الفتوى وبناء الإنسان.. الإفتاء على خطى المبادرات الرئاسية لمواجهة الفكر المتطرف وتنمية المجتمع
الأربعاء، 09 أكتوبر 2024 10:39 صمنال القاضي
عقدت دار الإفتاء المصرية أمس ندوة تحت عنوان "الفتوى وبناء الإنسان"، تأتي هذه الندوة ضمن سلسلة من الفعاليات التي تتماشى مع المبادرات الرئاسية الهادفة إلى تنمية الإنسان المصري، وتعزيز دوره في المجتمع من خلال بناء قدراته الفكرية والعلمية والدينية. تناولت الندوة قضايا مهمة تتعلق بالفكر المتطرف وأثره على الشباب، ودور الفتوى في التوجيه السليم وبناء مجتمع واعٍ ومحصن ضد الأفكار الهدامة.
مواجهة الفكر المتطرف
في حديثه خلال الندوة، أكد الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن أحد أهم أساليب الفكر المتطرف هو صرف الشباب المتدين عن الاهتمام بالعلوم الدنيوية والتركيز فقط على الجوانب الدينية بشكل مفرط وغير متوازن. وأوضح أن هذا النهج يسعى إلى تقليص دور الشباب في المجتمع وتقويض قدرتهم على التفاعل مع الحياة العملية والعلمية، مما يضعف من إمكانياتهم للمساهمة الفعالة في بناء الأمة.
من جانبه، تناول الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، دور الفتوى في بناء الإنسان المصري من خلال توجيه الأفراد نحو الفهم الصحيح للدين وأهمية التوازن بين الأمور الدينية والدنيوية. وأشار إلى أن الفتاوى الشرعية يجب أن تكون وسيلة لتعزيز روح التعاون والبناء، وليست أداة للانغلاق أو التعصب، وأكد أن دور الفتوى يمتد ليشمل كافة جوانب الحياة، بما يعزز التنمية البشرية ويحصن الشباب من التأثر بالأفكار المتطرفة.
الندوة جاءت مكملة للمبادرات الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تركز على بناء الإنسان المصري من خلال الاستثمار في التعليم، وتنمية المهارات، وتعزيز الهوية الوطنية. وتهدف هذه المبادرات إلى تأهيل الشباب لمواجهة تحديات العصر بالعلم والفكر السليم، ومساعدتهم على تحقيق النجاح الشخصي والمجتمعي.
ناقشت الندوة كذلك أهمية نشر الوعي بين الشباب حول مخاطر التطرف الفكري وكيفية مواجهته من خلال التوجيه الصحيح والتربية الفكرية المتوازنة. وأكد الحضور على ضرورة توحيد الجهود بين المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية لنشر الفكر المعتدل وترسيخ قيم التسامح والتعايش.
الندوة التي عقدتها دار الإفتاء المصرية تحت عنوان "الفتوى وبناء الإنسان" تعد خطوة هامة ضمن الجهود المبذولة لتعزيز دور الفتوى في توجيه المجتمع المصري نحو البناء والتقدم، من خلال مواجهة الفكر المتطرف وتأكيد أهمية العلوم الدنيوية إلى جانب الالتزام الديني، تسعى هذه الندوة إلى تحقيق توازن فكري ومعرفي يساهم في بناء إنسان مصري واعٍ، قادر على مواجهة تحديات العصر وتحقيق النصر لأمته.