السودان على رأس الاهتمامات الدولية ودور مصري بارز لحل الأزمة.. الأمم المتحدة تعتزم بدء مشاورات مع الجيش والدعم السريع
الجمعة، 15 نوفمبر 2024 01:58 م
شهدت الآونة الأخيرة تصاعدًا في التحركات الدولية والإقليمية للحد من الحرب الدائرة في السودان، والتي خلفت واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، وتتمحور الأولوية حول حماية المدنيين الذين باتوا الحلقة الأضعف، يعانون من العنف والجوع وانتشار الأمراض والأوبئة التي تفتك بهم بلا هوادة.
جهود الأمم المتحدة لحل الأزمة
عقد مجلس الأمن الدولي جلسة الثلاثاء لمناقشة الأوضاع في السودان، حيث استمع لإحاطات من مسؤولي الأمم المتحدة، أبرزها ما قدمته روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، التي أكدت أن المبعوث رمطان لعمامرة يخطط لإجراء محادثات غير مباشرة مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
تتركز المحادثات على حماية المدنيين ووقف العنف، مع نية لعمامرة السفر إلى السودان ودول الجوار للقاء أصحاب المصلحة وضمان إشراك الجماعات المدنية في الحلول المستقبلية. وأشارت ديكارلو إلى التقارير المتزايدة عن الانتهاكات، بما في ذلك العنف الجنسي ضد النساء والفتيات، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار كسبيل لحماية المدنيين.
أكدت تقارير أممية استمرار العنف في مدن مثل الفاشر والخرطوم، حيث يعاني المدنيون من تداعيات القتال الشرس. وأوضح راميش راجاسينغام، مدير التنسيق بمكتب الشؤون الإنسانية، أن النساء والفتيات هن الأكثر عرضة للعنف والاستغلال، داعيًا إلى تسهيل وصول المنظمات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
العقوبات الدولية على قادة الدعم السريع
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الجنرال عبد الرحمن جمعة بارك الله، قائد قوات الدعم السريع في غرب دارفور، لدوره في انتهاكات حقوق الإنسان. كما شملت العقوبات قيودًا على التأشيرات وتجميد الأصول، وذلك بعد اتهامه بارتكاب جرائم جسيمة، بما في ذلك مقتل والي غرب دارفور خميس عبد الله أبكر.
في سياق متصل، أصدرت الإنتربول نشرة زرقاء ضد قادة في الدعم السريع لمنع تحركاتهم دوليًا وتجميد أصولهم.
تلعب مصر دورًا محوريًا في محاولة احتواء الأزمة السودانية، إذ استضافت أكبر عدد من اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب. كما أبدت مرونة في دعم عودة السودان إلى عضوية الاتحاد الإفريقي وافتتاح مكتب اتصال في بورتسودان لدعم جهود السلام.
استقبل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، المبعوث الأممي رمطان لعمامرة لبحث سبل تجاوز الأزمة. وشدد عبد العاطي على أن مصر ستواصل جهودها لتحقيق وقف إطلاق النار، وصون مصالح السودان ووحدة أراضيه.
وبينما تتواصل الجهود الدولية والإقليمية لإنهاء الصراع، يبقى الشعب السوداني في أمس الحاجة إلى دعم فوري لحماية المدنيين وضمان استقرار البلاد.