محافظات وجه قبلي تستعد للمرحلة الثانية من «حياة كريمة»
السبت، 26 أكتوبر 2024 03:00 م
«مدبولى» يبعث برسائل لأهالينا: حجم الاستثمار والإنفاق الكبير فى المشروعات إسهام فى بناء الإنسان
المنيا شهدت تنفيذ 3202 مشروع فى 32 قطاعا متنوعا فى أولى مراحل المبادرة الرئاسية واستهدفت 3 ملايين مواطن
تبذل الدولة جهودا مكثفة لتنمية المناطق الريفية والمهمشة، وخاصة فى الصعيد، من خلال إطلاق مبادرات شاملة تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، وتأتى مبادرة «حياة كريمة» كإحدى أبرز هذه المبادرات، حيث تستهدف تحسين البنية التحتية وتطوير القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والإسكان فى القرى الأكثر احتياجا، والتى تستهدف تحسين حياة الملايين من سكان الريف المصرى من خلال تطوير شبكات الطرق، وتوصيل المياه والصرف الصحى، وتحديث المرافق العامة.
إلى جانب «حياة كريمة»، أطلقت الدولة برامج ومشروعات أخرى تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى الصعيد، مثل تعزيز فرص العمل من خلال دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع الاستثمار المحلى والأجنبى فى المناطق الصناعية الجديدة، حيث تسعى هذه الجهود إلى خلق بيئة تنموية شاملة ومستدامة تسهم فى تقليص الفجوة التنموية بين الصعيد والمناطق الحضرية، وتدفع عجلة التنمية نحو تحقيق نمو اقتصادى متوازن فى جميع أنحاء البلاد.
رئيس الحكومة فى الصعيد
زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، خلال الأسبوع الماضي، إلى محافظة المنيا، حملت كثيرا من الرسائل، التى أكد من خلالها عزم الدولة على إحداث طفرة حقيقية فى تنمية محافظات الصعيد، وفقا لتوجيهات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وتفقد مدبولى فى المنيا عددٍ من المشروعات الخدمية، فى جولة وزارية رافقه خلالها الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، والمهندس شريف الشربينى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء عماد كدوانى، محافظ المنيا، والدكتور سيد إسماعيل، نائب وزير الإسكان لشئون البنية التحتية، والدكتور محمد أبوزيد، نائب محافظ المنيا، والدكتور أنور إسماعيل، مساعد وزير الصحة والسكان للمشروعات القومية، والدكتور بيتر وجيه، رئيس قطاع الطب العلاجى بوزارة الصحة والسكان، والدكتورة مها إبراهيم، رئيس أمانة المجالس الطبية المتخصصة.
وأوضح رئيس الوزراء، أن زيارته إلى المنيا تعدُ ثانى زيارة ميدانية فى محافظات الصعيد، بعد زيارة الأقصر، لافتا إلى أنه يمكن البدء فى الحديث عن أثر المشروعات بداية من طريق الوصول إلى «المنيا»، والذى استغرق اليوم نحو ساعتين أو ساعتين ونصف الساعة فقط، بينما كان الوصول لها يستغرق قبل 5 أو 6 سنوات قرابة 4 ساعات أو 5 ساعات، وبالتالى فإن شبكة الطرق التى تم تنفيذها تُجيب عن أى تساؤل أو تشكيك حول أهميتها ومدى أولويتها، معتبرا أن الأمر لا يقف عند الوصول للمحافظة فقط، وإنما يمتد لقدرة الاستثمار على النفاذ لها بصورة أكثر سرعة ويسر، وبالتالى إتاحة فرصة أكبر للتشغيل بالمناطق الصناعية بالمنيا، ومن ثم توفير فرص عمل أكثر لأبناء الصعيد، مشيرا إلى أن زيارته بدأت بمستشفى سمالوط المركزى، والذى زاره قبل أكثر من 3 سنوات، لتفقده قبل الافتتاح والتشغيل، وهو يعمل اليوم بكامل طاقته، ويستقبل كل المواطنين، ويقدم خدمات لم تكن متاحة داخل محافظة المنيا، من خدمات طبية مُتقدمة، وجراحات مهمة، وعلاج أورام سرطانية، وخدمات علاجية تتوافر الآن لأهالينا فى المنيا، والتى كان المواطن هناك يضطر للسفر خارج المنيا لتلقى مثل هذه الخدمات، معتبرا أن هذا جزء مهم من منظومة بناء الإنسان والتركيز على العنصر البشرى، خاصة خدمات الصحة والتعليم، مضيفا أن مستشفى العدوة المركزى الذى شملته زيارة أيضا، قارب على الانتهاء وسيدخل الخدمة خلال الشهر المقبل بتشغيل تجريبى ليضاف إلى المنظومة الطبية بمحافظة المنيا التى تضم قرابة 6.5 مليون نسمة، وهى واحدة من المحافظات التى ستدخل ضمن المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحى الشامل، وبهذا سوف تكون من أكبر المحافظات بالمنظومة، لأنها تحتوى على عدد كبير من السكان.
طفرة «حياة كريمة»
وأكد «مدبولى» استمرار الدولة فى تنفيذ المشروعات التى تخدم المواطن وتصل إليه بصورة مباشرة، مضيفا أن محافظات الصعيد شهدت تطوير ما يقرب من 60 محطة صرف صحى على مدار الفترة الماضية، تحولت جميعها إلى صرف ثنائى مُطور، أو ثلاثى، وأصبحنا قادرين على استخدام المياه من تلك المحطات وضمان نقائها، لافتا إلى أن حجم العمل والتطوير الذى تشهده المنشآت فى مصر، وبخاصة الصحية والتعليمية والخدمية، لا يعنى عدم وجود تحديات، ولكن هذه التحديات هى التى تفرض علينا المزيد من العمل ومواصلة الليل بالنهار من أجل استكمال بقية المراكز المستهدفة بتلك الخدمات، والمراكز الأخرى التى تتطلع لوصول خدمات الصرف الصحى ومياه الشرب وشبكات الطرق لها.
وقال «مدبولى» إن الدولة أنفقت فى سبيل تلك المشروعات استثمارات ضخمة، ولم يكن لديها بديل عن تنفيذها، حتى وإن أثر ذلك بصورة جزئية على زيادة الدين العام للدولة، وزيادة الإنفاق، حيث كان الأمر ضروريا، وأسهم فى تنفيذ شبكة مشروعات ضخمة، حسنت جودة الخدمات للمواطنين، كما أشار إلى أنه يتابع ما يثار على وسائل التواصل الاجتماعى، من أن الدولة كان ينبغى أن تركز على الإنسان، مؤكدا أن كل المشروعات المُنفذة استهدفت الإنسان بشكل مباشر، حتى وإن كانت فى ظاهرها مشروعات بنية أساسية، إلا انها تستهدف فى الأساس بناء الإنسان المصرى وتحسين حياته.
وأشارت وزيرة التنمية المحلية، إلى أن مشروعات «حياة كريمة» تمثل أضخم مبادرة تنموية تُنفذ على أرض مصر، ويصل صداها إلى أبناء الوطن فى قرى الريف المصرى، لا سيما فى ظل ما تشهده من مشروعات فى قطاعات ذات صلة بالارتقاء بمختلف الخدمات المقدمة للمواطنين، كما أكد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية أن المشروعات الخاصة بقطاع المرافق تشغل نصيبا كبيرا بين أعمال المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، حيث يتم استهداف الوصول بخدمتى الصرف الصحى ومياه الشرب إلى شريحة أكبر من أهالى القرى، لتحسين جودة حياتهم على النحو المأمول.
محافظ المنيا، أكد أن المحافظة استفادت بشكل كبير من «حياة كريمة»، واستعرض ذلك بالأرقام، قائلا إن المرحلة الأولى شهدت تنفيذ 3202 مشروع فى 32 قطاعا متنوعا، يستفيد منها نحو 3 ملايين مواطن فى 192 قرية تابعة لـ5 مراكز بالمنيا، هى: «العدوة، وأبوقرقاص، ومغاغة، وملوى، ودير مواس»، بنسبة تنفيذ إجمالية تتخطى 80%، مؤكدا استعداد المحافظة لدمج مركزين جديدين بالمحافظة ضمن المرحلة الثانية من تلك المبادرة التنموية المهمة، وهما «سمالوط، وبنى مزار»، مشيرا إلى أنه مع انتهاء مشروعات المرحلة الأولى من «حياة كريمة»، سوف يتم الانتهاء من تنفيذ المزيد من مشروعات الصرف الصحى بمحافظة المنيا، وبنهاية شهر مارس المقبل، سوف ترتفع نسبة تغطية الصرف الصحى بالمحافظة إلى 60%، موضحا أنه مع اكتمال المرحلتين الثانية والثالثة من المبادرة ستتم تغطية محافظة المنيا بنسبة 100% بشبكة الصرف الصحى، لافتا إلى حجم الاستثمار والإنفاق الكبير الذى تحملته الدولة فى هذا الصدد، مؤكدا أن هذا لا يعد فقط اهتماما بالبنية الأساسية، ولكن هو إسهام فى بناء الإنسان، لأن تلك الخدمات ترتبط بالصحة العامة والصرف الصحى، وجميعها تؤثر على جودة حياة الإنسان وصحته، مضيفا أن شبكة الطرق أسهمت كذلك فى بناء الإنسان، لأنها اختصرت الوقت.
وأوضح المهندس شريف الشربينى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن الوزارة وضعت خطة لإنشاء وإحلال وتجديد ورفع كفاءة شبكات ومحطات مياه الشرب، ضمن جهود الوزارة للإسهام فى تطوير منظومة المياه، بما يضمن جودتها ومطابقتها للمواصفات الفنية بمختلف محافظات الجمهورية، وخاصة بقرى ومحافظات الصعيد، وتطرق إلى موقف مشروعات مياه الشرب المنفذة بمحافظة المنيا، فى إطار «حياة كريمة»، لافتا إلى أنه تم الانتهاء من تنفيذ مشروعات شبكات مياه الشرب بنسبة تنفيذ ١٠٠%، بـ۱۸۳ قرية بالمحافظة، منوها إلى أنه مستهدف تنفيذ ٣٥ محطة مياه شرب، وتم الانتهاء من تنفيذ عدد 27 محطة لتنقية مياه شرب، تشمل: «11 محطة إعادة تأهيل، و١٥ محطة آبار»، بالإضافة إلى محطة جديدة للمياه السطحية، كما لفت إلى أنه جار تنفيذ ٨ محطات أخرى.
القطاع الصحى أولوية
وأوضح الدكتور بيتر وجيه، رئيس قطاع الطب العلاجى بوزارة الصحة والسكان، أن الإمكانات الطبية بمحافظة المنيا، تشمل 32 مستشفى حكوميا، بينها 26 مستشفى علاجيا بمديرية الصحة، و5 مستشفيات تابعة للأمانة العامة للمراكز الطبية المتخصصة، ومستشفى تابعة للتأمين الصحى، إلى جانب 20 مستشفى خاصا، حيث تصل قدرة المحافظة إلى 2437 سرير إقامة داخلى، و 450 سرير رعاية مركزة، و 605 حضانات للأطفال حديثى الولادة، و551 ماكينة غسيل كلوى، كما تطرق إلى موقف الخدمات الطبية التى تقدمها المستشفيات بمحافظة المنيا، وخدمات قوائم الانتظار المقدمة، والتى بلغت نحو 173.7 ألف خدمة متنوعة، ومتوسط تردد المواطنين على العيادات يصل إلى 2.5 مليون شخص سنويا، وفى أقسام الطوارئ يصل إلى 2.2 مليون شخص، وبغرف العمليات تجرى نحو 100 ألف عملية جراحية سنويا.