مصر في قلب بريكس.. خبراء: خطوات جديدة نحو تعزيز التعاون الدولى والتنمية المشتركة
الثلاثاء، 22 أكتوبر 2024 12:18 مهبة جعفر
جاء انضمام مصر لتجمع البريكس لتكن بمثابة قوة جديدة تضاف لقوة دول التجمع خاصة إن مصر تتمتع بثقل اقليم وسياسي فى وسط الدول العربية وحتى تكن صوتا أقوى وتمثيلًا أكبر للاقتصادات الناشئة فى إدارة القضايا العالمية من خلال تطوير المؤسسات المالية الدولية، فتجمع "البريكس" منصة مهمة للتكامل الإقليمي بين أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وخلق فرص استثمارية وتنموية وتجارية جديدة، لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والنمو والتنمية للدول الاعضاء
ويشارك اليوم الثلاثاء، الرئيس عبد الفتاح السيسي فى قمة تجمع دول "بريكس"، المنعقدة بمدينة "قازان"، وهي القمة التي تشهد - للمرة الأولى - مشاركة مصر كعضو في التجمع، منذ انضمامها رسمياً له مطلع العام الجاري، وتستمر القمة حتى 24 أكتوبر الجاري بكازان الروسية، وتبحث سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية والتعاون بين دول التجمع فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية.
كما يناقش الزعماء تطورات القضايا الإقليمية والدولية وخاصة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وقضايا دول الجنوب النامي والتنمية المستدامة وأمن الطاقة، وتعد قضية "البريكس ودول الجنوب: بناء مشترك لعالم أفضل" الموضوع الرئيسي لقمة البريكس حيث سيركز الزعماء المشاركون بالقمة على سبل تعزيز التفاعل بين دول الجنوب وتفعيل دورها في صياغة القرارات على الساحة الدولية، كما يتضمن جدول أعمال القمة بحث قضية إصلاح نظام التمويل الدولي وتعزيز دور دول البريكس في ذلك الصدد وتوسيع نظام تسوية المعاملات التجارية بالعملات المحلية.
علق الدكتور مصطفى أبو زيد، مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية، على مشاركة مصر بقمة البريكس لأول مرة قائلا:"تأتى هذه القمة وسط تحديات اقتصادية نتيجة تداعيات الصراع فى منطقة الشرق الاوسط الى جانب تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية حيث تعقد تلك القمة وسط عدم استقرار الاقتصاد العالمى نتيجة اضطراب سلاسل الامداد وعدم استقرار اسعار الطاقة الى جانب مواجهة معدل التضخم والتى تحاول البنوك المركرية ان تضعه فى نطاق المستهدف ورغم ان بعض البنوك المركزية حققت تقدما فى وضع معدل التضخم على مسار الانخفاض الا انه انخفاض حذر من الممكن معادوة الارتفاع مرة اخرى نظرا لحدوث اى تطور يؤثر على اسعار الطاقة والغذاء بساهم فى ارتفاع معدل التضخم ولهذا البنوك المركزية تتعامل بحذر مع مسلة اتخاذ قرار الخفض فى اسعار الفائدة.
وتابع الخبير الاقتصادي، في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، اعتقد إن عقد قمة البريكس فى غاية الأهمية لتنسيق السياسات النقدية بين الدول الأعضاء ويدل على اهتمام مصر الكبير بتلك القمة بما يمثله الانضمام لمجموعة البريكس من اهمية بالغة للاقتصاد المصرى خاصة ان الدولة المصرية تنتهج سياسة منفتحة على كافة دول العالم اقتصاديا بما ينعكس بالايجاب على مصالح الدولة المصرية والاقتصاد المصرى من بناء اقتصاد قوى تنافسى يتسم بالمرونة فى مواجهة التحديات الاقتصادية والتى باتت متتالية منذ تداعيات جائحة كورونا وتداعيات الحرب الروسية الاوكرانية واخيرا بالحرب فى منطقة الشرق الاوسط..
كما تأتى مشاركة الرئيس السيسى فى قمة مجموعة البريكس فى إطار تدعيم العلاقات السياسية والاقتصادية والسعى المستمر زيادة مساحة البدائل امام الدولة المصرية فى ظل عالم متغير مليئ بالتحديات الاقتصادية والتى يسعى من خلالها الرئيس السيسى لتحقيق اقصى مكاسب ممكنة للدولة المصرية خاصة فى تأمين الاحتياجات الاستراتيجية من السلع الاساسية وعلى رأسها القمح حيث تعتبر روسيا من الموردين الرئيسين للقمح الى جانب مشروع الضبعة النووى الذى تتعاون فيه روسيا مع مصر بالاضافة الى المنطقة الصناعية الروسية فى مجالات السيارات والادوية والكابلات بما يساهم فى زيادة حجم الناتج المحلى للاقتصاد المصرى وبالتالى وجود الرئيس السيسى فى قمة البريكس لضمان تحقيق فوائد اقتصادية للدولة المصرية
قال الدكتور وليد جاب الله عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والإحصاء والتشريع، إنه منذ انضمام مصر لمجموعة "بريكس" ونجد نشاط ملموس من خلال الوحدة التى تم تأسيسها بمجلس الوزراء من أجل التفاعل وتفعيل مبادئ "بريكس".
وأضاف وليد جاب الله، أن المؤسسات التى تم إنشائها فى إطار تجمع بريكس من أهمها رجال الأعمال والمستثمرين هم العنصر الفاعل فى هذه العلاقة، وبالتالى نجد أن الرئيس السيسى تحدث فى كلمته أمام منتدى تجمع بريكس عن أطر تفصيلية لجذب الاستثمار.
ولفتت وليد جاب الله إلى أن كلمة الرئيس السيسى كانت واضحة وتم فيها تحديد القطاعات التى تركز عليها مصر من أجل جذب الاستثمارات من خلال التواصل مع كيانات التكتل ومن ضمنها قطاعات الصناعات التحويلية والطاقة الجديدة والمتجددة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والهيدروجين الأخضر، وغيرها من القطاعات.
وأوضح وليد جاب الله أن عرض مصر فى منتدى بريكس باعتبارها بيئة جاذبة للاستثمار وان لديها اقتصاد تنافسى وتم تعزيز تنافسيته خلال السنوات الماضية من خلال ضخ تريليونات الجنيهات فى البنية التحتية، وتطوير كبير فى التشريعات وحوافز الاستثمار.
وقالت النائب الدكتورة هالة أبو السعد عضو مجلس النواب، وكيل لجنة المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بالبرلمان، إن تواجد مصر ضمن مجموعة البريكس يمكنها من بناء علاقات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية قوية، ويصنع لها درعاً صلباً في مواجهة التحديات والصراعات والأزمات التي يعاني منها العالم في الآونة الأخيرة، وباتت تهدد اقتصاديات كبرى دولياً.
وأكدت أبو السعد، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي المسجلة أمام منتدى أعمال تكتل البريكس، حملت رؤية مصرية جادة لما يشهده العالم من تحديات تتطلب من الجميع التكاتف والتلاحم لتفادي آثار هذه التحديات، وبما يضمن أمن واستقرار الشعوب سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ويسهم أيضا في خلق فرص استثمارية جديدة تضمن تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وأشارت عضو مجلس النواب إلى أن تجمع البريكس يضم نحو أكثر من 40 دولة حول العالم، جميعها ذات نفوذ اقتصادي كبير، وتمتلك ثروات استثمارية ضخمة سواء كانت تجارية أو بشرية أو تقنية وتكنولوجية حديثة أو حتى سياحية، وهو ما يجعل من البريكس فرصة هامة للجميع باستغلال هذه الثروات للدخول في خطط تنموية ضخمة من خلال تحالف عالمي قوي لا يستسلم لأية موجات تضخم أو تحديات قد تواجهه.
وشددت وكيل لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر على أن مصر لا تدخر جهدا في تعزيز أوجه التعاون على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها من القضايا الإقليمية والدولية، والتي تدعم مصالحها ومصالح شعوب القارة الإفريقية التي تعتبر هي بوابتها نحو العالم وبوابة العالم نحوها، وكذلك مصالح الدول الأعضاء معها في التحالف.