بين 1973 و2024.. الظهير الشعبى سر قوة وتماسك الدولة

الدعم الجماهيرى اكتسب طابعا مباشرا بمبادرات أكدت عمق ارتباط الشعب بالقيادة

السبت، 02 نوفمبر 2024 01:06 م
الدعم الجماهيرى اكتسب طابعا مباشرا بمبادرات أكدت عمق ارتباط الشعب بالقيادة
طلال رسلان

ثقة الأمة وقفت حائط صد فى مواجهة مليارات الدولارات أنفقتها أجندات الشر لضرب تماسك المصريين

وقوف الشعب خلف الرئيس السيسى تجلى فى مناسبات عدة من 2013 وتواصل بدعم قرارات الإصلاح الاقتصادى ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية




 

قبل اللعبة السياسية والاستعداد العسكرى يأتى الظهير الشعبى أولا عندما يتعلق الأمر بمعجزة مثل انتصار أكتوبر 1973، وهذا ما حدث بالفعل، خرجت البلاد من مرارة نكسة تجرعتها وأثقلت همومها لدرجة استحالت معها الحياة، لكن الروح التى انكسرت لم تنهزم، لملمت جراحها واختارت أن يكون جسر الثقة فى قيادات الطريق الأول للانتصار.

على مدار سنوات تلت نكسة 67 كان الظهير الشعبى للقيادة المصرية، على كلمة سواء «واثقون فى أن القيادة ستأتى بالنصر المبين، ولن تضيع حق الدولة».. هذه هى العقيدة الشعبية التى ضربت أروع الأمثلة فى الالتفاف حول القيادة معنويا قبل مبادرات دعم جهود القوات المسلحة على الجبهة.

كفاح شعبى مخلص لم يكن بلا قائد سوى حب الوطن والثقة بالقيادة المصرية التى خرجت من كنف الطامحين إلى تطهير الأرض وإعادة الأمانة إلى الأجيال القادمة، فاعتبرها المؤرخون كلمة السر فى الانتصار، والضربة الموجعة للعدو والظروف البائسة قبل الضربة العسكرية وعودة حرية الأرض.

بين 1973 و2024 تماست ظروف الحروب الإقليمية على الحدود المصرية، فظهرت بقعة خضراء على الخريطة وسط إقليم مشتعل يعج بالصراعات، تعقدت الظروف الاقتصادية ووضعت عبئا فوق عبء تأثير الأزمات العالمية، إلى جانب الأخطار العسكرية التى فرضتها أجندة الشر بإشعال المنطقة بحرب كبرى هدفها تمزيق البلاد وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.

لكن «الظهير الشعبى» كلمة السر من جديد، بثقة فى القيادة السياسية وقراراتها التى طالما رفعت شعار المواطن أولا فى جملة من المناسبات، حتى تجلت مؤخرا فى تصريح الرئيس عبدالفتاح السيسى «لا بد من مراجعة الاتفاق إذا كان سيضع الناس فى وضع غير محتمل، لما بنتكلم عن البرنامج اللى متفقين به مع صندوق النقد الدولى، أمر مهم للحكومة، إذا كان التحدى هيخلينا نضغط على الرأى العام بشكل لا يتحمله الناس، لا بد من مراجعة الموقف مع الصندوق».

قبل تصريح الرئيس السيسى بسنوات عملت الدولة المصرية على ترسيخ الحماية الاجتماعية للأكثر احتياجا أولا، ثم بقية الشعب بمبادرات رئاسية متتالية بدأتها بـ«حياة كريمة» ثم التحالف الوطنى وبداية جديدة و100 مليون صحة، وغيرها من مبادرات هدفها الأول حماية المواطن وإنسانيته، فكان خط الالتقاء مع الإرادة الشعبية وتكوين الظهير التلقائى لدعم قيادة سياسية هدفها الأول مصلحة الشعب مع كل تحرك من تحركاتها.

التأييد الشعبى للرئيس السيسى تجلى فى عدة مناسبات، بدءا من استجابة المواطنين لدعوته لمكافحة الإرهاب عقب ثورة 30 يونيو، ثم عبر الاستفتاء على الدستور، وأيضا فى الانتخابات الرئاسية، هذا الدعم اكتسب طابعا مباشرا من خلال مبادرات التأييد ما يؤكد عمق ارتباط الشعب بقيادات الدولة، هذا التأييد الشعبى حائط صد بالضرورة ضد مليارات الدولارات المنفقة من أجندات الشر لزعزعة الثقة الشعبية فى قيادة الدولة المصرية.

أدركت القيادة السياسية منذ البداية أن بناء الدولة المصرية يتطلب تعزيز الاستقرار والثقة الشعبية، عبر دعم قوى يستند إلى منظومة متماسكة تؤمن برؤية الرئيس السيسى وترفع شعار المواطن أولا فى جميع القرارات، وجود قاعدة شعبية مؤمنة برؤية الدولة الجديدة لا يسهم فقط فى دعم القيادة، بل يعزز قدرة الشعب على استيعاب التحديات واتخاذ القرارات الصعبة، لا سيما فى ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية فى ظروف حرب تعيشها المنطقة.

يتضح دور الظهير الشعبى من خلال القرارات الاقتصادية التى تتخذها الحكومة فى عملية الإصلاح، ولما كانت نجحت.. وهنا تبرز الحاجة إلى الدعم الشعبى الذى يوضح أسباب هذه القرارات ويشرح كيف تعود بالنفع عليهم من خلال تحسين الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم، وجود هذا الدعم القوى من شأنه يحول دون سوء الفهم الذى تحاول أجندات الشر زرعه أمام المواطن، ما يعزز ثقة الشعب فى القرارات التى تتخذها الدولة لتحقيق التقدم.

ليس الهدف من الظهير الشعبى دعم القيادة فقط، بل هو ضرورة تسهم فى حماية المسار الإصلاحى، إذ يشكل هذا الدعم الجناح لرؤية الرئيس، فيسهم مع التأييد الشعبى فى التغلب على التحديات وتقديم المشروعات الوطنية نحو الأمام، الأمر الذى يجعل من التكامل بين الظهير الشعبى والقاعدة السياسية أساسا لتحقيق نهضة شاملة والأهم نهضة مستدامة.

المؤكد فى المشهد المصرى الحالى أن التأييد الشعبى للرئيس السيسى ليس مجرد عبارات ترفع فى المناسبات، بل هو تفاعل فعلى يلمسه الجميع فى الشارع المصرى، يثق المواطنون بأن الرئيس يعمل بجد لصالحهم، وأن مشروعاته الوطنية ليست مجرد وعود سياسية، بل هى إنجازات حقيقية تعود بالنفع على المجتمع ككل.

ساهم هذا التأييد الشعبى فى دفع عجلة التنمية فى مصر، حيث تعتبر الثقة المتبادلة بين القيادة والشعب أحد العوامل الأساسية لتحقيق النجاح فى أى مشروع تنموى، فالشعب المصرى يرى أن دعمه للرئيس السيسى هو مساهمة منه فى بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وهذه الروح الوطنية الصادقة هى التى تجعل مصر قادرة على مواجهة التحديات الكبرى وتحقيق إنجازات ملموسة.

وفى ظل التحديات الداخلية والخارجية التى تواجهها مصر، يظل التأييد الشعبى للرئيس السيسى إحدى الركائز الأساسية للاستقرار، فهو يعد دليلا على التفاف الشعب حول قيادته، مما يمنح الدولة قوة وصلابة فى مواجهة الأزمات، وبفضل هذا الدعم الشعبى تمكنت مصر من اتخاذ قرارات مصيرية والعمل على تحقيق مشاريع تنموية كبرى رغم التحديات الاقتصادية العالمية.

هذا التأييد الشعبى يعزز أيضا من قدرة مصر على التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية بثقة، إذ يتطلع المصريون إلى دور قيادى لوطنهم فى المنطقة، ويشعرون بالفخر لدعمهم رئيسا يسعى للحفاظ على استقلال البلاد وتعزيز مكانتها وأمنها وسط النار المشتعلة بالحرب فى المنطقة.

قوة الظهير الشعبى للرئيس السيسى تمثل ظاهرة فريدة فى الحياة السياسية المصرية، حيث تجلت روح التضامن الوطنى فى مساندة القيادة ودعم مشاريعها الطموحة، هذا التأييد لم يكن ليحدث لولا شعور المصريين بأن الرئيس يسعى بكل جهد إلى النهوض بالوطن وتقديم الأفضل للجميع، ويبقى على الدولة استثمار هذه الثقة الشعبية عبر تكوين قاعدة سياسية قوية تعبر عن طموحات الشعب وتعمل على تحقيقها، لتظل مصر دائما قوية، مستقرة، وقادرة على مواكبة التحديات والمضى قدما نحو مستقبل أفضل.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة