لبنان تحت الحرب.. غارات مكثفة على الضاحية والجنوب والبقاع.. ضربة قرب قلعة بعلبك تهدد الآثار الرومانية.. أطماع العدو الإسرائيلي في ثروة لبنان المائية تنكشف
الأربعاء، 09 أكتوبر 2024 02:22 م
كوارث عديدة يعاني منها الشعب اللبناني جراء العدوان الصهيوني عليه على مادر الأشهر الماضية أدت إلى 2119 شهيدا و10019 مصابا، حسبما أعلنت وزارة الصحة اللبناني فيما يتعلق بحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي، مؤكدة أن غارات الاحتلال الإسرائيلي على بلدات وقرى جنوب لبنان والنبطية والبقاع وبعلبك الهرمل وجبل لبنان أدت في حصيلة إجمالية إلى استشهاد ستة وثلاثين شخصا وإصابة مئة وخمسين بجروح.
في نفس السياق أدان المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان جيريمى لورانس اليوم الأربعاء، هجمات إسرائيل على لبنان. مشيرا إلى أنها تستخدم نفس الأساليب والوسائل العسكرية التى تتبعها فى قطاع غزة.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن لورانس اتهم الجيش الإسرائيلي باستخدام "نفس الوسائل والأساليب الحربية" كما في غزة، ومؤكداً أن "الدمار لا يصدق" في المنطقتين، وأضافت الصحيفة أن المعارك العنيفة تستمر عبر الحدود بين القوات الإسرائيلية وحزب الله اللبناني، حيث أعلنت القوات الإسرائيلية أنها قتلت ما لا يقل عن 50 من مقاتلي الحزب في سلسلة من الهجمات عبر جنوب لبنان.
في نفس السياق حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، من أن لبنان على شفا حرب شاملة بسبب التصعيد الإسرائيلي، مؤكدا ضرورة احترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها، وجاء ذلك في تصريحات للصحفيين بمقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، تطرق خلالها إلى الوضع العام في قطاع غزة والمنطقة.
وقال جوتيريش متحدثا عن حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة ولبنان إن "الكابوس في غزة دخل عامه الثاني"، مضيفا أن هذا العام كان عام الأزمات في غزة، الإنسانية والسياسية والدبلوماسية والأخلاقية، وذكر جوتيريش أن غزة أصبحت مركزا لمعاناة لا يمكن تصورها بعد 7 أكتوبر2023، مشيرا إلى مقتل مدنيين وصحفيين وعمال إغاثة إنسانية وموظفين أمميين.
وأضاف أن إسرائيل هاجمت المناطق السكنية في شمال غزة وأخلت المستشفيات وقطعت الكهرباء، وحذر جوتيريش من مشروع قانون إسرائيلي لمنع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من العمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدا أن الخطوة الإسرائيلية ستكون كارثية.
وأشار جوتيريش إلى أنه ظل يحذر منذ أشهر من خطر انتشار الصراع في المنطقة، وقال إن الشرق الأوسط أصبح برميل بارود والعديد من الأطراف مستعدة لإشعاله، ولفت إلى أن الضفة الغربية المحتلة وصلت إلى نقطة الغليان، وأن الهجمات ضد لبنان تهدد المنطقة بأكملها، وذكر أن أكثر من 2000 شخص قتلوا في الهجمات الإسرائيلية على لبنان، مشددا على ضرورة حل الدولتين، وأن لكل شعوب المنطقة الحق في العيش بسلام.
قال رئيس قسم الصحة الإقليمية بالاتحاد الدولى لجمعيات الصليب والهلال الأحمر فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسام فيصل، إن الوضع الإنسانى فى لبنان حرج للغاية وحجم المساعدات الذى يصل ضئيل مقارنة بحجم الاحتياجات على الأرض، فما وصل من دعم لا يتجاوز سوى 12% من الدعم المطلوب لاستمرار تقديم خدمات الإسعاف والطوارئ ونقل الدم والإغاثة.
وأكد مسئول الصليب والهلال الأحمر في مداخلة لقناة "سكاى نيوز" اليوم الأربعاء، أن هناك أكثر من مليون نازح داخل لبنان و250 ألف نازح باتجاه الأراضي السورية، وتوقف نحو 90 مركزا صحيا عن العمل، وكلها مؤشرات إلى ضرورة زيادة حجم المساعدات وتلبية الاحتياجات للمتضررين خاصة مع دخول فصل الشتاء.
وتابع أن المجتمع اللبنانى مرن ومر بالعديد من الأزمات والكوارث والتكافل والدعم بينهم كبير، فأكثر من 20 إلى 30% من النازحين تم استضافتهم عبر مجتمع مضيف أو أقارب أو أصدقاء، و40% لجأوا لمراكز الإيواء التي تتركز في محافظة جبل لبنان بما يزيد عن 250 ألف شخص و120 ألف شخص في بيروت.
وأوضح أن الصليب الأحمر اللبناني هو الجهة التي تعمل على الأرض لتقديم خدمات الإسعاف والطوارئ، وتواجه طواقمها العديد من التحديات لتأدية مهامها خاصة في المناطق ذات الطبيعة الخطرة من ناحية الوصول ووعورة الطرق وتقطعها، وكذلك في التنسيق الموجود على الأرض لضمان سلامة وأمن سيارات الإسعاف والعاملين فيها لنقل تلك الحالات، إضافة إلى إمكانية تحرك الأشخاص ببعض المناطق المتضررة.
وأشار إلى أن التحدي الإضافي للعمل الإنساني في لبنان هو نقص التمويل، مؤكدا في هذا الصدد أن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر وجه نداء طوارئ لأزمة الشرق الأوسط، وما وصل من دعم لا يمثل سوى 12% من الدعم المطلوب.