كيف واجهت مصر حرب الشائعات بحزم وعززت بناء الوطن رغم التحديات؟
الإثنين، 11 نوفمبر 2024 11:16 ص
أكد النائب خالد أبوالوفا، عضو مجلس الشيوخ، أن مصر تتعرض لهجمة واسعة من الشائعات التي تسعى للتشكيك في إنجازاتها والنيل من استقرارها عبر وسائل إعلام معادية. وأشار إلى أن هذه الحملات تأتي في وقت تواصل فيه الدولة المصرية جهودها الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن، رغم التحديات التي تشهدها المنطقة المحيطة التي تعاني من نزاعات وصراعات متواصلة.
وتُعد حرب الشائعات إحدى أكبر التحديات التي تواجهها الدول، خاصة في عصر الإنترنت والتواصل الاجتماعي، حيث يسهل على الجهات المعادية نشر أخبار كاذبة أو مضللة بهدف خلق حالة من التشكيك وعدم الاستقرار. في مصر، استغلّت بعض الأطراف هذه الوسائل لبث شائعات حول أوضاع البلاد ومشروعاتها الوطنية، مما أثر سلباً على الرأي العام أحياناً وأحدث نوعاً من البلبلة بين المواطنين. وقد حرصت الدولة المصرية على مواجهة هذه الظاهرة عبر قنواتها الإعلامية الرسمية وحملات التوعية التي تستهدف كشف الحقائق وتفنيد الأكاذيب، لرفع مستوى الوعي الشعبي وتعزيز ثقة المواطن في مؤسسات الدولة.
وفي تصريحاته الصحفية أمس، أوضح أبوالوفا أن الشعب المصري، بفضل إرادته القوية وعزيمته، استطاع التصدي لمخططات الجماعة الإرهابية التي تستهدف زعزعة استقرار الوطن. كما لفت إلى أن الدولة نجحت في توعية المواطنين بمخاطر هذه الجماعات وأهدافها الخبيثة، التي سعت على مدار السنوات الماضية لتضليل الرأي العام عبر نشر الأكاذيب والافتراءات، مستخدمة وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية المشبوهة بهدف إضعاف الثقة في مؤسسات الدولة.
ولعل بعض هذه الشائعات تركز على المشروعات القومية أو أداء الاقتصاد المصري، متجاهلة الإنجازات الكبيرة التي حققتها مصر في قطاعات متعددة مثل الطاقة، والبنية التحتية، والإسكان الاجتماعي، والتي أسهمت جميعها في تحسين حياة المواطنين وتوفير فرص العمل. تهدف هذه الشائعات في الغالب إلى خلق حالة من الإحباط، إلا أن الدولة المصرية ترد بقوة عبر وسائل الإعلام الوطنية والجهود التوعوية. كما تعمل الحكومة على إصدار بيانات رسمية بشكل دوري لتوضيح الحقائق وفضح الأكاذيب، مما يساعد في خلق وعي شعبي واعٍ يصعب التأثير فيه.
وأوضح أبوالوفا أن القيادة السياسية تعاملت بجدية مع التحديات الكبرى التي واجهتها البلاد، ومنها الحرب على الإرهاب، التي قادتها القوات المسلحة والشرطة المصرية في سيناء، لضمان استعادة الأمن والاستقرار. وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أكثر من مناسبة، شدد على أهمية تعزيز البنية التحتية الأساسية التي من شأنها دعم انطلاق مصر نحو آفاق جديدة وجذب الاستثمارات اللازمة لدفع عجلة التنمية.
ويذكر أن الدولة المصرية قد أنشأت العديد من المراكز والجهات المختصة بالرد على الشائعات، كالمركز الإعلامي لمجلس الوزراء، الذي يقوم برصد الأخبار المتداولة ويرد عليها بشكل سريع ودقيق. كما تعمل المؤسسات الدينية، مثل الأزهر ودار الإفتاء، على توعية الشباب بخطورة الشائعات التي تستهدف الأمن المجتمعي وتثير الفتن. هذه الجهود المشتركة تسهم في بناء جبهة وطنية قادرة على مواجهة الحملات المغرضة التي تستهدف زعزعة ثقة الشعب بمؤسسات بلاده.
كما أشار أبوالوفا إلى الطفرة التي شهدتها مصر خلال العقد الماضي في مختلف القطاعات، بما في ذلك الاقتصاد، والعمران، والتنمية، والمرافق، والصحة، والطاقة، والصناعة. وقد أطلقت الدولة آلاف المشروعات التنموية الكبرى التي غطت كافة أنحاء البلاد، مساهمة بذلك في تحسين حياة المواطنين وتعزيز قدرات الدولة الاقتصادية.
وفيما يخص القضية الفلسطينية، أكد أبوالوفا موقف مصر الثابت والداعم لها، حيث شدد على أن مصر وقفت دائماً ضد محاولات تهجير الفلسطينيين منذ أحداث السابع من أكتوبر، وأعلنت رفضها القاطع لأي خطط تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
تتطلب مواجهة الشائعات والدعاوى الهدامة جهوداً موحدة وتعاوناً وثيقاً بين الدولة والشعب. لذا، يبرز حرص الدولة المصرية على دعم وعي المواطنين وتعزيز قدراتهم على التحقق من المعلومات، ضمن رؤية شاملة لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة وسط بيئة إقليمية صعبة