أبوسمبل يفتح أبوابه للعالم.. الاستعداد لاستقبال آلاف الزوار في احتفالية تعامد الشمس
الثلاثاء، 22 أكتوبر 2024 10:23 صريهام عاطف
ينتظر عشاق الحضارة المصرية القديمة يوم تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس في قدس أقداس معبده الكبير بمدينة أبوسمبل، في ظاهرة فلكية نادرة الحدوث تتكرر مرتين فقط في العام يومي 22 فبراير و22 أكتوبر ، وقد استعد ت مدينة أبو سمبل لاستقبال الحدث العالمي تمهيدا لاستضافة الآلاف من الأفواج السياحية والزائرين المصريين.
وتابع اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، تلك الاستعدادات حيث قامت الوحدة المحلية للمدينة بقيادة بتكثيف أعمال النظافة العامة ، مع تركيب الأعلام والبانرات داخل الميادين والشوارع الرئيسية، علاوة على رفع كفاءة الطريق الرئيسى من المطار إلى معبدى أبو سمبل بطول 5 كم من تشجير وتطوير وتجميل ودهانات وإنارة.
وكلف محافظ أسوان رؤساء المراكز والمدن بتقديم كافة أوجه الدعم لتسهيل استمرارية 9 فرق فنون شعبية وتراثية تابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة لعروضها على مسارح 10 مواقع ثقافية منتشرة فى جميع أنحاء المحافظة، لتختتم عروضها داخل مدينة أبو سمبل السياحية تواكبا مع الاحتفال بتعامد الشمس .
علي الجانب الاخر استقبلت مدينة أبوسمبل في أقصى جنوب مصر السياح الأجانب بمختلف جنسياتهم الدولية "براً ونهراً وجواً"، عبر الرحلات البرية لطريق "أسوان - أبوسمبل" الدولى قادمة من مدينة أسوان وعبر الرحلات الجوية لمطار أبوسمبل الدولى، بالإضافة إلى رحلات البواخر السياحية فى نهر النيل.
واستعدت منطقة آثار أبوسمبل، للاحتفال بظاهرة "تعامد الشمس" وأرسلت الإدارة العامة للآثار المصرية واليونانية والرومانية بأسوان، برئاسة الدكتور فهمى الأمين، فريقاً متخصصاً فى الترميم الأثرى برئاسة حنان محمد عبد الغنى، مدير ترميم آثار أسوان والنوبة وبمشاركة أعضاء الفريق: آمنة خضرى ونيفين منير زاهر وأحمد حسين ومحمد جمعة، بمتابعة من الأثرى أحمد مسعود، كبير مفتشى آثار معبد أبوسمبل.
وانتهى فريق الترميم الأثرى، من المهمة المكلف بها، ليتزين معبد رمسيس، ويبدو بريقه ولمعانه مرة أخرى ليعود إلى سابق عهده مرة أخرى بعد إزالة الأتربة والأوساخ وإبراز ألوانه ونقوشه على الجدران والتماثيل العملاقة والصغيرة بالمعبدين، وتم وضع اللمسات الأخيرة استعداداً للحدث البارز.
وأكد الدكتور فهمى الأمين، مدير الإدارة العامة للآثار المصرية واليونانية والرومانية بأسوان، أن المنطقة الأثرية أنهت استعداداتها لتعامد الشمس على قدس أقداس معبد أبوسمبل، وهى الظاهرة الفلكية النادرة التى تتكرر مرتين سنوياً 22 أكتوبر و22 فبراير، أن الاستعدادات شملت جهوداً كبيرة بذلها العاملون فى منطقة آثار أبوسمبل والتى شملت الاهتمام بجميع المرافق بالمعبد وتجديدها والعناية بالمسطحات الخضراء لإظهار الشكل الجمالى للزوار، لافتاً إلى أن الاستعدادات لاحتفالية تعامد الشمس شملت، متابعة أعمال الصيانة للأجهزة والبوابات ورفع كفاءة الإضاءة، بجانب تطبيق استراتيجية التحول الرقمى بنجاح من خلال حجز التذاكر عبر شبكات الانترنت، إلى جانب قيام فريق الترميم بمراجعة وتصحيح أى تلف.
يبدأ فتح شباك التذاكر أمام الزوار من الساعة الثالثة صباحا ليبدأ دخول الأفواج السياحية والزوار من الساعة الثالثة والنصف صباحاً، وهو ما يتطلب تنظيم الاصطفاف أمام وداخل المعبد بوضع حواجز خشبية وحبال حاجزة.
برنامج الاحتفال
يبدأ موعد الظاهرة فى تمام الساعة 06:50 صباحاً وتنطلق الاحتفالية بعروض الفلكلور الشعبى من خلال 9 فرق شعبية ويبدأ الحفل فى تمام الساعه 06:30 صباحاً وتستمر لمدة ساعة، لافتاً إلى أنه سوف يتم توفير شاشات عرض كبيرة لعرض الاحتفال والظاهرة بالكامل، مشيراً إلى تجهيز شاشة عملاقة لعرض افلام وثائقية ومقطوعات موسيقية مسجلة خلال الاصطفاف، ثم نقل ظاهرة التعامد مع تجهيز مسرح الصوت والضوء والذى يشهد عروض فرق الفنون الشعبية ليلة التعامد.
وأوضح الأثرى أحمد مسعود، كبير مفتشى آثار معبد أبوسمبل، أن ظاهرة تعامد الشمس بأبوسمبل من الظواهر المكتشفة حديثاً لدى علماء الآثار، ولكن جسدها القدماء المصريون قبل آلاف السنين بمعبد رمسيس الكبير فى مدينة أبوسمبل، وتحدث يومى 22 فبراير و22 أكتوبر فى كل عام، وهما يومان مرتبطان بموسمى الزراعة والحصاد عند القدماء المصريين، أو يومان مهمان لدى الملك، قد يكون أحدهما يوم ميلاده والآخر يوم تتويجه على العرش، كاشفا عن تسلل أشعة الشمس من فوق مياه بحيرة ناصر لواجهة معبد أبوسمبل لتخترق بوابة المعبد، ثم تكمل طريقها فى ممر المعبد من الداخل بطول 60 متراً لتصل إلى منصة قدس الأقداس وتسقط على وجه الملك رمسيس ومنصته ذات التماثيل الأربعة، ويستثنى منهم تمثالاً واحداً لا تتعامد عليه الشمس باعتباره إله الظلام أو العالم السفلى، لافتاً إلى أن منصة قدس الأقداس، تضم تماثيل لأربعة معبودين وهم من اليسار لليمين: "بتاح" إله العالم الآخر وإله منف و"آمون رع" الإله الرئيسى للدولة وقتها ومركز عبادته طيبة و"رع حور أخته" إله هوليوبلس والشمس تتعامد على التماثيل الثلاثة دون "بتاح" إله العالم الآخر "الظلام"، لاعتقاد المصرى القديم بعدم منطقية سقوط أشعة الشمس على العالم السفلى، ولذلك لم يغفل المصرى القديم ببراعته هذا الجانب ومنع الشمس من التمثال الرابع.