الصحف الغربية تسلط الضوء على قمة بريكس: تحدي الهيمنة الغربية وتوسيع التحالف العالمي

الأربعاء، 23 أكتوبر 2024 02:50 م
الصحف الغربية تسلط الضوء على قمة بريكس: تحدي الهيمنة الغربية وتوسيع التحالف العالمي
قمة بريكس

استضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وغيرهم من زعماء العالم في قمة مجموعة بريكس، كجزء من جهود الكتلة لتحدي النفوذ العالمي الغربية وكسر سيطرة الدولار الأمريكي على الأسواق العالمية.
 
ووفقا لوكالة اسوشيتد برس، في حديثه في بداية اجتماع مجموعة البريكس يوم الأربعاء، أشار بوتين إلى تعميق التعاون في القطاع المالي كجزء من أجندته. وقال إن المشاركين من المقرر أيضًا مناقشة مجموعة من القضايا الدولية بما في ذلك تسوية النزاعات الإقليمية، جنبًا إلى جنب مع توسيع مجموعة دول البريكس، وقال: "إن استراتيجية مجموعة البريكس على الساحة العالمية تتوافق مع مساعي الجزء الرئيسي من المجتمع العالمي، ما يسمى بالأغلبية العالمية".
 
توسع التحالف الذي ضم في البداية البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا ليشمل مصر وايران وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. كما تقدمت تركيا وأذربيجان وماليزيا رسميًا بطلبات للانضمام، وأعربت عدة دول أخرى عن اهتمامها بالانضمام.
 
وعلقت شبكة سي إن إن، على انضمام مصر للتحالف قائلة انه اصبح يتمتع بنفوذ إضافي بعد انضمام مصر والإمارات العربية المتحدة وإيران وإثيوبيا في يناير الماضي حيث أصبحت العضوية في التحالف فرصة جذابة للدول التي تسعى لتعزيز التجارة والاستثمار والتنمية الاقتصادية.
 
وقال الباحث في الشؤون الأمن الروسي والأوراسي بمعهد الخدمات المتحدة الملكي البريطاني كالوم فريزر، إن توسع تحالف بريكس مهم وعملي، وهو دليل على تحول جوهري داخل النظام العالمي.
 
يحضر القمة التي استمرت ثلاثة أيام في مدينة قازان 36 دولة، مما سلط الضوء على فشل الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لعزل روسيا بسبب حرب أوكرانيا، ووصف الكرملين القمة بأنها "أكبر حدث للسياسة الخارجية يعقد على الإطلاق" من قبل روسيا، وقال الكرملين ان مجموعة البريكس بمثابة قوة موازنة للنظام العالمي الذي يهيمن عليه الغرب وضاعف جهوده لمغازلة دول الجنوب العالمي بعد إرسال قوات إلى أوكرانيا في فبراير 2022.
 
دفعت روسيا على وجه التحديد لإنشاء نظام دفع جديد من شأنه أن يوفر بديلاً لشبكة الرسائل المصرفية العالمية SWIFT ويسمح لموسكو بالتهرب من العقوبات الغربية والتجارة مع الشركاء.
 
وقالت مجلة فورين بوليسي ان قمة بريكس تسعى إلى التوصل لحلول لتسوية حربي أوكرانيا وغزة، حيث تخطط الصين والبرازيل لاستخدام القمة للترويج لمقترح السلام المشترك المكون من ست نقاط حيث قدماه في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي والذي يعارضه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
 
وبالنسبة لحرب غزة، انتقدت الصين وروسيا تصرفات إسرائيل في جنوب لبنان وقطاع غزة ودعتا إلى وقف إطلاق النار، ورأت المجلة أن روسيا تأمل أن تستخدم قمة بريكس لتحدي النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة والجهود الغربية لعزل موسكو بسبب حربها ضد أوكرانيا.
 
وقالت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يأمل من خلال استضافة قمة البريكس، أن يتفوق التحالف العالمي الجديد على الغرب أو جعله كثقل موازن له، وقال ألكسندر جابوف، مدير مركز كارنيجي روسيا أوراسيا في برلين: " تدور قمة هذا العام حول رد بوتين على الضربات الغربية الأخيرة" وأضاف:" أن مجموعة بريكس هي الهيكل الأكثر قوة وتمثيلاً لهذا النظام العالمي الجديد".
 
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية ان قمة بريكس في قازان تؤكد ان موسكو ابعد ما تكون عن العزلة التي يسعى الغرب لفرضها عليها، وأشارت الصحيفة - في مقال للكاتب باتريك وينتور - إلى أن القمة التي يشارك فيها 36 من قادة وزعماء العالم ومن المقرر أن تستمر حتى الخميس، نجحت في اجتذاب أنظار العالم من جديد نحو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موضحة أن هذا الزخم الذي اكتستبه تلك القمة يثبت أن موسكو مازالت تحظى باهتمام دولي.
 
 أحد أهم أهداف القمة تسريع وتيرة استخدام العملات المحلية بين الدول الأعضاء في بريكس والاستغناء عن التعامل بالدولار الأمريكي في محاولة للتخفيف من قدرة الولايات المتحدة على استخدام سلاح العقوبات الاقتصادية من أجل فرض إرادتها السياسية على الدول الأخرى.
 
وسلط المقال الضوء على كلمة الرئيس الروسي أمس خلال لقاء مع رئيسة بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة "بريكس" ديلما روسيف التي أكد فيها أن استخدام دول المجموعة للعملات المحلية في تعاملاتها التجارية بدلا من الدولار أو اليورو "سوف يسهم في تحرير التنمية الاقتصادية من الاعتبارات السياسية".
 
وأشار المقال إلى أن روسيا تفخر بأن مجموعة "بريكس" الآن تشكل أكبر تجمع دولي لديه القدرة على لعب دور بارز في نظام عالمي جديد يلوح في الأفق ولفت إلى أن إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن عزمه توجيه كلمة للقمة كما حدث العام الماضي أثار غضب الدول الغربية.
 
ونوه المقال إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينج أشاد خلال حضوره القمة أمس بعلاقة الصداقة الوطيدة بين روسيا والصين.. واصفا الرئيس الروسي بالصديق العزيز وأكد في نفس الوقت أن الساحة الدولية تشهد تطورات متسارعة ومتلاحقة لم تشهدها منذ قرن من الزمان في ظل حالة من الفوضى تسود الموقف الدولي.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق