حرب لبنان تشتعل.. قصف بلا هوادة على الضاحية ومجزرة فى البقاع وعدد النازحين يتجاوز الـ600 ألف
الخميس، 10 أكتوبر 2024 11:26 ص
قصف بلا هوادة يتعرض له لبنان بأنحائه كافة، فتعرضت منطقتا البقاع الغربى وبعلبك الهرمل لمجزرة ارتكبها الجيش الإسرائيلى، صباح اليوم الخميس، وبلغ عدد شهدات الغارات حتى الآن 6 شهداء وعشرات المصابين.
كما قامت طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي بغارة جوية على بلدتي البرج الشمالي والرمادية في منطقة صور جنوبي لبنان.
وكان الدفاع المدنى اللبنانى قد أعلن اليوم الخميس، عن استشهاد 14 مواطنا وإصابة 10 آخرين جراء غارات إسرائيلية على جنوب لبنان.
فيما قال الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو نفذ ليلة أمس غارات دقيقة استهدفت مخازن ووسائل قتالية في مناطق ببيروت وجنوب لبنان.
وأن الغارات أسفرت عن مقتل أحمد مصطفى علي، المسؤول عن إطلاق الصواريخ من حزب الله باتجاه شمال إسرائيل.
واضاف أن سلاح الجو استهدف قائد منظومة الصواريخ المضادة للدروع بحزب الله في ميس الجبل محمد علي حمدان.
كما أشار الجيش إلى أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت مواقع في القنيطرة بسوريا، ما أدى إلى مقتل أدهم جاحوت، أحد قيادات وحدة "ملف الجولان" التابعة لحزب الله في سوريا.
وعلى الصعيد المقابل ، أطلق حزب الله 360صاروخاً باتجاه الشمال الإسرائيلى خلال 24 ساعة .
ومن جهة أخرى، تواجه فرق الإسعاف صعوبة فى الوصول إلى العديد من المناطق التى تتعرض للقصف ، لإنقاذ الجرحى بسبب تهديد المسييرات التابعة للجيش الإسرائيلى.
ومن جانبه، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة اتصالات دبلوماسية من أجل الضغط على العدو الإسرائيلي للسماح لفرق الإنقاذ والإغاثة بالوصول الى المواقع التي تعرضت للغارات والسماح بنقل الضحايا والجرحى.
وأكد رئيس الحكومة إدانته ما يقوم به العدو الإسرائيلي من انتهاك للقوانين الدولية والأعراف الإنسانيّة المتبعة.
هذا إضافة إلى التوقف القسري لعدد كبير من المستشفيات، لم يبق إلا القليل عند خط النار، ثم تعرضت معظم المستشفيات في المناطق الساخنة لاستهداف المحيط حولها، وفي بعض الأحيان لم يكن الاستهداف يبعد أكثر من 50 متراً عن بعضها، كما هي حال معظم مستشفيات الضاحية وبعض مستشفيات البقاع.
وفي هذا السياق، اتخذت وزارة الصحة قراراً ألزمت بموجبه المستشفيات في المناطق المستهدفة، وتحديداً الضاحية، بالإبقاء على الطوارئ فقط، مع تحويل بقية الحالات إلى مستشفيات أخرى بالتنسيق مع غرفة الطوارئ في وزارة الصحة وذوي المريض، وحتى مرضى غسل الكلى تم نقلهم إلى مستشفيات أخرى بانتظار جلاء الأمور، وهذا ينطبق أيضا على مستشفيَي الرسول الأعظم وبهمن.
فيما يقول نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان، سليمان هارون إن استهداف المراكز الصحية لا خطة بديلة لها ويشير إلى أن المستشفيات في المناطق المستهدفة تستقبل الحالات الطارئة، فيما تعمل المستشفيات الأخرى في المناطق الآمنة بطاقتها القصوى، وإن كان الخوف من أن تزيد هذه الاستهدافات من المستشفيات القاصرة عن تأمين الخدمة الكاملة وزيادة العبء على مستشفيات أخرى، بما يزيد الضغط على الأدوية والمستلزمات.
بينما أكد مدير العناية الطبية في وزارة الصحة، الدكتور جوزيف الحلو، أن عدة مستشفيات في الجنوب خرجت عن الخدمة نتيجة القصف الإسرائيلي.
وأوضح أن القطاع الصحي لا يزال تحت السيطرة، لكنه أعرب عن مخاوفه من تداعيات الضربات الإسرائيلية العشوائية، ودعا إلى تحييد القطاع الطبي عن الحرب حفاظاً على الخدمات الطبية الضرورية في ظل هذه الأوضاع.
وهناك ثلاثة مستشفيات حكومية عند خط المواجهة في جنوب لبنان خرجت كلياً عن الخدمة، واثنان خاصان توقفا جزئياً عن العمل بسبب الاعتداءات الإسرائيلية في محيطهما، ما ألحق أضراراً كبيرة بالأقسام الرئيسية والمعدات الطبية فيهما.
5 مستشفيات دفعة واحدة توقفت عن العمل، مع توسع العدوان إلى حرب لا تميّز بين صرحٍ طبي أو طاقم إسعافي أو موقع عسكري.
وفى هذا السياق يقول المدير العام لمستشفى مرجعيون الحكومي، الدكتور مؤنس كلاكش، الذى تعرض لاستشهاد 7 مسعفين وجرح 5 آخرين عند المدخل الرئيسي للمستشفى، إن الكل تحت نيران القصف ، وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المستشفى للقصف، إذ استهدف محيطه مرتين سابقاً، إلا أنها المرة الأولى التي تحدث فيها الغارة عند المدخل الرئيسي للمستشفى، وهو ما دفع الأخير الى اتخاذ قرار الإخلاء، إضافة إلى الذعر بين الممرضين والأطباء، وهؤلاء الأخيرون قل عددهم كثيراً بعدما نزحوا مع عائلاتهم.
وبعد مستشفى مرجعيون، أعلن مستشفى ميس الجبل الحكومي توقفه أيضاً عن العمل مع اشتداد الحصار على القرى الحدودية الأمامية وقطع الطرق وخطوط الإمداد وصعوبة وصول الطواقم الطبية والتمريضية والإدارية، وانقطاع الكهرباء والمازوت والأدوية والمستلزمات الطبية والغذاء والمياه، وسبق هذين المستشفيين تعطل الخدمات في مستشفى بنت جبيل الحكومي أيضاً، كما انضم مستشفى الشهيد صلاح غندور إلى المستشفيات المتضررة عقب استهدافها من قبل العدو الإسرائيلي، حيث عملت فرق الصليب الأحمر على إجلاء جرحى الإعنداء إلى مستشفى تبنين الحكومي.
وتعد الإشكالية الأهم لهذا المستشفى وغيره هي عملية التنقل الخارجي، حركة سيارات الإسعاف من المستشفى وإليه أصبحت محدودة جداً، ما يؤثر على عملية نقل الجرحى.
وفي البقاع، أعلن مستشفى المرتضى في بعلبك أخيراً خروجه المؤقت عن الخدمة بسبب الأضرار التي لحقت به، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مركز سانت تيريز الطبي الذي خرج أيضاً بشكل مؤقت عن العمل بعدما استهدفت الغارات على محيطه "مبنى المركز الطبي فيه وكل المعدات والتجهيزات الطبية المتطورة في قسم الأشعة وغرف العمليات".
على صعيد الأزمات الإنسانية المترتبة على الحرب، يواجه لبنان كارثة الأعداد الهائلة من النازحين؛ فقد بلغ عدد النازحين حتى الآن 600 ألف شخص، وفق ما حذّر مسؤولون في الأمم المتحدة.
وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، "يواجه لبنان صراعا وأزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية"، معربة عن "أملها في أن تكون إسرائيل الآن مستعدة لدعم الدعوات العديدة لوقف التصعيد".
وأضاف المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان عمران رضا إن البلد يواجه "واحدة من أكثر الفترات دموية" في تاريخه الحديث، مشيرا إلى أن 600 ألف شخص نزحوا داخليا، أكثر من 350 ألف منهم أطفال، مضيفا : "حتى الحروب لها قواعد".
من جهته، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون: "نحن لا نستهدف المدنيين. لكن في الوقت نفسه، إذا رصدنا نشاطات لحزب الله أو نية لإطلاق صواريخ على إسرائيل، فسنفعل ما ستفعله أي دولة أخرى حيال ذلك".