التجربة العمرانية المصرية حديث المشاركين في المنتدى الحضري
لماذا القاهرة؟.. اهتمام دولي كبير بتطوير وتنمية المناطق غير الآمنة والبنية الأساسية والمدن الجديدة الذكية والخضراء
السبت، 09 نوفمبر 2024 03:00 م
السؤال الذى تردد في أروقة المنتدى الحضرى العالى، كان لماذا القاهرة تحديداً، لعقد هذه النسخة من المنتدى.. الإجابة على هذا السؤال جاءت على لسان كل من شاركوا في المنتدى. فالجميع أجمع على أن اختيار القاهرة مقراً لعقد المنتدى هو رسالة مهمة جدا تعكس تقدير منظمة الهابيتات لمدينة القاهرة، وكل المشروعات والفعاليات والاستراتيجيات التي تنفذها الدولة المصرية.
الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قال إن اختيار مصر، والقاهرة تحديدا، يأتي في إطار ما أقدمت عليه الدولة المصرية من تنفيذ لتجارب عملية على أرض الواقع تتوافق مع ترويج برنامج الأمم المتحدة لرفع مستوى المدن، بدءًا من مشروعات الإسكان التي تستهدف فئات محدودي الدخل والشباب، ومشروع الإسكان الاجتماعي، ومشروع سكن لكل المصريين، وتطوير المناطق العشوائية والمناطق غير الآمنة، مشيراً إلى أن مصر لديها أحد أهم التجارب العالمية، وأفضل تجربة في تطوير وتنمية المناطق غير الآمنة على مستوى العالم، هذا مروراً بالنقل الحضري والمستدام، والبنية الأساسية، والمدن الجديدة الذكية والخضراء.
وأوضح رئيس الوزراء أن هناك العديد من التجارب المصرية التي لديها العديد من النجاحات، وايضاً لها تحديات ودروس يجب الاستفادة منها، مؤكداً أهمية استفادة مختلف المشاركين في المنتدي ليس فقط من الندوات والنقاشات الثرية شديدة التفاعل داخل الندوات، ولكن أيضا هناك فرصة لزيارة مشروعات على أرض الواقع ليشهدوا ترجمة لما يتم الترويج له من أسس واستراتيجيات لعمليات التنمية الحضرية، مؤكداً أن القاهرة مدينة تراثية وحضارية كبيرة وتزخر بالعديد من مشروعات التراث العالمي، التي من المقرر أن يشهد المنتدي العديد من النقاشات بشأنها.
آنا كلوديا روسباخ، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، أكدت من جانبها أن استضافه مصر المنتدي الحضري العالمي، رساله قوية للعالم أجمع بقدرة الحكومة المصرية علي تنفيذ مشروعات قومية كبري بمواصفات عالمية، وهو سبب اختيار مصر لاستضافة المنتدي الحضري العالمي، مشيرة إلى أن المنتدي فرصة لمناقشة كافة القضايا المتعلقة بالاستدامة والشمولية اعادة تدوير المخلفات، وكذا قضايا اخري تتعلق بجودة الحياه والمستوطنات البشرية، مشيدة بتنظيم مصر لأعمال الدورة الثانية عشر للمنتدى الحضري العالمى، وكشفت عن اختيار دولة أذربيجان لعقد النسخة الثالثة عشر من المنتدى الحضرى العالمى خلال العامين المقبلين.
وأكدت آنا كلوديا روسباخ، ضرورة الاستفادة من تجارب الدول مثل الصين ومصر في التوسع والتخطيط العمراني وحل مشاكل السكن، مؤكدة على ضرروة النظر لكيفية تغلب المجتمعات الحضارية العالمية على الفجوة في الإسكان، لأن الإسكان سيكون مشكلة لمحدودي الدخل كما أنه لابد أن يكون هناك تعليم أفضل، مضيفة :"اقترح مناقشة النظر بالتفصيل الأطر الحضارية والاقتصادية والتناسق بينهما والأسس والقواعد في الأجندة الحضرية، فالأراضي باهظة الثمن".
الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، قالت إن انعقاد المنتدى الحضري العالمي في القاهرة يعكس حرص الدولة المصرية على دعم جهود التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف الطموحة للأمم المتحدة، ويمثل فرصة استثنائية للمساهمة في التغيير الإيجابي الذي يخدم سكان المدن والريف على حد سواء، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية تؤمن بأهمية تمكين المحليات وإعطائها دورًا أكبر في قيادة التنمية المستدامة على المستويين المحلي والوطني، لافتة إلى إننا ندرك أن إشراك مختلف الأطراف في عملية التنمية، مثل المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والشباب، والمرأة، هو أساس لتحقيق شمولية التنمية وعدالتها.
وقالت وزيرة التنمية المحلية أن مدننا تواجه بعض التحديات شأن باقي دول العالم من ضغوطات شديدة بفعل التحضر السريع والنمو السكاني، مع تحديات بيئية تتزايد حدتها. وانطلاقاً من إيماننا بأن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب التزامًا قويًا بتوطين أهداف التنمية المستدامة وفق رؤية مصر 2030، التي تستند إلى تكيف هذه الأهداف مع السياق المحلي ، فإننا نعمل مع مختلف الشركاء لتحقيق هذه الأهداف، مع التركيز على تحقيق توازن جغرافي في التنمية، وإحداث تأثير إيجابي محلي.
وأضافت وزيرة التنمية المحلية أنه وفقاً لتقرير التنمية المستدامة لعام 2024، أحرزت مصر تقدماً ملحوظاً في عدة أهداف، وخاصة الهدف 11 المتعلق بالمدن والمجتمعات المستدامة والهدف 17 المتعلق بتعزيز الشراكات ، مشيرة إلى أن هذا التقدم يأتي استجابة لاحتياجات التنمية الحضرية وضرورة تهيئة بيئة تضمن تكامل كافة الأطراف بما يدعم تحقيق رؤية مصر 2030، وتتمثل هذه الجهود في تحسين البنية التحتية، تعزيز الإسكان الميسر، وإدارة المخلفات، وتطوير أنظمة النقل المستدامة.. وتعزيز المرونة المناخية للمدن.. ومن خلال العمل الدؤوب على هذه القضايا، تسعى مصر إلى بناء مساحات حضرية تكون آمنة ومرنة، بحيث تتماشى مع الأهداف العالمية وتستجيب لتحديات النمو السكاني والتحضر السريع.
انار قولييف، رئيس لجنة الدولة للتخطيط العمراني والعمارة بأذربيجان، قال إن مصر لديها تجربة مهمة، في النهضة العمرانية، وهو ما يزيد من زخم المنتدى، بمنح الفرصة للوفود المشاركة للإطلاع على هذه التجربة، متطلعا في نفس الوقت لتعميق وتعزيز التعاون مع الجانب المصرى والاستفادة من الخبرات الواسعة فى مجالات التنمية العمرانية.
وأكدت ثريا خليل، مديرة شؤون التقنية والعلاقات بوزارة إعداد التراب الوطنى والتعمير والإسكان وسياسة المدينة المغربية، أن العاصمة الإدارية الجديدة بمصر بسواعد أبنائها تعد تجربة ناجحة وملهمة ورائدة عربىا والعالم، مشيدة بتنظيم مصر لهذه الفعالية الدولية الكبرى، وهو ما يعكس خبرة الدولة وتجربتها الملهمة في تنظيم المؤتمرات الكبرى، وأكدت أن المغرب يسعى إلى الاستفادة من التجربة المصرية في التغلب على التحديات التي تواجه التنمية الحضرية والعمرانية، وعلى رأسها النمو السكاني، قائلة "نريد نقل التجربة المصرية في التغلب على العشوائيات وتوفير السكن الملائم لكافة المواطنين".
ولفتت إلى أن بلادها تؤمن جيدا بأن إنشاء المدن الجديدة هي الوسيلة الأفضل للتخطيط الحضري لمواجهة النمو المتزايد في السكان، مشددة على أن تجربة "العاصمة الإدارية الجديدة" تعد الأقرب للمغرب للتعلم والاستفادة منها.
وقالت أميرة الحسن، رئيسة بعثة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية فى الكويت والخليج العربى، أن اختيار مصر لاستضافة المنتدى الحضرى العالمى بمثابة شهادة على كفاءة مدينة القاهرة العريقة لتنظيم منتدى عالمى بهذا الحجم، كما يعكس قوة بنيتها التحتية القادرة على استيعاب هذا العدد الكبير من المشاركين في فعاليات المنتدى، وثمنت دور مصر قيادة وشعبا على تنظيم المنتدى الحضري العالمي، موضحة أنه منصة فريدة تجمع أصحاب المصلحة من جميع أرجاء العالم لمناقشة التحضر والتنمية المستدامة.
وأكد جويلهيرم بيريرا، مستشار وزارة الإسكان البرازيلي، أن المنتدى الحضرى العالمى فرصة ذهبية لتبادل الخبرات بين البلدان المشاركة من أجل تحقيق التنمية مستدامة لجميع شعوب العالم، منوها فى الوقت ذاته بأن استضافة مصر للمنتدى، تعكس مدى التقدم الذى حققته فى قطاعى الإسكان والصحة، مشيداً بمستوى التنظيم، مشيراً إلى أن الوزارة البرازيلية أعدت خطة وبرنامج سيتم عرضه ومناقشته مع المشاركين.
وقال وزير الحكم المحلى الفلسطينى، الدكتور سامى حجاوى، إن استضافة مصر للمنتدى الحضرى العالمى يُعد فخرا للعرب جميعا، لافتاً إلى أن تنظيم مصر لهذا المنتدي دليل على اهتمام مصر رئيسا وحكومة وشعبا بملف التنمية على مستوى العالم، مؤكداً أن اختيار مصر كثاني دولة عربية لاستضافة هذا الحدث العالمي يعكس قدرتها على تنظيم أكبر التجمعات والمؤتمرات الدولية، مشيداً بالتنظيم الجيد للمنتدى.
وأشاد جاري نكومبو، وزير الحكم المحلي والتنمية الريفية بدولة زامبيا، بالتجربة المصرية في التنمية العمرانية والحضرية، وأعرب عن رغبة الوزارة في الاستفادة من تجربة مصر الملهمة في قطاع تطوير القري بالريف المصري فيما يخص المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لتحسين مستوي معيشة المواطنين.
كما أعرب نجا كور مينج، وزير الإسكان والحكم المحلي الماليزي، عن تطلع بلاده للتعاون مع مصر في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الماليزي، أنور إبراهيم، خلال نوفمبر الجارى لمصر عقب المنتدى الحضري.
وقالت أمين عام التنمية العمرانية بالسودان، إخلاص أدم علي نور الدين، إن مصر حققت طفرة في التنمية الحضرية مما جعلها نموذجا يحتذى به إقليميا وعالميا، مؤكدة عمق العلاقات بين مصر والسودان حيث تربطهما علاقات وثيقة وقوية، لافتة إلى أن اختيار الأمم المتحدة لمصر لاستضافة هذا المنتدى العالمي، يعكس مدى التطور والازدهار الذي حققته مصر في مختلف مجالات الخاصة بالعمران والتشييد والتنمية، مما أهلها لاستضافة المنتدى، مشيدة بنجاح تنظيم المنتدى والذي عكس إمكانيات وقدرات مصر لاستضافة هذا الحدث العالمي.