حالة من الاضطرابات عصفت بجداول الحملات الانتخابية للمرشحين في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، بين دونالد ترامب، وكامالات هاريس، بعد أن تعرضت البلاد لإعصار هيلين، وإعصار ميلتون، مادفع المرشحين لتخصيص وقت يمكنهم من إيجاد إجابات حول جهود التعافي من الإعصارين المدمرين.
ووفقا لوكالة أسوشيتد برس، فرض الإعصارين أسئلة أساسية حول من سيكون أفضل استجابة كرئيس للكوارث الطبيعية القاتلة، وهى قضية تم التغاضى عنها ذات يوم وأصبحت جزءًا روتينيًا بشكل متزايد من الوظيفة، وقبل أسابيع فقط من انتخابات 5 نوفمبر، عطلت العواصف آليات التصويت فى العديد من المقاطعات الرئيسية.
تحاول نائبة الرئيس كامالا هاريس استخدام هذا كفرصة لإظهار القيادة، حيث تظهر إلى جانب الرئيس جو بايدن فى الإحاطات وتدعو إلى التعاون الحزبى، بينما يحاول الرئيس السابق دونالد ترامب استخدام اللحظة لمهاجمة كفاءة الإدارة والتساؤل عما إذا كانت تحجب المساعدة عن المناطق الجمهورية.
كما أن تداعيات الإعصار واضحة فى فعاليات حملة المرشحين، ففى يوم الخميس، جاء أول سؤال تلقته هاريس فى لاس فيجاس من عامل بناء وناخب غير حاسم من تامبا بولاية فلوريدا، حيث سأل عن الحديث عن عدم قيام الإدارة بما يكفى لدعم الناس بعد إعصار هيلين وما إذا كان الأشخاص المتضررين من إعصار ميلتون سيكون لديهم إمكانية الوصول إلى المساعدة، وفى نفس اليوم، افتتح ترامب خطابه فى نادى ديترويت الاقتصادى بالإشادة بالحكام الجمهوريين فى الولايات المتضررة وانتقد إدارة بايدن-هاريس وقال عن المتضررين من هيلين فى نورث كارولينا: "لقد سمحوا لهؤلاء الناس بالمعاناة ظلمًا".
كما تسببت العواصف فى إرباك عملية التصويت فى بعض الأماكن، فقد أقر مجلس انتخابات ولاية نورث كارولينا قرارًا لمساعدة الأشخاص فى المقاطعات المتضررة فى الولاية على التصويت، وستسمح فلوريدا لبعض المقاطعات بمرونة أكبر فى توزيع بطاقات الاقتراع بالبريد وتغيير مواقع الاقتراع للتصويت الشخصي، لكن قاضيًا فيدراليًا فى جورجيا قال يوم الخميس أن الولاية لا تحتاج إلى إعادة فتح تسجيل الناخبين على الرغم من الاضطرابات التى أحدثتها هيلين.
وتواجه الانتخابات الأمريكية في ولاية كارولينا الشمالية تحديات كبيرة بسبب إعصار هيلين، الذي ضرب الولاية في وقت حساس قبيل الانتخابات الرئاسية لعام 2024. تأثيرات الإعصار لم تقتصر فقط على الخسائر البشرية والمادية، بل امتدت لتعطيل العملية الانتخابية في واحدة من أهم الولايات المتأرجحة في السباق الرئاسي.
وتسبب الإعصار، الذي وصل إلى فئة 4، في فيضانات هائلة ودمار واسع للبنية التحتية في العديد من المدن والبلدات، حيث أغلقت الطرق الرئيسية، وانقطعت الكهرباء عن مئات الآلاف من المنازل والمرافق العامة، بما في ذلك مراكز الاقتراع. هذه الأضرار جعلت من الصعب على المواطنين الوصول إلى مراكز التصويت، وأثرت على قدرة السلطات الانتخابية على تنظيم العملية بشكل سلس.
وتجد الهيئات الانتخابية في كارولينا الشمالية نفسها أمام مهمة صعبة، مع اقتراب مواعيد التسجيل للتصويت المبكر، تضاعفت التحديات لإعادة فتح مراكز الاقتراع المتضررة وتجهيز بدائل للمواطنين المتضررين. كما تواجه السلطات صعوبات في توزيع بطاقات الاقتراع البريدية للناخبين الذين أُجبروا على مغادرة منازلهم بسبب الإعصار.
يأتي هذا الإعصار في وقت حاسم للحملات الانتخابية، حيث تسعى كل من الحملتين الجمهورية والديمقراطية إلى كسب أصوات الناخبين في ولاية تعتبر مفتاح الفوز في الانتخابات، ومع تعطل الحياة اليومية في أجزاء كبيرة من الولاية، بات من الصعب على الحملات الانتخابية حشد الناخبين أو الوصول إليهم، يُتوقع أن يؤدي الإعصار إلى انخفاض نسبة المشاركة الانتخابية في المناطق المتضررة، وهو ما قد يؤثر على نتائج الانتخابات بشكل كبير.
وتسعى الجهات الحكومية جاهدة لتقديم الدعم، حيث يتم التنسيق مع الوكالات الفيدرالية والمحلية لإعادة فتح مراكز الاقتراع المتضررة وضمان وصول الناخبين إلى صناديق الاقتراع، سواء عبر التصويت المبكر أو بالبريد. كما يتم التركيز على ضمان سلامة الناخبين والعاملين في الانتخابات في المناطق التي تعرضت للدمار الشديد.