الاحتلال يسعى لتفريغ منطقة قطاع غزة.. جرائم إسرائيل تحتاج لرد فعل قوى من المجتمع الدولى

الخميس، 10 أكتوبر 2024 11:52 ص
الاحتلال يسعى لتفريغ منطقة قطاع غزة.. جرائم إسرائيل تحتاج لرد فعل قوى من المجتمع الدولى

تسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي منذ نشأتها إلى تفنيذ مخططاتها الاستراتيجية تجاه قطاع غزة، والمستوطنات، والتي تتمثل في محاولة تفريغ المنطقة من سكانها عبر سلسلة من الاعتداءات العسكرية المتكررة، وتدمير البنية التحتية، وتشديد الحصار الاقتصادي.
 
الهدف الواضح لهذه السياسة هو إضعاف القدرة على الصمود وفرض واقع ديموغرافي جديد يخدم مصالح الاحتلال، وهذه الجرائم المستمرة تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، مما يتطلب رد فعل حاسم وقوي من المجتمع الدولي لإيقاف هذه الانتهاكات وإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني.
 
 
ويكثف الاحتلال الاسرائيلي استهداف المدنيين في غزة من خلال عمليات عسكرية مدمرة، واستهداف المنازل السكنية، والمدارس، والمستشفيات، وحتى البنية التحتية الحيوية، مما يجبر آلاف الأسر على ترك منازلها والنزوح إلى مناطق أكثر أمانًا، التي غالبًا ما تكون غير متوفرة، وعلى مدار سنوات الحصار والاعتداءات، شهدت غزة العديد من الهجمات الدموية التي أسفرت عن مقتل آلاف الفلسطينيين وتشريد عشرات الآلاف.
 
ويفرض جيش الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 2007، يفرض الاحتلال حصارًا محكمًا على قطاع غزة، يشمل قيودًا صارمة على حركة الأفراد والبضائع، مما جعل الحياة شبه مستحيلة في القطاع، من منع إدخال المواد الأساسية مثل الغذاء، الأدوية، والوقود، إلى جانب منع فرص العمل والسفر، تجعل البيئة في غزة غير قابلة للحياة وتدفع الشباب والعائلات إلى البحث عن فرص خارج القطاع، رغم القيود الصارمة المفروضة على الهجرة.
 
ومع كل عدوان إسرائيلي على غزة، تتزايد عمليات الهدم والتدمير الممنهج لمنازل الفلسطينيين، حيث تعرضت آلاف المنازل للتدمير الجزئي أو الكامل، هذا الهدم القسري يُستخدم كأداة لضرب الروح المعنوية للسكان ودفعهم إلى مغادرة مناطقهم.
 
 
ويعد استهداف المدنيين العزل، بما في ذلك الأطفال والنساء، انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف التي تحظر الهجمات على السكان المدنيين، كما يعد القصف المستمر للمدارس والمستشفيات ومرافق الإغاثة الإنسانية، يعد جريمة حرب وفقًا للقانون الدولي، ويؤكد هذا الاستهداف المتعمد للمنشآت المدنية أن سياسة الاحتلال تستهدف بشكل مباشر إضعاف المجتمع الفلسطيني.
 
وفي إطار سعي الاحتلال إلى تغيير الحقائق على الأرض، يستمر في بناء المستوطنات وتوسيعها، خاصة في المناطق المحيطة بغزة، وهذا التوسع الاستيطاني يتوافق مع تهجير الفلسطينيين وتجريف أراضيهم الزراعية، ما يفاقم الأزمة ويؤدي إلى مزيد من النزوح.
 
وعلى الرغم من الفظائع التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين في غزة، لا يزال المجتمع الدولي يتعامل مع هذه الانتهاكات بضعف وعدم اتخاذ إجراءات فعالة لردع الاحتلال، كما أن هناك بعض الدول الكبرى التي تدعم الاحتلال سياسيًا وعسكريًا، ما يعزز شعوره بالإفلات من العقاب، ويبقي هذا الدعم الاحتلال في مأمن من الضغوط الدولية، ويجعله يتمادى في انتهاكاته دون خشية من المساءلة.
 
وعلى الرغم من إصدار تقارير وقرارات من قبل الأمم المتحدة تدين الانتهاكات الإسرائيلية، إلا أن تلك القرارات تظل في الغالب دون تأثير ملموس، وهو مايحتاج إلى أن تلعب محكمة الجنايات الدولية دورًا أكبر في التحقيق في الجرائم الإسرائيلية، بما في ذلك استهداف المدنيين واستخدام الحصار كوسيلة للعقاب الجماعي، كما يجب على المجتمع الدولي التفكير في فرض عقوبات على إسرائيل، كتلك التي تُفرض عادة على الدول التي تنتهك حقوق الإنسان بشكل منهجي، بالإضافة إلى ضرورة فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية من شأنه أن يضع ضغطًا حقيقيًا على الحكومة الإسرائيلية لتغيير سياساتها.
 
كما يتعين على المجتمع الدولي دعم حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير ورفع الحصار عن غزة، ويتطلب هذا تقديم دعم إنساني عاجل لغزة، مع زيادة الضغوط على الاحتلال لوقف عدوانه المستمر، حيث أن استمرار سياسة الاحتلال في تفريغ قطاع غزة من سكانه، فإن النتائج ستكون كارثية على الصعيدين الإنساني والسياسي.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق