وأضافت، إنه تم تحديد الحالة في محافظة عكار في شمال البلاد، مما يمثل أول حالة منذ إعلان انتهاء تفشي المرض في الفترة من أكتوبر 2022 إلى يونيو 2023، وتحقق السلطات في مدى انتشار المرض، وتجمع عينات من مخالطي المريض، وتقيم تلوث المياه المحتمل.
وقال الدكتور عبد الناصر أبو بكر، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان: "لقد دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بشأن خطر ظهور أمراض معدية مثل الكوليرا في لبنان نتيجة لسوء حالة المياه والصرف الصحي وتأثير الصراع الحالي. ويتمثل تركيزنا المباشر الآن في تعزيز المراقبة وظروف الصرف الصحي للمياه لوقف انتقال العدوى ومنع انتشارها".
ويأتي هذا الارتفاع الحالي في أعداد النازحين في وقت يفرض فيه الصراع ضغوطاً على النظام الصحي المثقل بالفعل في لبنان، مما يؤدي إلى تفاقم النزوح، والمساهمة في المزيد من التراجع في خدمات المياه والصرف الصحي والبنية الأساسية، كما أن الملاجئ المكتظة غير مجهزة لاستيعاب العدد المتزايد من النازحين، مما يزيد من مخاطر انتشار الكوليرا.
وتتعاون منظمة الصحة العالمية بشكل وثيق مع وزارة الصحة والشركاء، مستفيدة من الدروس المستفادة من تفشي المرض الأخير في أكتوبر 2022 لاحتواء تفشي المرض ومنع انتشاره.
وكان تفشي المرض في الفترة 2022-2023 هو الأول في لبنان منذ أكثر من 30 عامًا، وكان مدفوعًا بالتدهور الاقتصادي وعدم كفاية الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي، مما أسفر عن 8007 حالة مشتبه بها و671 حالة مؤكدة مختبريًا و23 حالة وفاة.
وفي وقت سابق من شهر أغسطس، أطلقت وزارة الصحة العامة حملة وقائية للتطعيم ضد الكوليرا عن طريق الفم بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومفوضية اللاجئين واليونيسيف وشركاء آخرين، تستهدف 350 ألف شخص يعيشون في مناطق عالية الخطورة. وتهدف الحملة، التي توقفت بسبب تصاعد العنف، إلى تغطية الأفراد الذين تبلغ أعمارهم سنة واحدة وما فوق والذين يقيمون في مناطق عالية الخطورة في 5 من أصل 8 محافظات في لبنان.
واستجابة لاكتشاف الحالة الحالية، قامت منظمة الصحة العالمية على الفور بتفعيل خطة التأهب والاستجابة للكوليرا لتعزيز المراقبة وتتبع المخالطين، بما في ذلك المراقبة البيئية وأخذ عينات من المياه، وتعزيز قدرة الاختبارات المعملية، وتوفير إمدادات الكوليرا ودعم تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها في مرافق مراكز العلاج المخصصة.
وفي الرابع والخامس من أكتوبر، وصلت إلى بيروت شحنة من الإمدادات الصحية الأساسية من منظمة الصحة العالمية لدعم الاستجابة لحالة الطوارئ المستمرة. وتضمنت الشحنة التي تجاوزت 116 طنًا متريًا إمدادات الكوليرا كجزء من خطة الاستعداد والاستجابة.
وستواصل منظمة الصحة العالمية شراء وتخزين الإمدادات الأساسية لمكافحة الكوليرا، بما في ذلك الإمدادات المخبرية.
وفي إطار الجهود الرامية إلى احتواء تفشي المرض، ستبحث منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة إمكانية إدخال لقاحات الكوليرا الفموية في المناطق عالية الخطورة لوقف انتقال المرض في أقرب وقت ممكن.
كما تدعم منظمة الصحة العالمية مركز عمليات الطوارئ الصحية العامة بوزارة الصحة العامة لتنسيق أنشطة الاستجابة على المستويين الوطني ودون الوطني بالتنسيق مع قطاع الصحة، وتشمل أنشطة الاستجابة هذه الحفاظ على الخدمات الصحية الأساسية لضمان عدم انقطاع تقديم الرعاية الصحية مع دعم تحديد الحالات وإدارتها في المرافق الصحية، فضلاً عن تعزيز أنشطة الاتصال بالمخاطر وإشراك المجتمع حتى يصبح الناس على دراية بالأعراض وعوامل الخطر والتدابير الوقائية.
ومن خلال تنفيذ خطة شاملة للتأهب والاستجابة للكوليرا، تهدف منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والشركاء، إلى الحد من انتقال المرض، وتخفيف عبء المرض، وتحسين النتائج الصحية العامة.