تعزيز الاستثمار في المياه.. مؤتمر القاهرة يضع حلولاً لتحديات ندرة المياه

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2024 11:20 ص
تعزيز الاستثمار في المياه.. مؤتمر القاهرة يضع حلولاً لتحديات ندرة المياه
هانم التمساح

في ظل التحديات المتزايدة المتعلقة بندرة المياه وتأثيرها على التنمية المستدامة، انعقد مؤتمر القاهرة لتعزيز الاستثمار في قطاع المياه، حيث جمع مجموعة من الخبراء وصناع القرار لمناقشة الحلول الفعالة لتلك التحديات، يهدف المؤتمر إلى استعراض الابتكارات والتقنيات الحديثة التي يمكن أن تسهم في تحسين إدارة الموارد المائية وتعزيز القدرة على مواجهة ندرة المياه، من خلال تبادل الخبرات وتطوير شراكات استراتيجية، يسعى المؤتمر إلى وضع رؤية شاملة تضمن استدامة الموارد المائية وتلبية احتياجات الأجيال القادمة.
 
وضمن فعاليات أسبوع القاهرة السابع للمياه شارك الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى فى فعاليات "المؤتمر السنوي الخامس حول التمويل والاستثمار فى المياه من أجل خدمات مياه الشرب والصرف الصحي" .
 
وأعرب الدكتور سويلم عن سعادته بالمشاركة فى هذا المؤتمر الهام الذي يُعقد ضمن فعاليات إسبوع القاهرة للمياه للعام الخامس على التوالي ، معربا عن تقديره للإتحاد الأوروبي، والاتحاد من أجل المتوسط، والبنك الأفريقي للتنمية على التزامهم الثابت في تنظيم هذا التجمع المهم عامًا بعد عام .
 
وأضاف الوزير  إن تغير المناخ والزيادة السكانية والتوسع الحضري السريع تمثل تحدى كبير لأنظمة المياه فى العديد من دول أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، حيث تتناقص كمية المياه المتاحة لكل فرد بمعدل مقلق، وهذا الأمر يتفاقم بسبب أنماط هطول الأمطار غير المنتظمة، وزيادة تواتر الأحداث الجوية المتطرفة، والإدارة غير المستدامة لموارد المياه، حيث يواجه الملايين من السكان نتيجة لذلك نقصًا فى خدمات مياه الشرب والصرف الصحي
 
وقال  وزير الري ، إن منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا  تعاني من ندرة كبيرة في المياه ، و أن  تحدي الشُّح المائي تفاقَم بفعل التغيرات المناخية والزيادة السكانية ، مشيراً إلى أن  تلك التحديات تعيق القدرة على ضمان الأمن الغذائي، وتهدّد سبل العيش لتلك المجتمعات .
 
و يرى وزير الري   ضرورة  توحيد الجهود الدولية لوضع حلول (عملية)، تتعامل مع تحديات ندرة المياه ، وقال:  "من الضروري الانتقال من مرحلة السياسات والنقاشات للتطبيق الفعلي، بوضع مقترحات للمشروعات المطلوب تنفيذها على الأرض "، مشيراً إلى  "مشروع إقليمي تبحث  مصرتنفيذَه مع عدد من الدول المجاورة، وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالتركيز على نموذج التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء "،  معتبرا هذا المشروع  إحدى أدوات التعامل مع تحديات المياه مستقبلاً ، موضحاً أن  مصرحقّقت نجاحاً كبيراً في مجال معالجة وإعادة استخدام المياه .
 
و ذكر  الوزير، مجموعة من الإجراءات لترشيد إدارة الموارد المائية المصرية، وشدّد خلال جلسة  "افتتاح مسار منظمة الأغذية والزراعة  "الفاو" ، الاثنين، على ضرورة  "ترشيد استخدام الموارد المائية، والانتقال من ممارسات الري التقليدية، إلى أنظمة الري الذكية لتعزيز الإنتاجية الزراعية، مع تطبيق الترابط بين المياه والغذاء والطاقة، لضمان فاعلية واستدامة تلك التدابير، في إدارة الموارد المائية  .
ودعا إلى ضرورة  التركيز على الابتكارات والتكنولوجيا في تسريع إجراءات مواجهة ندرة المياه ، مشيراً إلى أنها  تقدّم حلولاً، مثل معالجة وإعادة استخدام المياه، وتحلية المياه، والاعتماد على المحاصيل المقاوِمة للجفاف .
 
ومن بين الأمثلة الأكثر حدة على ندرة المياه وعدم المساواة هي الوضع في فلسطين، التي تواجه أزمة شديدة في ندرة المياه، والتى تفاقمت بفعل عوامل سياسية واقتصادية وبيئية، حيث زادت إجراءات إسرائيل بما في ذلك قطع المياه والكهرباء وقصف البنية التحتية وتقييد وصول المساعدات من تفاقم الوضع، مما حول أزمة المياه المتفاقمة بالفعل إلى حالة طوارئ تهدد الحياة .
 
وتشهد القاهرة نقاشات موسّعة هذا الأسبوع حول تحديات الموارد المائية، خلال فعاليات مؤتمر  "أسبوع القاهرة للمياه "، الذي انطلقت نسخته السابعة، الأحد، لمدة 5 أيام، بحضور ممثلين لنحو 30 منظمة دولية وإقليمية متخصصة في مجال المياه، وبالتزامن يُعقد المؤتمر التاسع لـ "أسبوع المياه الأفريقي "، الذى تنظّمه وزارة الري بشكل سنوي منذ 2018، بمشاركة متخصصين دوليين في مجال المياه، وممثّلين للمنظمات الدولية المعنية بالمياه، ويناقش أبرز التحديات التي تواجه الموارد المائية في مصر وأفريقيا والعالم .
 
من جهتها  تعمل الحكومة على التوسع في مشروعات إعادة استخدام المياه، لمواجهة تحدي ندرة المياه، وقبل أشهر افتتح الرئيس   عبد الفتاح السيسي محطة معالجة مياه  "مصرف بحر البقر" .
 
يذكر أن هذا المنتدى أصبح منصة رئيسية لتعزيز الحوار والاستثمار والتعاون في قطاع المياه، حيث يجمع المعنيين من جميع أنحاء العالم لاستكشاف حلول مبتكرة لتحديات المياه ، وإن النجاح المستمر لهذا الحدث هو دليل على الإرادة السياسية القوية والرؤية والشراكة بين مختلف المؤسسات فى تحقيق إدارة المياه المستدامة والاستثمار في قطاع المياه، خاصة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، التي تواجه بعض أعلى مستويات ندرة المياه في العالم. 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق