ترقب عالمي لنظام جديد بعد فوز ترامب فى الانتخابات الأمريكية
الأحد، 10 نوفمبر 2024 04:13 مهانم التمساح
حالة من الترقب وعلامات استفهام عديدة، باتت تطل برأسها على الساحة الدولية عقب الانتصار الساحق الذي حققه الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية التي أجريت مؤخرا، ليعود إلى البيت الأبيض مجددا، باعتباره الرئيس رقم 47 للولايات المتحدة، والتي كانت نتائجها مفاجأة للكثيرين الذين توقعوا تقاربا شديدا بين ترامب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
ويأتى فوز ترامب، وسط حالة من القلق والترقب التي تسيطر على أغلب القادة والسياسيين في العالم، بسبب عودته إلى السلطة، فهناك أمور عديدة على رأس أجندته، أبرزها تبنيه سياسة متشددة ضد الهجرة، بما في ذلك ترحيل المقيمين غير القانونيين من البلاد، وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع تكلفة العمالة بالولايات المتحدة، وبالتالي زيادة التضخم، كما يمكن أن يطبق ما يسمى بالنسخة الثانية من حظر دخول المسلمين إلى أمريكا، وسيظل المهاجرون محل هجوم دائم مع وصفهم بالدخلاء أو المجرمين.
ومن بين المخاوف أيضا، احتمالية أن يتبنى ترامب، سياسات عقابية ضد الدول غير المتعاونة في مكافحة الهجرة غير الشرعية، وفي مقدمتها المكسيك، التي قد تواجه فرض رسوم على صادراتها أو مراجعة متشددة، لاتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا عام 2026، إذا لم تبد رغبة قوية في التعاون في ملف الهجرة .
كما يمكن أن يفرض ترامب في أول 100 يوم له رسوما على أغلب واردات بلاده من مختلف دول العالم وزيادة الرسوم المفروضة على المنتجات الصينية، ولكن مازال من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه الرسوم ستكون مجرد أداة للمساومة المصحوبة بشروط أم أنها تصعيد لمستوى جديد من السياسات الحمائية .
الأمر الأكثر إثارة لقلق حلفاء الولايات المتحدة الآسيويين وبخاصة تايوان وكوريا الجنوبية واليابان هو أن كيفية تعامل ترامب مع التهديد النووي لكوريا الشمالية غير واضح، لذلك سيظل السؤال هل ستوفر الولايات المتحدة تحت قيادته ردعا نوويا لكوريا الشمالية كافيا لمنع كوريا الجنوبية واليابان من تطوير أسلحتهما النووية الخاصة لمواجهة الخطر الكوري الشمالي .
وفي أوروبا، من المنتظر وصول العلاقات مع أميركا إلى حافة الهاوية خلال ولاية ترامب الثانية ، فترامب يردد كثيرا أنه يرى أن أوروبا لا تدفع نصيبا عادلا من تكلفة تحالفها مع الولايات المتحدة. كما أنه لا يؤمن بضرورة استمرار الحرب في أوكرانيا، وبالتأكيد لا يؤمن باستمرارها على حساب دافع الضرائب الأميركي، وهو يبدو مستعدا لعقد اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب، على حساب حقوق أوكرانيا غالبا.
وفى آسيا وأميركا اللاتينية يستعد القادة لفترة حكم ثانية لترامب، وهؤلاء القادة واقعيون وحاسمون في إيمانهم بقدرتهم على التعامل مع ترامب الذي كان رئيسا في الماضي وسيكون رئيسا في المستقبل.