حرب أكتوبر.. ذكرى النصر التي أعادت الكرامة إلى الأمة العربية

الإثنين، 07 أكتوبر 2024 12:42 م
حرب أكتوبر.. ذكرى النصر التي أعادت الكرامة إلى الأمة العربية
هانم التمساح

يحل علينا شهر أكتوبر من كل عام حاملا معه نسائم النصر ،فلم تكن حرب أكتوبر المجيدة مجرد معركةٍ عسكريةٍ خاضتها مصر وحققت فيها أعظم انتصاراتها، وإنما كانت استعادة لكرامة الامة العربية بأسرها امام غطرسة وتجبر المحتل الصهيوني، وكانت  اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشعب المصري على تحويل الحلم إلى حقيقة.
 
فلقد تحدى الجيش المصري المستحيل ذاته، وقهرَهُ، وانتصر عليه، وأثبت تفوقه في أصعب اللحظات التي قد تمر على أي أمة، وهو ما منح الأمل للشعوب العربية في السعي لتحرير الجولان السورى ومزارع شبعا اللبنانية والأراضي الفلسطينية المحتلة.
 
وجددت فكرة المقاومة حتى تحرير الأرض فقد تعلم الجميع أنه لن يضيع حق ورائه مطالب وأن العدو المحتل  المتجبر يمكن كسره والانتصار عليه بالعزيمة والإيمان وبجيش قوى يحفظ الأرض ويصون الكرامة والعرض.
 
حقق جيل أكتوبر العظيم ملحمة النصر، واستطاع تحطيم أسطورة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يقهر، ورفع راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ، حين عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة، يوم 6 أكتوبر عام 1973، إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، لاستعادة أغلى بقعة في الوطن هي سيناء، واستعاد المصريون معها كرامتهم واحترام العالم 
  
وتعد حرب أكتوبر المجيدة علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة، إذ تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحًا لنصر مبين، وعلّمت العالم أن الأمة  قادرة دومًا على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين، وأنّ الحق الذي يستند إلى القوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأنّ الشعب المصري لا يفرط في أرضه حتى تفيض روحه، وقادر على حمايتها والزود عنها.
 
ولا تزال حرب أكتوبر المجيدة  ملحمة وطنية مصرية متكاملة،عادت فيها أرض سيناء الحبيبة إلى وطنها الأم، وتجمعت فيها كل المبادئ الوطنية والقيم السامية وأسس النجاح والتميز، من إرادة حديدية وإيمان بالله وثقة في النصر والانتماء والولاء للوطن.
    
توقف التاريخ العسكري أمام خطة تلك الحرب العظيمة، فالعالم كان يرى مصر في هذا التوقيت غير قادرة على الحرب والقتال أمام التفوق العسكري الإسرائيلي، خاصة بعد أن فقدت جيشها ومعداتها عام 1967، لكنها خاضت الحرب على عكس التوقعات، وأذهلت العالم، والنتيجة لم تكن استرداد الأرض المحتلة فقط بل وتأمين الحدود، حتى إن العدو لم يجرؤ على التفكير في المحاولة مرة أخرى، وجلس يتفاوض ووقّع معاهدة سلام، وأدرك العالم منذ ذلك الحين أنّ مصر بها جيش وطني متأهب لقطع أيدي كل من تسول له نفسه الاقتراب من أرضه أو محاولة المساس بأمنها.
 
وخرجت مصر من تلك المعركة التي غيرت مسار التاريخ وحطمت البطولات الزائفة للعدو الإسرائيلي بجيش عظيم، "درع وسيف" قادر على الردع وحماية الوطن، فلا يستطيع أحدٌ الاقتراب من أراضي مصر بفضل وجود هذا الجيش الذي ضرب أروع الأمثلة في الوطنية والبسالة لتحرير أراضيه المحتلة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق