المنتدى الحضري العالمي.. مصر تبرز مبادراتها الفعالة في التنمية الحضرية
الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024 10:53 صهبة جعفر
تسعى مصر من خلال مشاركتها في المنتدى الحضري العالمي إلى إبراز مبادراتها الرائدة في مجال التنمية الحضرية المستدامة، حيث تقدم نماذج عملية تستهدف تحسين جودة الحياة في المدن المصرية وتطوير البنية التحتية بشكل مستدام، ومن أبرز هذه المبادرات مشروع "حياة كريمة"، الذي يهدف إلى دعم المجتمعات الريفية والمهمشة، وتوفير خدمات متكاملة تساهم في تقليص الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية، وتعد المدن الجديدة، التي تمتاز بتصميمها العصري واعتمادها على التقنيات المتقدمة، مثالاً حياً على التزام مصر بتوفير بيئة متوازنة تلبي احتياجات السكان بشكل متكامل ومستدام.
تعكس هذه المشاركة المصرية في المنتدى الحضري العالمي التزام الدولة بدور فعال في تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية، وتهدف مصر، من خلال عرض إنجازاتها وتبادل خبراتها، إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال التحضر والتصدي لتحديات النمو السكاني والتوسع العمراني. كما تؤكد مشاركتها حرصها على تحقيق رؤية 2030، التي تضع التنمية المتوازنة والمستدامة ضمن أولوياتها، وتبرز استعداد مصر لتبني أفضل الممارسات العالمية في سبيل تحقيق تحول حضري شامل يخدم الأجيال الحالية والقادمة.
قال الدكتور محمد مسعود، مدير المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، إنه في إطار استضافة المنتدى الحضري العالمي بالقاهرة واهتمام الدولة بالتحول نحو التحضر الأخضر ودعم قضايا التنمية المستدامة، سيتم غداً إطلاق استراتيجية البناء الأخضر بدعم وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.
أضاف أن المركز القومي لبحوث البناء والإسكان قام بدور جيد في إخراج استراتيجية البناء الأخضر الجديدة بالمشاركة في وضع مستهدفاتها وإضافة الخبرات السابقة لها بما يشكل إنجازا جادا للحكومة في الفترة الراهنة.
وقال إن مركز بحوث البناء والإسكان اهتم بالتوجه نحو البناء الأخضر منذ 2008 الماضي تماشياً مع متطلبات وخطة الدولة في التحضر للأخضر، وقام المركز بوضع كافة المواصفات والمعايير لنقل المجتمع المصري نقلة نوعية حضرية جيدة.
وأشار إلى أن المركز قام بطرح دليل البناء الأخضر وحرص على إتاحته لكافة المواطنين وليس لفئات المطورين العقاريين فقط بما يساهم في رفع الوعي العام بمفاهيم التنمية الحضرية الخضراء، كما أشار إلى تدشين 25 ألف وحدة سكنية في المدن الجديدة بنظام المباني الخضراء حيث قام المركز بوضع التصميمات الخاصة بتلك الوحدات.
وأوضح أن التخوفات القائمة من ارتفاع قيمة البناء الأخضر مقارنة بالبناء العادي ستتلاشى خلال السنوات المقبلة ومقارنة بالتغيرات السعرية والارتفاعات التى حدثت بالفعل في التكلفة الإجمالية العمليات البناء حالياً.
وقالت وزيرة التنمية المحلية أنه وفقاً لتقرير التنمية المستدامة لعام 2024، أحرزت مصر تقدماً ملحوظاً في أهداف عدة ، خاصة الهدف 11 المتعلق بالمدن والمجتمعات المستدامة والهدف 17 المتعلق بتعزيز الشراكات، مشيرة إلى أن هذا التقدم يأتي استجابة لاحتياجات التنمية الحضرية وضرورة تهيئة بيئة تضمن تكامل جميع الأطراف بما يدعم تحقيق رؤية مصر 2030، وتتمثل هذه الجهود في تحسين البنية التحتية، وتعزيز الإسكان الميسر، وإدارة المخلفات، وتطوير أنظمة النقل المستدامة.. وتعزيز المرونة المناخية للمدن.. ومن خلال العمل الدؤوب على هذه القضايا، تسعى مصر إلى بناء مساحات حضرية تكون آمنة ومرنة، بحيث تتماشى مع الأهداف العالمية وتستجيب لتحديات النمو السكاني والتحضر السريع.
وأعربت منال عوض عن تطلعها إلى أن تتيح لنا الجمعيات خلال أعمال المنتدى فرصة فريدة لتبادل الأفكار وطرح حلول عملية تعكس احتياجات وتطلعات مختلف الفئات لتوجيه النقاش نحو القضايا الحضرية المهمة، مثل تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين الشباب، ودعم مشاركة القواعد الشعبية، ونحن في مصر نعمل جاهدين لتعزيز دور المرأة والشباب في عملية صنع القرار، بما ينعكس إيجابيًا على التنمية الشاملة.
وأشارت وزيرة التنمية المحلية إلى أن تحقيق التنمية الحضرية المستدامة هو عمل جماعي يتطلب مساهمات كل الأطراف وأصحاب المصلحة، مشيرة إلى ان هدفنا ليس فقط بناء مدن تتماشى مع معايير الاستدامة، بل نسعى أيضًا إلى بناء مجتمعات تعزز العدالة وتدعم المرونة وتتيح الفرص للجميع ومن خلال مناقشات خلال أعمال المنتدى حول قضايا حيوية تتعلق بمستقبل مدننا ومجتمعاتنا ونتطلع إلى الخروج بخطوات عملية لتحقيق التحضر المستدام الذي لا يترك أحدًا خلف الركب.
شهد الجناح المصري في المنتدى الحضري العالمي الذي انطلقت فعالياته اليوم تحت رعاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، العديد من الجلسات النقاشية الرئيسية، ومنها جلسة بعنوان "تكامل الماضي والحاضر: إعادة تخطيط الأماكن التاريخية والمناطق المهمشة بطريقة عمرانية مبتكرة"، التي تم خلالها استعراض عمليات تطوير المناطق الأثرية والتاريخية.
وركزت الجلسة على إستراتيجية إعادة الأحياء والتطوير في أحياء القاهرة التاريخية والتي تقوم بالأساس على معايير الحفاظ على التوازن البيئي.
وقال الدكتور مدحت عبدالرحمن، رئيس جهاز تجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية، إن استراتيجية تطوير وإحياء المناطق التراثية بالقاهرة التاريخية والفاطمية اعتمدت على تفعيل معايير التنمية المستدامة، وربط عمليات التجديد بأهداف وأبعاد اجتماعية واقتصادية وبيئية.
أضاف خلال كلمته بفعاليات الجلسة، أن الحكومة تبنت استراتيجية للتنمية المستدامة تعتمد على تحسين جودة الحياة وتراعي في تطوير المناطق التراثية والحضرية إعادة توظيفها بما يتماشى مع الأبعاد البيئية والحفاظ أيضا على ملامحها التراثية.
وأوضح الدكتور مدحت عبدالرحمن، أنه تم إنشاء جهاز تنفيذي لتجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية ليكون ذا طابع خاص برئاسة الجهاز المركزي للتعمير وتحت مظلة وزارة الإسكان، متابعا أن إستراتيجية إعادة الإحياء والتطوير في أحياء القاهرة التاريخية تقوم بالأساس على معايير الحفاظ على التوازن البيئي بالإضافة إلى مراعاة البعد الاجتماعي، بغرض الربط بين الأثر والمنطقة المحيطة وتحقيق التكامل بينهما بما يضمن تحسين جودة الحياة والرفاهية للسكان، إلى جانب استثمار الموارد والخامات والقوى البشرية في المنطقة المحيطة.
لفت رئيس جهاز تجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية، إلى تركيز إستراتيجية التطوير وإعادة الإحياء والتجديد للمناطق الأثرية بالقاهرة، على البعد الاقتصادي لعمليات التطوير، والذي يتمثل في زيادة فرص العمل وربط إعادة التوظيف بالبعد الأثرى وتعزيز الشراكات مع مؤسسات القطاع الخاص والأجنبي لجذب الاستثمارات وزيادة القدرة التنافسية في مجال السياحة والآثار، مشيراً إلى أبرز مشروعات تطوير القاهرة التاريخية والتي تتمثل في تطوير قصر السكاكيني ومدينة الفسطاط.