«مصر والسعودية».. مصير مشترك وخط استراتيجي واحد
الثلاثاء، 15 أكتوبر 2024 06:45 م
العلاقة المصرية السعودية كانت ولا تزال من أهم وأنجح عناوين التضامن العربي المشترك ونموذج عربي يحتذى به في مجال العلاقات الدولية حيث تجمع القاهرة والرياض شراكات استراتيجية في الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية لتصبح السمة الأساسية لتلك الشراكة هي تطابق الرؤى بين البلدين، من أجل أمن واستقرار المنطقة.
لم تسمح القاهرة، في أي وقت عبر التاريخ، أن تهتز علاقتها مع الرياض، كما يتصور المتربصون، إذ يربط مصر بالمملكة العربية السعودية مصير مشترك وخط استراتيجي واحد، ورغم الحدود الجغرافية التي تفصل بين البلدين إلا أنها على أرض الواقع لا توجد حدود بين الشقيقتين.
ورغم هذه العلاقة الممتدة بين القاهرة والرياض، إلا أنها عبر التاريخ تزايدت في السنوات الأخيرة، على المستوى السياسي الشعبي، فمن الناحية السياسية كان التنسيق الكامل والتشاور الدائم وهو السمة المميزة للعلاقات بين البلدين بهدف مواجهة كافة قضايا المنطقة وأزماتها، وعلى المستوى الشعبي هناك قناعة راسخة بين الشعبين السعودي والمصري بأن البلدين مترابطان.
مواقف السعودية مع مصر مشرفة، والرياض كانت يداً بيد مع القاهرة في معركتها ضد الإرهاب بعد 30 يونيو 2013، وهذا التعاون والتنسيق حال دون سرقة الهوية المصرية من قبل جماعة الإخوان الإرهابية، كما كان السعوديون أول من دعموا مصر في حربها ضد الإرهاب، وأعلنوا ذلك أمام المحافل الدولية، رافضين المساس بمصر ومعتبرين إياها جزءا لا يتجزأ من أمن المملكة.
لم يتوقف دعم المملكة العربية السعودية لمصر عبر التاريخ عند مستوى الدعم المادي أو السياسي، بل كان هناك دعم خارجي لا يقل أهمية، لتوضيح وكشف المؤامرات التي تعرضت لها مصر، خاصة أثناء حكم الجماعة الإرهابية، وبعد ثورة 30 يونيو أوضحت السعودية دور الثورة الشعبية في تصحيح مسار دولة بحجم مصر، أرسل الملك عبد الله وزير خارجيته الأمير سعود الفيصل إلى باريس وأعلن من هناك استعداد الدول العربية لتقديم المساعدات لمصر.
لذلك فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يفوت موقفا أو مناسبة إلا وقدم فيها الشكر للمملكة العربية السعودية عرفانا بمواقفها التاريخية التي لا تنسى مع مصر بقيادة حكامها.