انتهاكات إسرائيل مستمرة .. 600 شهيد بجباليا خلال أسبوعين وتحذير أممى من استحالة الحياة للمدنيين
الثلاثاء، 22 أكتوبر 2024 01:21 م
مازالت المأساة قائمة في غزة، والانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال متواصلة، في ضوء استهداف ممنهج للمدنيين من سكان القطاع، عبر القصف المتواتر للمنشآت المدنية، سواء المربعات السكنية، أو مخيمات الإيواء والنازحين، مرورا بالمستشفيات والمدارس، وحتى دور العبادة، في الوقت الذي يمنع فيه وصول المساعدات الإنسانية لهم، ليصبح أهل القطاع أمام إما الموت أو الرحيل.
ففي مدينة رفح، استشهد فلسطينيين وأصيب آخرين في تفجير نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط جمعية السلامة بمشروع بيت لاهيا شمال غزة، بينما سقط ثلاثة شهداء وعدة جرحى إثر قصف استهدف مركز إيواء في مدينة بيت حانون شمال القطاع، في حين واصلت القوات الإسرائيلية الحصار على جباليا، حيث شنت قصفا بالمدفعية، أدى إلى استشهاد 10 أشخاص وإصابة 30 آخرين.
ووفقًا لما أفاد به الدفاع المدني، فقد ارتقى أكثر من 600 شهيد منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على مخيم جباليا في السادس من أكتوبر الجاري، بينما ما زال العشرات تحت الأنقاض وعلى الطرقات، بينما أحرقت قوات الاحتلال مدرسة جديدة في جباليا، ليصل عدد المدارس التي أضرم الجيش الإسرائيلي فيها النيران خلال اليومين الماضيين إلى 3 مدارس.
ومن جانبها، حذر مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، من احتمال أن تؤدي هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي والقيود التي تفرضها والتهجير القسري الذي تمارسه شمالي قطاع غزة، إلى "إنهاء الوجود الفلسطيني في تلك المنطقة".
وأوضح المكتب - في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية الاثنين- أن الهجمات التي تشنها إسرائيل في شمال غزة، مروعة.
وأضاف أن الحياة أصبحت "مستحيلة" بالنسبة للمدنيين المحاصرين في شمال غزة، وأن الكثير من السكان على حافة المجاعة بسبب النزوح القسري المتكرر، والقيود الشديدة المفروضة على الوصول إلى إمدادات المساعدات الإنسانية الأساسية.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال تواصل قصف المنطقة ومهاجمتها بوحشية، لا سيما مخيم جباليا للاجئين وما حوله.
وأكد البيان قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بتجريد العديد من المواطنين من ممتلكاتهم قبل حلول فصل الشتاء وتدمير المنازل والمدارس التي تُستخدم كملاجئ.
بينما أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، أن السلطات الإسرائيلية تواصل منع البعثات الإنسانية المحملة بالإمدادات الضرورية من دواء وغذاء من الوصول للسكان المحاصرين في شمال قطاع غزة.
وقال لازاريني، حسبما ذكرت قناة (فرنسا 24) الإخبارية اليوم الاثنين، إن المستشفيات تعرضت للقصفت وتعاني من انقطاع التيار الكهربائي، كما أن المصابين لا يجدون الرعاية اللازمة.. مضيفا أن الملاجئ المتبقية التابعة للوكالة باتت مكتظة للغاية.
وشدد المفوض الأممي على ضرورة السماح للوكالات الإنسانية، بما في ذلك الأونروا، بالوصول إلى شمال غزة، وقال إن منع إيصال المساعدات الإنسانية واستخدامها كسلاح لتحقيق أهداف عسكرية "يعد دليلا على تدني البوصلة الأخلاقية."
وأكد أهمية إيصال المساعدات لكل من يحتاج إليها في غزة من المدنيين والأطفال والرهائن؛ منوها بأن وقفا لإطلاق النار هو البداية لوضع نهاية لهذا "الكابوس" المتواصل.
وعلى الصعيد السياسي، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلونى دعم بلادها لجهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة ضرورة وصول المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.
وفي الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال حي المصايف في رام الله، واعتقلت مواطنا، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت، كما اقتحم الجيش بلدة سلواد شرق رام الله، ومخيم العروب، حيث داهموا العديد من المنازل، واعتقلوا العديد من الشبان واعتدوا على آخرين، بينما تم الحاق أضرار بمحتويات بعض المنازل.
وفي سياق آخر، أظهرت استطلاعات، أجرتها وسائل إعلام، معارضة غالبية المواطنين في ألمانيا توجهات الحكومة بالالتزام بإرسال المزيد من الأسلحة إلى إسرائيل، وذلك على خلفية الانتهاكات المرتكبة في قطاع غزة، والضفة الغربية، ولبنان وغيرهم، حيث أظهرت أن 60 بالمئة من المشاركين يرفضون تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، في حين أن 31 بالمئة يدعمون ذلك، بينما لم يقرر 9 بالمئة موقفهم.