اللواء محمد إبراهيم الدويرى يجيب لـ«صوت الأمة» عن سؤال ماذا بعد اغتيال السنوار وحسن نصر الله: تغيير فى سياسات حماس وإعادة التفكير فى طبيعة مستقبلها

السبت، 26 أكتوبر 2024 12:34 م
اللواء محمد إبراهيم الدويرى يجيب لـ«صوت الأمة» عن سؤال ماذا بعد اغتيال السنوار وحسن نصر الله: تغيير فى سياسات حماس وإعادة التفكير فى طبيعة مستقبلها
اللواء محمد إبراهيم الدويري
محمود علي

تغيير فى سياسات حماس وإعادة التفكير فى طبيعة مستقبلها.. والحرب تفرض على لبنان الإسراع بانتخاب رئيس

واشنطن فشلت فى حل مشكلات المنطقة ومنحت إسرائيل دعما كاملا وساعدتها على التمادى فى مواقفها المتطرفة

الهدنة والإفراج عن المحتجزين فى غزة ليسا على أجندة حكومة تل أبيب المتطرفة.. والمقترح الإسرائيلى لحل أزمة لبنان وثيقة استسلام

المنطقة لاتزال على شفا حفرة من النار تكاد أن تقع فيها بكل تداعياتها السلبية.. وكل السيناريوهات مفتوحة

محمد السنوار والحية ومشعل أبرز المرشحين لقيادة حماس.. وخيار القيادة الجماعية سيكون آخر البدائل 

نتنياهو العقبة الكبرى أمام وقف إطلاق النار.. والفصائل لاتزال قادرة على تكبيد الجيش الإسرائيلى خسائر كبيرة

جهود مصر المكثفة وغير المسبوقة نجحت أكثر من مرة فى الوصول إلى شبه اتفاق نهائى.. وعرقلة نتنياهو تسببت فى إفشالها 


 

إلى أين تسير المنطقة؟ وما هو مستقبل حماس وحزب الله بعد اغتيال يحيى السنوار وحسن نصر الله؟ وهل نقترب من وقف لإطلاق النار، أم أننا مقبلون على انفجار يعم المنطقة بأكملها؟ كلها أسئلة تتردد فى عقول كل الساسة بالمنطقة، بل والعالم كله، وتحولت إلى أسئلة تحتاج إلى أجوبة، فى ظل تلاحق للأحداث، وتسارع لم تشهده المنطقة من قبل.
فالمنطقة تعيش اليوم مأساة تتسع مداها يوما تلو الآخر، فمن غزة انتقل العدوان الإسرائيلى الأشد عنفا إلى جنوب لبنان، ثم التهمت نيرانه دولا عربية وإقليمية أخرى، لم يكن يتوقع أحد أن تصل الحرب صداها كل هذه العواصم، وبينما يعيش الاحتلال الإسرائيلى فى حالة من التخبط والارتباك، أبرزها فشله فى تحقيق أى من الأهداف المعلنة بعد نحو أكثر من عام على إعلان بدء العدوان.
اللواء محمد إبراهيم الدويرى، فضلا عن كونه أحد أبرز الخبراء الاستراتيجيين فى مصر والشرق الأوسط، ويتبوأ اليوم منصب نائب المدير العام للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، فإن خبراته السابقة على الأرض، تجعله دون غيره قادرا على قراءة الواقع، ووضع رؤية مستقبلية، بناء على مجريات الأحداث.
لذلك ذهبت «صوت الأمة» إليه لمحاولة فهم ما يحدث فى المنطقة، ومستقبلها، خاصة أن التشاؤم مازال هو السائد، وهناك من يبحثون عن بصيص من التفاؤل.
فى هذا الحوار يتحدث «الدويرى» عن رؤيته لسيناريوهات الأيام المقبلة فى ظل تمادى الاحتلال الإسرائيلى فى انتهاكاته بقطاع غزة ولبنان، وإلى نص الحوار.
< فى البداية، تزايد الحديث عن مستقبل حركة حماس فى أعقاب اغتيال قائدها السياسى، يحيى السنوار، على يد الاحتلال الإسرائيلى، فما رؤيتك لمستقبل الحركة فى الأيام المقبلة؟ هل لديها صفوف أخرى قادرة على استعادة التوازن للبقاء على قيد الحياة؟
- من المؤكد أن حماس تعرضت إلى العديد من الضربات الإسرائيلية العنيفة منذ بداية الحرب على غزة فى السابع من أكتوبر عام 2023، وهى ضربات مازالت متواصلة منذ أكثر من عام دون توقف سوى لبضعة أيام فى نوفمبر من العام الماضى، وقامت إسرائيل باغتيال أهم القيادات السياسية والعسكرية للحركة؛ وكان آخرهم رئيس المكتب السياسى للحركة «يحيى السنوار» فى تل السلطان فى مدينة رفح الفلسطينية، وبالرغم من ذلك، فإن الحركة لاتزال لديها القدرة على المقاومة حتى الآن، وتكبد الجيش الإسرائيلى خسائر فى العتاد والأفراد كل يوم تقريبا، وكان آخرهم العقيد إحسان دقسه، قائد اللواء 401، كما أن الحركة لاتزال لديها الكوادر، التى يمكن أن تقودها فى المرحلة المقبلة، وفى رأيى أننا يمكن أن نشهد تغييرا فى سياسات الحركة خلال الفترة القادمة فى ضوء نتائج هذه الحرب، قد تدفع الحركة إلى مراجعة أو إعادة التفكير بجدية فى طبيعة مستقبلها السياسى والعسكرى، وموقعها ضمن المنظومة الفلسطينية ككل.
 
< وبرأيك من هم أبرز المرشحين لتولى قيادة حركة حماس بعد اغتيال يحيى السنوار؟ وهل بالفعل قد تدار الحركة عن طريق لجنة خماسية لإبعاد أنظار إسرائيل عنها؟
- لاشك أن عملية اختيار رئيس المكتب السياسى الجديد للحركة، هو شأن داخلى للحركة، وهى التى سوف تقوم عندما تحين الظروف المناسبة بانتخاب الشخصية، التى سوف تتولى مسئولية الحركة عقب اغتيال إسرائيل يحيى السنوار، ويمكن القول إن جميع الاحتمالات سوف تكون مطروحة بين تأجيل عملية الاختيار لفترة ما لأسباب أمنية، أو الانتظار حتى تنتهى هذه الحرب، أو اختيار شخص، ويتم إعلانه من بين الأسماء المعروفة والمطروحة، التى يتداولها الجميع، ومن بينهم كل من محمد السنوار، والدكتور خليل الحية، وخالد مشعل، أما مسألة القيادة الجماعية، فهى أمر غير معتاد فى الحركة، وأعتقد أنه قد يكون آخر البدائل، بل وأضعفها.
 
< يستمر العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة مستهدفا القضاء على الأخضر واليابس دون وجود حلول تلوح فى الأفق القريب، هل مازال هناك أفق لإنهاء هذه الحرب والتوصل إلى التهدئة، خاصة بعد اغتيال قادة حماس؟ 
- ركزت معظم المواقف الدولية، التى صدرت عن المسئولين الرسميين فى العديد من الدول على أن اغتيال إسرائيل للسنوار، قد فتح المجال أمام إنجاز صفقة تبادل الأسرى، وفى رأيى أنه حتى مع تشدد حماس فى بعض النقاط، وهو أمر طبيعى، إلا أن العقبة الأكبر أمام الهدنة، تمثلت فى المواقف المتشددة للغاية، التى كان يطرحها نتنياهو، والتى أفشلت كل الجهود المبذولة بالرغم من أن معظم أعضاء المنظومة الأمنية والعسكرية، بل وطاقم المفاوضات، لم يكن يتبنى مواقفه.
 
< وما تأثير نتائج الانتخابات الأمريكية على تطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط؟
- من الطبيعى أن تكون للانتخابات الأمريكية تأثيرات مختلفة على الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، التى تمثل أهمية استراتيجية للولايات المتحدة، ورغم أن أولويات الناخب الأمريكى، تركز على الأوضاع الداخلية، وليست الخارجية، فإن لكل إدارة أمريكية توجهات محددة تجاه المنطقة، حيث أن إدارة الرئيس بايدن لم تنجح فى حل أى من المشكلات، التى شهدتها المنطقة، من بينها كل من أزمتى غزة وحرب لبنان، وفشلت فى الضغط على إسرائيل، بل منحتها الدعم العسكرى والمادى والسياسى، ما ساعدها على التمادى فى مواقفها المتطرفة.
أما فى حالة عودة الرئيس «دونالد ترامب» إلى البيت الأبيض، فمن المتوقع أن يزيد من حجم الدعم والتأييد لإسرائيل على سبيل المثال، وفى رأيى أن الولايات المتحدة لم تنجح حتى الآن فى بلورة سياسة واضحة تجاه التعامل مع المنطقة ومشاكلها، وافتقدت بوصلة التعامل السليم معها، الأمر الذى أدى إلى تقليص نسبى ومتدرج فى الدور الأمريكى بالمنطقة.
 
< عرقلة نتنياهو للجهود المقدمة من قبل مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، ومحاولاته الدائمة وضع عوائق وشروط وعقبات من شأنها إفشال كل الطرق المؤدية لوقف إطلاق النار.. كيف تراها؟
- لاشك أن الجهود المصرية المكثفة والفاعلة وغير المسبوقة، التى تم بذلها مع الوسطاء الآخرين سواء قطر أو الولايات المتحدة، قد نجحت أكثر من مرة فى الوصول إلى شبه اتفاق نهائى على جميع البنود المتعلقة بالهدنة فى غزة والحصول على موافقة حماس عليها، إلا أن نتنياهو كان يتدخل بصفة شخصية لإفشال هذه الجهود وفرض شروط جديدة لم تكن فى الحسبان، وبالتالى يتم الوصول إلى طريق مسدود، والأمر الغريب، أن نتنياهو سبق أن رفض المقترحات، التى أعلنها الرئيس الأمريكى «بايدن» فى يونيو الماضى، رغم أنها كانت فى مضمونها مقترحات إسرائيلية.
 
< وهل رئيس الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بنيامين نتنياهو وائتلاف حكومته جادون فى التوصل إلى هدنة؟ وما تقييمك لتمسك إسرائيل بالبقاء فى محور فيلاديلفيا بقطاع غزة؟ وما رؤيتك لتداعيات هذا الأمر على علاقات إسرائيل مع مصر؟
- من الواضح تماما أن رئيس الوزراء الإسرائيلى وحكومته المتطرفة، ليس فى أجندتهم موضوع الهدنة، بل يمكن القول إنه ليس فى أولوياتهم الإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس وفصائل المقاومة، وأعتقد أن القصف الإسرائيلى العشوائى لكل مكان فى غزة، يؤكد أن مسألة حياة هؤلاء الأسرى، لا تعنى هذه الحكومة، رغم جميع الأصوات والمظاهرات الداخلية التى تطالب بإنجاز الصفقة.
وفيما يخص تمسك إسرائيل بالبقاء فى محور صلاح الدين أو فيلاديلفيا، فإنها ساقت العديد من المبررات غير الحقيقية من أجل التمسك بالبقاء فى هذا المحور، الذى يقع كاملا على أراضى فلسطينية، وتدعى إسرائيل زورا وبهتانا. أن وجودها فى هذا المحور من أجل أن تمنع حماس من عمليات التهريب أو من حفر الأنفاق، وهى كلها ذرائع وهمية، حيث أن إسرائيل، تعلم تماما، أن مصر نجحت تماما فى إغلاق جميع الأنفاق، التى كانت موجودة على الحدود بين مصر وقطاع غزة، حيث أن هذه الأنفاق كانت أحد العوامل، التى ساعدت على تنامى الإرهاب فى سيناء لفترة طويلة حتى نجحت مصر فى إغلاقها تماما، وبالتالى تم القضاء على الإرهاب فى هذه المنطقة.
ولاشك أن جميع التطورات، التى شاهدناها منذ العمليات العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة سواء المجازر، التى يتم ارتكابها بصفة يومية أو  احتلال أجزاء كبيرة من القطاع أو التهجير القسرى للسكان، وتحويلهم من لاجئين إلى نازحين واحتلال محور فيلاديلفيا، وتدمير معبر رفح الفلسطينى، كلها أمور أضفت مناخا متوترا على العلاقات المصرية الإسرائيلية، ومن هنا يجب على إسرائيل، أن تعلم أنه إذا كانت راغبة فى إنهاء هذا التوتر، فيجب عليها أن تعيد حساباتها الحالية فى غزة، وتسرع إلى وقف إطلاق النار، والتوصل إلى الهدنة فى أقرب فرصة ممكنة.
 
< وماذا عن اليوم التالى فى غزة؟ البعض تحدث عن إدارة فلسطينية مستقلة لإدارة القطاع بعد انسحاب إسرائيل، بينما تصر تل أبيب وواشنطن على ضرورة أن لا يشمل حكم القطاع فى المستقبل حركة حماس، فيكف ترى ذلك؟
- فى رأيى أن الأزمة الكبيرة فى غزة لم تبدأ بعد، حيث أن الحرب سوف تنتهى آجلا أم عاجلا، ولكن القضية الأهم تتمثل فى طبيعة الترتيبات الخاصة باليوم التالى، وكيف ستكون الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والحياتية، وإعادة الإعمار فى غزة، وهى كلها قضايا معقدة للغاية، تحتاج إلى جهد خارق حتى يعود الاستقرار إلى القطاع.
مازالت هناك مقترحات متعددة قيد البحث والدراسة فيما يتعلق بمن سيتولى مسئولية القطاع بعد انتهاء الحرب، هل الحكومة الفلسطينية الحالية، أم حكومة جديدة، أم لجنة إدارية ذات طبيعة خاصة، ولم يتم التوصل إلى موقف نهائى حتى الآن فى هذا الشأن، وفى نفس الوقت، علينا ألا نسقط الموقف الإسرائيلى من حساباتنا، خاصة أن المعطيات تشير إلى أن احتلال غزة سوف يستمر فترة غير محددة.
وفى نفس السياق هناك محددان رئيسيان فيما يتعلق بمن سوف يحكم القطاع فى اليوم التالى، المحدد الأول ضرورة أن تكون السلطة الفلسطينية الشرعية، هى المسئولة عن هذا الأمر دون غيرها، وهى التى تقوم بترتيب ذلك مع الأطراف الأخرى، أما المحدد الثانى، فهو أن حماس لن تعود إلى حكم القطاع مرة أخرى، وهذا هو الموقف الذى أعلنت عنها قيادات حماس نفسها فى أكثر من مناسبة.
 
< كيف ترى تطورات الأوضاع الميدانية فى لبنان مع التصعيد الإسرائيلى المستمر على الجنوب؟ وهل قرار تل أبيب بالتوغل البرى، كان أفضل خيار لإسرائيل؟
- الحرب الإسرائيلية على لبنان، كانت متوقعة منذ بداية أحداث غزة فى ضوء ما أعلنته إيران وحزب الله من استمرار عملياتهما ضد إسرائيل حتى تتوقف عملياتها فى غزة، وذلك فى إطار ما يعرف بجبهات الإسناد، كما كانت كل التطورات، تشير إلى أن نشوب هذه الحرب، ما هو إلا مسألة وقت، وهو ما تم بالفعل، كما أن عمليات التوغل البرى الإسرائيلى فى جنوب لبنان، تعد جزءا لا يتجزأ من الخطة الإسرائيلية، التى تهدف إلى تدمير القدرات العسكرية لحزب الله، وبما يمهد لإعادة سكان الشمال.
 
< إسرائيل قدمت للولايات المتحدة وثيقة الأسبوع الماضى بشأن شروطها للتوصل إلى حل دبلوماسى لإنهاء الحرب فى لبنان، تتضمن تمتع قواتها الجوية بحرية العمل فى المجال الجوى اللبنانى، والسماح لجيش الاحتلال بالمشاركة فى تنفيذ فعال لضمان عدم إعادة تسليح حزب الله.. فكيف ترى هذه الشروط؟ وهل هى تعجيزية من أجل استمرار العدوان على لبنان؟
- فى رأيى أن الوثيقة التى قدمتها إسرائيل إلى الولايات المتحدة لحل أزمة لبنان دبلوماسيا، تعد وثيقة استسلام، لا يمكن للدولة اللبنانية أو لأى دولة ذات سيادة أن تقبلها، حيث أن جميع بنودها تعنى باختصار سيطرة إسرائيلية مباشرة وغير مباشرة على جنوب لبنان، وهو الأمر المرفوض تماما، ولن تنجح أى جهود أمريكية أو غيرها لتمرير هذه الوثيقة، التى تتناقض تماما مع قرار مجلس الأمن رقم 1701.
 
< وفيما يخص مستقبل حزب الله اللبنانى، كيف تراه فى أعقاب اغتيال حسن نصر الله؟ وهل نحن أمام واقع جديد قد يؤدى إلى تقليص دور الحزب سياسيا وعسكريا فى لبنان؟
- مستقبل حزب الله مهما تأثرت قدراته العسكرية، يعد أمرا يخضع لرؤية الدولة اللبنانية وطبيعة الحراك الداخلى فى هذه الدولة الشقيقة، وليس من حق أى طرف آخر على المستويين الإقليمى والدولى، أن يحدد مستقبل حزب، يعتبر أحد مكونات النظام السياسى اللبنانى.
 
< وما مستقبل الوضع السياسى فى لبنان؟ وهل تجبر الحرب الإسرائيلية ساسة لبنان على التوافق لانتخاب رئيس بعد سنوات من الفراغ الرئاسى؟
لاشك أن جميع التطورات المتلاحقة، التى تشهدها الساحة اللبنانية، تفرض على القيادات والمؤسسات المختلفة، أن تسرع بانتخاب رئيس جديد للبلاد، فليس من المنطقى أن تكون الدولة اللبنانية دون رئيس فى ظل هذه العمليات والاستهدافات والمخاطر، بل والأطماع التى تتعرض لها، والسؤال هنا ماذا تنظر لبنان أكثر من ذلك حتى تنتخب رئيسا جديدا؟!.
 
< وكيف ترى تداعيات ما يحدث فى لبنان وغزة على المنطقة؟ وسيناريوهات الأيام المقبلة فى حال فشلت كل الجهود للتوصل إلى تهدئة؟
- جميع التطورات، التى تشهدها المنطقة بصفة عامة وخاصة فى غزة ولبنان، يمكن أن تقود المنطقة إلى صراع موسع وانفجار غير محسوب، وهو الأمر الذى حذرت منه القيادة السياسية المصرية مرارا منذ عملية الطوفان، ومن ثم فإن المنطقة مازالت على شفا حفرة من النار، تكاد أن تقع فيها بكل تداعياتها السلبية، ولذا تظل كل السيناريوهات مفتوحة، بل وتتحرك فى اتجاه التصعيد، وليس التهدئة .
وبالرغم من هذه التطورات المعقدة، فإنه مازالت هناك إمكانية لوقف تدحرج كرة الثلج، لكن ذلك يرتبط أساسا بالتوصل إلى وقف إطلاق النار فى غزة ولبنان، وهذه هى المسئولية، التى تقع على الأطراف الفاعلة وأهمها الولايات المتحدة، أما دون ذلك، فإن المنطقة ستكون مقبلة على مرحلة لم تشهدها من قبل.
 
< وإلى أين تقود سياسات نتنياهو العشوائية إسرائيل؟ وما مستقبله السياسى بعد وقف الحرب؟
- السياسات التى ينتهجها نتنياهو فى قطاع غزة والضفة الغربية والقدس ولبنان وسوريا وغيرها، هى انعكاس لموقف الائتلاف الحاكم المتطرف، الذى أسقط من أجندته عملية السلام تماما، وللأسف، فإن شعبية نتنياهو تتزايد فى ظل هذه السياسات العدائية، التى ينفذها فى المنطقة، وهو الأمر الذى يجب أن نقف عنده كثيرا، ونبحث فى أسباب توجه المجتمع الإسرائيلى نحو اليمين، بل واليمين المتطرف.
 
< وما تقييمك لموقف المنظومة الدولية، لاسيما مجلس الأمن، فى ظل فشله لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة ووقف الحرب على لبنان؟ 
- ليس هناك أى مجال للشك فى أن التطورات الأخيرة سواء فى قطاع غزة أو لبنان، كانت ظاهرة كاشفة للعجز، الذى تعانى منه المنظومة الدولية، التى أصبحت تتعامل مع هذه الكوارث الإنسانية والسياسات الإسرائيلية العدائية من خلال بيانات التعاطف تارة، والشجب والإدانة والمناشدة والقرارات الشكلية غير قابلة للتنفيذ تارة أخرى، الأمر الذى يؤكد أنه قد آن الأوان لإدخال التعديلات اللازمة على مهام واختصاصات هذه المنظومة الدولية، حتى تكون قادرة على الحفاظ على الأمن والسلم العالمى، وتلك هى مهمتهم الرئيسية، التى أصبحت للأسف خارج نطاق قدراتهم.
 
< وكيف ترى الدور الأمريكى فى ظل الانتقادات الموجهة إليه بسبب التناقض الواسع فى سياسته اتجاه الحرب على غزة ولبنان؟
- الولايات المتحدة، ضربت أروع الأمثلة فى مدى تبنيها لسياسات المعايير المزدوجة، والتحيز الأعمى لصالح إسرائيل، بل أن الدور الأمريكى، تراجع كثيرا فى المنطقة، ولم يصبح هو الدور المؤثر فى حل قضايا المنطقة والحفاظ على المصالح الأمريكية، وهى كلها أخطاء، أتمنى أن تعالجها الإدارة الأمريكية الجديدة سواء ديمقراطية كانت أم جمهورية.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق