يبدأ مسار الزائر للمتحف المصري الكبير الذى تبلغ مساحته 117 فدانًا، بالدخول من طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي إلى ساحة الدخول الرئيسية وهي ميدان المسلة المصرية بمساحة 27 ألف متر مربع، وتكون أول قطعة أثرية موجود أمام البوابة الرئيسية للمتحف مسلة الملك رمسيس الثانى، أول مسلة معلقة عبر التاريخ، إذ تظهر خرطوش الملك رمسيس الثانى أمام الناس لأول مرة منذ آلاف السنين، والتى تظهر براعة المصرى القديم فى تصميم ونحت الآثار القديمة.
وفى الجولة التى اصطحبنا بها الدكتور عيسى زيدان المدير التنفيذى لنقل وترميم الآثار بالمتحف المصرى الكبير، تحدث من الناحية الأثرية وآليات تنفيذ المسلة بهذا الشكل المعلق، وقال: إنه بعد معاينة المهندس اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على المتحف الكبير، لمسلة الملك رمسيس الثانى التى أحضرناها من منطقة صان الحجر، رأى أنه فى أسفل بدن المسلة خرطوش للملك رمسيس الثانى، ومع إجراء النقاش مع الأثريين وأهل العلم بالمتحف، حيث اقترح اللواء عاطف بأن يظهر ذلك الخرطوش، وبالفعل ظل يصمم حتى يستطيع الزوار أن يشاهدوا الخرطوش الذى ظل فى باطن المسلة 3500 سنة، وخرج بتصميم علمى محكم حتى تصبح أول مسلة معلقة على مستوى العالم، فى بانوراما عرض مبهر للغاية، وبانوراما تخطف الأبصار.
وأضاف "زيدان"، وبمناقشة آليات رفع المسلة، التى تبلغ وزنها 110 أطنان، أوضح للمهندس اللواء عاطف مفتاح أنه سيصمم قاعدة تزن 300 طن، بحيث تبقى على مدار العقود المقبلة معلقة فى مكانها، كما أحاط القعدة الرئيسية بخندق، بحيث لا تتأثر بعوامل خارجية مثل الزلازل حال حدوثها، حتى لا تصل الاهتزازات لجسم المسلة، مشيرًا إلى أن الدراسة لتصميم القعدة استغرق 6 أشهر، فالأمر لم يكن سهلًا وخصوصًا أنها أول مرة تنفذ على مستوى العالم، وتم تجميع وترميم المسلة لتصبح وحدة واحدة من خلال مرممى المتحف الكبير، بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، لتصبح المسلة مرفوعة على 4 أعمدة محفور عليها اسم مصر بجميع لغات العالم ترحيبًا بالزائرين.