عالم بالأوقاف يوضح أسرار قرآنية فى الأية "وَإِن تَعْدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا"

أوضح الدكتور أسامة الجندي، أحد علماء وزارة الأوقاف، مفهوم "العدّ" و"الإحصاء" في قول الله تعالى فى الآية الكريمة: "وَإِن تَعْدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا".

 

وأضاف الجندي، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على فضائية "الناس"، أن العدّ والإحصاء مرتبطان بشكل وثيق، حيث يعدّ العد هو الخطوة الأساسية التي تؤدي إلى عملية الإحصاء، تاريخيًا، كان الناس في العصور القديمة يعتمدون على العد اليدوي باستخدام الحصوات كوسيلة لتتبع الأعداد، فعندما كانوا يريدون الإحصاء، كانوا يعدّون الحصوات حتى يصلوا إلى عدد معين، مثل 100 أو 1000، ليدلوا على الكمية.

 

وأشار إلى أن الإحصاء يتطلب معرفة المفردات والجزئيات التي تشكل الكل. فمثلاً، إذا نظرنا إلى الإنسان ككل، فإنه يتكون من أفراد مثل محمد، أحمد، وسيد، وهذه الأفراد تشترك في صفات معينة، مما يسهل عملية الإحصاء.

 

وعن الآية الكريمة، أكد أن قوله تعالى "وَإِن تَعْدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا" تعني أن قدرة الإنسان على عدّ نعم الله هي محدودة ولا يمكن أن تحصي جميع النعم بدقة، في السياق، "العدّ" هنا يشير إلى القدرة على محاولة العدّ وليس الوصول إلى نهايته. بمعنى آخر، مهما حاول الإنسان أن يحصي نعم الله، فإنه لن يستطيع إحصاءها بشكل كامل.

 

كما أشار إلى أن الآية تتحدث عن إرادة العدّ وليس عن القدرة على تحقيق الإحصاء بشكل كامل، وذلك لأن نعم الله لا تُحصى بعدد أو كمية معينة.

 

وأوضح العالم بوزارة الأوقاف أن التفسير الصحيح لهذه الآية يتطلب فهمًا دقيقًا للغة العربية واستخدامها في سياق النصوص الدينية، مشيرًا إلى أن العلم الحديث قد يساهم في توضيح هذه المفاهيم، لكن النصوص الدينية تعبر عن حقيقة لا يمكن الإحاطة بها بالكامل.