها تأثير مباشر على الإنتاجية الحيوية للبحيرة وتحديد مصادر التأثير وإيجاد الحلول للحد من الآثار السلبية على جودة المياه وذلك بالإضافة إلى مشروعات عملاقة للاستزراع السمكى، كما تم تنفيذ أكثر من 9900 حوض ضمن مشروعى هيئة قناة السويس والفيروز للاستزراع السمكى، فى وقت يجرى فيه العمل على إنشاء 8 قرى للصيادين بتكلفة 3.5 مليار جنيه لتوفير حياة كريمة للصيادين وسعيا لتوفير عوامل الأمان والإستقرار لهم بالقرب من مناطق عملهم بمراسى سواحل بحيرة البردويل.
وأعلن مجلس الوزراء مؤخرا، أن جهاز «مستقبل مصر للتنمية المستدامة» بدء العمل فى مشاريع تهدف إلى إعادة تأهيل البحيرة وزيادة إنتاجها السمكى، وتشمل هذه المشاريع تطوير مراسى الصيد والبنية التحتية لخدمات النقل والتداول.
البردويل 18 كيلومترا غرب مدينة العريش، وتعتبر من أبرز البحيرات الطبيعية فى مصر، تمتد البحيرة على طول ساحل البحر المتوسط، حيث تغطى مساحة شاسعة تصل إلى حوالى 137 ألف فدان، تتراوح مساحتها بين 1 إلى 32 كيلومترا عرضا، فيما يصل طولها إلى 95 كيلومترا، هذا الموقع الاستراتيجى يعزز من قدرتها على استقبال الطيور المهاجرة التى تعبر البحر الأبيض المتوسط، ما يساهم فى تنوعها البيئى.
أغنى المصادر الطبيعية للثروة السمكية
وتتمتع بحيرة البردويل بتنوع بيولوجى كبير يجعلها واحدة من أغنى المصادر الطبيعية للثروة السمكية فى مصر، تضم البحيرة مجموعة من الأنواع السمكية الراقية مثل الدنيس، القاروص، اللوت، سمك موسى، والعديد من أنواع الأسماك الأخرى مثل الطوبارة، العائلة البورية، والجمبرى، تشتهر الأسماك التى تصطاد من هذه البحيرة بجودتها العالية وطعمها المميز، ما يسهم فى تصديرها للأسواق العالمية، لا سيما فى أوروبا، ويمثل صيد الأسماك من بحيرة البردويل مصدر رزق أساسيا لآلاف الصيادين المحليين، كما تعتبر نموذجا فريدا فى الاستدامة البيئية، حيث تتمتع بخصائص طبيعية تجعلها خالية من التلوث الزراعى والصناعى. هذا العامل يعد من أهم مميزات البحيرة، حيث يساهم فى الحفاظ على جودة الأسماك وكفاءتها الغذائية، وتتم مراقبة هذه البيئة بشكل مستمر عبر مراكز بحثية متخصصة تعمل على تحليل المياه والغذاء الحى للأسماك، لضمان صحته بالإضافة إلى ذلك، تقوم الدولة بتنفيذ العديد من المشروعات التى تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية فى البحيرة مثل تنفيذ الراحة البيولوجية للبحيرة.
وفى خطوة لتعزيز حياة الصيادين أعلنت محافظة شمال سيناء عن مشروع إسكان الصيادين فى منطقة إغزيوان على ساحل بحيرة البردويل يتضمن المشروع بناء 4 تجمعات سكنية جديدة تضم 200 منزل، بالإضافة إلى مرافق خدمية مثل مدارس ومساجد ومراكز صحية، يهدف المشروع إلى تحسين الظروف المعيشية للصيادين وعائلاتهم، حيث يعتمد العديد من سكان المنطقة على الصيد كمصدر رئيسى للرزق، يسهم هذا المشروع فى توفير سكن مريح وآمن للصيادين فى المنطقة، ويسهم فى تحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات المحلية، كما تم تخفيض قيمة البيوت بنسبة 55% تحت إشراف الدولة، بالإضافة إلى دعم البنية التحتية مثل شبكات الربط والمرافق العامة.
وتسعى الحكومة إلى تحسين البنية التحتية للبحيرة من خلال مشاريع لتطوير مراسى الصيد وتوسيع إنتاج الأسماك، مما يساهم فى تعزيز الإنتاجية السمكية وتوفير فرص عمل إضافية للصيادين والعاملين فى هذا القطاع.
وتم طرح قرية الصيادين فى حى الصبيحات بقرية التلول فى مركز بئر العبد، للمواطنين المستحقين، وتضم 20 منزلا بدويا، حيث تم بناؤها بتكلفة 12 مليون جنيه، وشيدت بنظام يتناسب مع طبيعة السكان فى المنطقة، حيث يحتوى كل منزل من المنازل المسلمة للمواطنين على غرفتين وصالة ومضيفة «صالة استقبال للضيوف والزائرين» ومطبخ وحمام بمساحة 80 مترا مربعا، بجانب حوش بمساحة 40 مترا مربعا ليصبح إجمالى مساحة المنزل 120 مترا مربعا كامل المرافق من مياه وصرف صحى وكهرباء وإنارة.
وتم توزيع المنازل البدوية على المستحقين طبقا للنسب المحددة لكل قبيلة، وتكلفة المنزل نصف مليون جنيه، وتم انشاءها بهدف توفير حياة كريمة للمواطنين بالمنطقة، كما تم طرح مساكن قرىة الصيادين بمنطقة اغزيوان التابعة لقرية السادات فى نطاق مركز ومدينة بئر العبد أمام المنتفعين، والتى تقع جنوب بحيرة البردويل، وتبعد عن ميناء الصيد بنحو كيلو مترين، وتتبع الوحدة المحلية لقرية السادات بمركز بئر العبد، ويتكون المشروع من 4 تجمعات كل تجمع يشمل 50 منزلا يتمتع بخصوصية تتلائم مع عادات وتقاليد أهالى شمال سيناء.
يقول المحاسب محمد على عيد، سكرتير مركز ومدينة بئر العبد بشمال سيناء لـ«صوت الأمة» إنه تم إنشاء قرية الصيادين بإغزيوان بدعم من الدولة، لتوفير أماكن سكنية لهم بالقرب من عملهم بحرفة صيد الأسماك ببحيرة البردويل، مؤكدا أن قرية للصيادين بإغزيوان هى قرية سكنية متكاملة تضم 200 منزل ومجمع خدمات يضم مسجد ونقطة إسعاف ودار ضيافة ومدرسة تعليم أساسى وساحة رياضية.
ولفت «عيد» إلى أنه تم الانتهاء وتسلبم قرية للصيادين فى منطقتين الأولى فى أغزيوان التابعة لقرية السادات فى نطاق مركز بئر العبد، على مساحة 700×700 متر، والموقع الثانى بمرسى التلول بالقرب من ساحل بحيرة البردويل، على مساحة 200× 200 متر.
ويعمل فى البحيرة البردويل 5 آلاف صياد من أبناء قرى سلمانة والسادات والنجاح وإحياء بئر العبد و6 أكتوبر يعملون على نحو 1228 مراكب صيد مسجلة رسميا، وشيدت منازل قرية الصيادين لمنطقة إغيزان على تحدث طراز معمارى، وتم تنفيذها على الطراز البدوى المعروف الذى يضم منزل مكون من غرفتين وحمام ومطبخ وفناء لتربية الطيور قرابة 70%.
وأشار سكرتير مركز ومدينة بئر العبد إلى أن إنشاء قرى للصيادين بالقرب من مرسى التلول ومرسى إغزيوان، يساهم فى إنهاء معاناة انتقال الصيادين من موقع العمل إلى القرى البعيدة ويوفر عليهم مصاريف الانتقالات من وإلى مكان العمل ببحيرة البردويل ويساهم فى استقرار حياة الصيادين ممن خصصت لهم هذه المساكن.
وأشاد الصيادون بكل الجهود التى تبذلها الجهات المعنية بالدولة لإنهاء معاناتهم بكل المراسى التى تقع على سواحل بحيرة البردويل، والعمل على توفير مساكن مناسبة لهم بالقرب من مناطق عملهم، وحسب الشيخ سالم التونى، رئيس جمعية الصيادين بقرية 6 أكتوبر، فإن إنشاء قرية للصيادين بمنطقة إغزيوان حلم طال انتظاره، واليوم أصبح إنجازا ملموسا على أرض الواقع سيكون له أثر إيجابى كبير، وسينعكس على حياة الصيادين وتحسين معيشتهم واستقرار حياتهم.
وأثنى محمد مبارك، أحد الصيادين، بإنجاز الدولة لقرية الصيادين حتى يشعر الصيادين بالأمان والإستقرار، خاصة أن منطقة عملهم لا تبعد عن مقر سكناهم سوى عدة أمتار، وكان هذا مطلب ملح للصيادين وطال انتظاره.
وأعرب محمد أنغيمش، أحد الصيادين عن سعادته بتحقيق مطلب الصيادين وإنشاء قرية سكنية لهم لتوفير الوقت والجهد ويعد بمثابة تأمين حياة كريمة لهم ولأسرهم.
وقال المهندس سامى الهوارى رئيس جمعية كنوز البردويل بقرية السادات، التى تقدم عدد من الخدمات للصيادين ومنها دورات تثقيفية وعملية خاصة بحرفة تعليم وتنفيذ سباك الصيد، إن إنشاء قرى للصيادين بالقرب من مرسى إغزيوان يعتبر إنجازا، لما يوفره من استقرار للصيادين؟
وأكد المهندس ناجى إبراهيم محمد، رئيس منطقة تعمير سيناء، أن المنطقة قامت بتنفيذ بيوت بدوية تتناسب مع الطبيعة البدوية الخاصة بأبناء القبائل فى محافظة شمال سيناء، طبقا لتوجيهات القيادة السياسية، لافتا إلى أن الدولة تهتم ببناء المساكن البدوية بهدف دعم الاستقرار فى سيناء، وتوطين البدو فى تجمعات تكون قريبة من مختلف أماكن الخدمات والمنشآت الحكومية والمدارس والمستشفيات والوحدات الصحية ومراكز الشباب، وغيرها من المواقع الخدمية، تيسيرا على المواطنين ودعم الاستقرار.
مراسى السروح البردويل الرسمية، «التلول، إغزيوان، النصر، ونجيلة» أربعة مراسى تقع على سواحل بحيرة البردويل تستخدم لانطلاق حركة سروح الصيادين فى عرض المسطح المائى للبحيرة لممارسة حرف الصيد المتنوعة.
ويتميز مرسى التلول بأنه يعد من أكبر وأهم المراسى على ساحل بحيرة البردويل ويقع بنطاقه المبنى الإدارى للبحيرة، ويأتى بعده مرسى إغزيوان الذى يتم الوصول إليه من طريق فرعى يمتد وسط قرية السادات ويحد قرى شرق مركز ومدينة بئر العبد.
ويأتى مرسى النصر فى المرحلة الثالثة كأحد أهم مراسى الصيد على سواحل البردويل، ويتبعه مرسى رابع، ويقع على ساحل بحيرة البردويل بنطاق قرية نجيلة، غرب مدينة بئر العبد، حيث تعد هذه المراسى الأربعة المسموح بالصيد فى عرض المسطح المائى للبحيرة من خلالها فقط، وهى المسارات الوحيدة والرسمية لخروج إنتاج الأسماك من بحيرة البردويل إلى الأسواق.
ويبلغ عدد مراكب الصيد العاملة فى تبلغ 1228 مركبا موزعة على 3 مراسى وهى، «مرسى إغزيوان وبه 700 مركب، مرسى التلول وبه 375 مركبا، ومرسى النصر وبه 178مركبا»، حيث يعمل بكل مركب من هذه المراكب من صيادين اثنين إلى 3 صيادين، مؤكدا علىأن عدد الصيادين العاملين بالبحيرة يبلغ نحو 3000 صياد، بجانب 1000 شخص آخرين من العاملين فى الخدمات المعاونة لهم.
وتعد البحيرة مصدر رزق لطائفة أخرى من المتعاملين مع الصيادين من تجار ومندوبى الصيد ووسطاء وورش إصلاح المواتير وتجار الغزول والشباك ومصانع الثلج وورش إنشاء وإصلاح المراكب.
وتتولى 6 جمعيات رعاية وخدمة الصيادين، وتشمل حرف الصيد السائدة فى البحيرة، حرفة الدبة لصيد الأسماك القاعية، وحرفة البوص لصيد أسماك العائلة البورية، حيث يتم صيد الأسماك من خلال 4 مواقع هى «التلول، إغزيوان، النصر، ونجيلة».