«التطرف الرقمي».. كيف تستغل الجماعات المتطرفة وسائل التواصل الاجتماعي؟

الإثنين، 07 أكتوبر 2024 12:01 م
«التطرف الرقمي».. كيف تستغل الجماعات المتطرفة وسائل التواصل الاجتماعي؟
إبراهيم الديب

 
في عصر التكنولوجيا الرقمية، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للأفراد والمجتمعات، ومع انتشار هذه المنصات، لم تعد تُستخدم فقط للتواصل الاجتماعي أو الترفيه، بل أصبحت أيضًا ساحة معركة جديدة للجماعات المتطرفة، حيث تستغل هذه الجماعات وسائل التواصل الاجتماعي لبث أفكارها، واستقطاب الأفراد، والتحريض على العنف والتطرف، مما يهدد الأمن الاجتماعي والدولي.
 
 
 
وتستخدم الجماعات المتطرفة وسائل التواصل الاجتماعي لاستهداف الأفراد، وخاصة الشباب، عبر ترويج رسائل تجذب الفئات الأكثر ضعفًا نفسيًا أو اقتصاديًا، وغالبا ماتبدأ تلك العملية من خلال تقديم رسائل جذابة تعتمد على الأفكار والمفاهيم الدينية أو الأيديولوجية المغلوطة، وتدعو إلى الانتماء لفئة معينة وتصور التطرف كوسيلة لتحقيق العدالة أو الانتقام.
 
كما تلجأ الجماعات المتطرفة إلى وسائل التواصل الاجتماعي لنشر دعايتها بشكل واسع ومنظم، باستخدام منصات مثل فيسبوك، تويتر، وإنستجرام، وتقوم بنشر مقاطع فيديو، منشورات مكتوبة، وصور تحمل رسائل تستهدف غرس الكراهية والتطرف، وتقدم هذه الجماعات نفسها كـ "ضحايا" لتبرير استخدام العنف وتغذية الشعور بالظلم لدى المستهدفين.
 
وتعتمد الجماعات المتطرفة على وسائل التواصل الاجتماعي لبث خطاب الكراهية ضد مجموعات معينة، سواء على أساس ديني أو عرقي أو سياسي، ويهدف هذا الخطاب إلى تقسيم المجتمع، وتعميق الفجوات بين الأفراد، مما يؤدي إلى زيادة التوترات الاجتماعية، وفي بعض الأحيان تحريض الأفراد على ارتكاب أعمال عنف ضد هذه الفئات المستهدفة.
 
وتلجأ الجماعات المتطرفة إلى وسائل التواصل الاجتماعي المشفرة والتطبيقات التي تضمن سرية التواصل، وتستخدم هذه الأدوات لتنظيم عملياتها وتجنيد الأفراد بشكل آمن بعيدًا عن أعين السلطات، وتسمح هذه المنصات لهم بتبادل المعلومات بسهولة حول التخطيط للهجمات أو نشر تعليمات.
 
واحدة من أبرز تقنيات الجماعات المتطرفة في هذا الشأن هي إنتاج مقاطع فيديو ذات جودة عالية، تتضمن رسائل موجهة بعناية، هذه المقاطع عادة ما تكون مصممة بأسلوب يستهدف التأثير العاطفي العميق على المشاهدين، وغالبًا ما تحتوي على مشاهد عنف أو ظلم مزعومة بحق أتباعهم، مما يخلق تعاطفًا ويغذي الرغبة في الانتقام.
 
كما تستخدم بعض الجماعات المتطرفة الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية الحديثة لإنشاء حسابات وهمية وروبوتات تقوم بنشر المحتوى الأيديولوجي بشكل آلي، وهذه الأدوات تساعد في تضخيم رسائل الجماعة وجعلها تنتشر بسرعة على نطاق واسع، مما يساهم في وصولها إلى جمهور أكبر وتجنب إغلاق الحسابات من قبل شركات التواصل الاجتماعي.
 
كما بدأت تلك الجماعات في السنوات الأخيرة، استغلال الألعاب الإلكترونية كوسيلة للتواصل مع الشباب واستقطابهم، حيث أن هذه الألعاب تتيح بيئة تفاعلية تسمح بتبادل الرسائل والدردشة، مما يجعلها وسيلة غير تقليدية ولكن فعالة للتواصل ونشر التطرف بين الفئات العمرية الصغيرة.
 
وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لم تعد الأفكار المتطرفة مقتصرة على منطقة جغرافية معينة، بل أصبحت تصل إلى كل أنحاء العالم، وهو مايزيد من صعوبة التصدي للتطرف، حيث يمكن للجماعات المتطرفة التواصل مع أتباعها في مختلف البلدان والتأثير فيهم بسهولة.
 
ويسهم خطاب الكراهية الذي تنشره الجماعات المتطرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في تعميق الانقسامات داخل المجتمع إذ يستهدف هذا الخطاب تدمير الثقة بين فئات المجتمع المختلفة، مما يؤدي إلى تفاقم الصراعات الطائفية والدينية.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة