مصر تصدّر تجربتها في مواجهة الجماعات الإرهابية عالميًا: من القضاء على الإخوان في 30 يونيو إلى معركة الفكر والاستقرار الإقليمي
الإثنين، 11 نوفمبر 2024 10:45 ص
على مدى العقد الأخير، نجحت مصر في ترسيخ دورها الإقليمي والدولي عبر تجربة فريدة لمواجهة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان، حيث أصبحت الدولة نموذجًا ملهمًا لدول عديدة. وكانت ثورة 30 يونيو نقطة التحول الأساسية، إذ ساهمت في استعادة الدولة المصرية لمكانتها وتحريرها من قبضة الجماعات المتطرفة، ما أثار حراكًا إقليميًا ووعيًا جديدًا بأهمية مواجهة التطرف والتصدي لخطره الممتد.
اعتمدت مصر في معركتها على منهج شامل، انطلق من تعزيز التحالفات والشراكات الدولية بدلاً من التحالفات التقليدية، واتجه نحو بناء شبكات التعاون لتحقيق الاستقرار. كما واصلت الدولة المصرية خططها التنموية الطموحة لتحقيق النمو المستدام، حتى في أوقات الأزمات. لقد أثبتت مرونتها الاقتصادية خلال جائحة كورونا وفي ظل النزاعات الإقليمية، مما يعكس التزامها الراسخ بمسيرتها التنموية.
بناء استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب
بدأت مصر معركتها ضد الإرهاب عقب ثورة 30 يونيو بجهود أمنية صارمة لتطهير أراضيها من الميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة، إلا أن هذا الجهد الأمني كان جزءًا من نهج أوسع. اعتمدت الدولة على مواجهة الفكر المتطرف نفسه، عبر حملات توعوية وإعلامية كبيرة، سعت من خلالها إلى كشف المغالطات التي روجتها الجماعات الإرهابية، مستهدفة الشباب تحديدًا لحمايتهم من الانجذاب لهذه الأفكار. وشملت الجهود مشروعات تنموية ضخمة غطت مناطق الجمهورية، لتوفير فرص اقتصادية تجنّب الشباب الوقوع في براثن الجماعات المتطرفة التي استغلت احتياجاتهم المالية لاستقطابهم.
امتداد النموذج المصري إلى الساحة الدولية
لم تقتصر التجربة المصرية على الداخل، بل انتقلت إلى المحيط الإقليمي والدولي. إذ استلهمت دول عدة رؤية مصر في التصدي للإرهاب، وعلى رأسها فرنسا، التي بدأت بتشديد قوانينها الأمنية وتشكيل مجلس وطني للأئمة لضمان خطاب ديني يعزز القيم الوطنية. كما قامت ألمانيا بخطوات مشابهة، إذ طرد المجلس الأعلى للمسلمين فيها أحد قادته المرتبطين بجماعة الإخوان وطهّر المركز الإسلامي في ميونيخ من أي تواجد للجماعة، مدركةً تأثيرها السلبي على استقرار المجتمع.
وفي بريطانيا، التي كانت حاضنة للجماعة لعقود، صنّفت الحكومة جماعة الإخوان كتهديد متطرف، مشيرة إلى دورها في تعزيز العنف والكراهية وتقويض الحريات الأساسية، مما يعكس قلقًا متزايدًا تجاه خطر الجماعات المتطرفة.
التجربة المصرية تعزّز الإدراك العالمي بخطر التطرف
لقد أظهرت مصر للعالم أهمية مواجهة التطرف بعمق، ليس فقط عبر الحلول الأمنية، بل عبر معالجة جذور الفكر المتطرف وآثاره الاجتماعية والاقتصادية. وقد أسهمت المخاوف المتزايدة في الدول الغربية من تزايد النزعات المتطرفة في صعود تيارات اليمين، ما عزز إجراءات أكثر تشددًا تجاه الهجرة وحماية الحدود.
أصبحت التجربة المصرية حجر أساس في تعزيز الوعي الدولي بمخاطر الإرهاب، وساهمت في تأكيد الدور الكبير لمصر كقوة إقليمية تساهم في استقرار المنطقة وقيادتها.