أسطورة الموسيقى العربية..
ذكرى ميلاد بليغ حمدي.. عندما تلتقي العبقرية بالحب
الإثنين، 07 أكتوبر 2024 03:40 مهانم التمساح
تطل علينا اليوم ذكرى ميلاد الموسيقار الكبير بليغ حمدي، لتذكرنا بأجمل الألحان وكنوز فنية شاملة متعددة بين الرومانسية والوطنية وبين القصائد وأغانى الأطفال والابتهالات الدينية. ويعتبر كثير من المتخصصين في الموسيقى، أن بليغ حمدي، هو المجدد وقائد الثورة الموسيقية الثانية، بعد سيد درويش، إذ أحدث تطوراً كبيراً في صناعة الموسيقى من خلال أعماله، كما قدم وتبنى عشرات الأصوات الجديدة.
ولد بليغ حمدى فى 7 أكتوبر 1931، وفي 12 سبتمبر 1993 غادر الحياة تاركاً ثروة فنية وكلمات الحب والرومانسية التى لا تمحوها الأيام ظلت في وجدان الشعوب العربية، وقصة حب من أحلى و أجمل قصص الحب في التاريخ مع النجمة وردة حب عمره، التي طالما تحدث عنها وتحدثت عنه فى في اللقاءات الصحفية والمتلفزة وكان يقول وقتها: «ووردة من أحب الأصوات ليا وصوت وأذكى الأصوات صوت عظيم أضاف بوجوده للوطن العربى وبتوصل كل حاجة محتاج أقولها للناس وردة حكايتى مع الأيام ووحشتوني»، وكانت تتحدث عنه أنه خلال فترة زواجهما كان يوميا يرسل لها ورد.
وأتقن بليغ حمدى عزف آلة العود في سن التاسعة، والتحق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى، وبدأ حياته الفنية مغنيا، حيث سجل 4 أغنيات بالإذاعة المصرية، ثم اتجه للتلحين واشتهر عام 1957عندما قدم أول ألحانه لعبد الحليم حافظ (تخونوه). لحن بليغ أغانى كثيرة لنجوم الطرب المصريين والعرب منهم أم كلثوم، وردة، فايزة أحمد، شادية، نجاة، صباح، ميادة الحناوى، عزيزة جلال، على الحجار، هانى شاكر، محمد رشدى، سميرة سعيد ولطيفة، وتميزت الحانه بالبساطة والسهولة، وتعددت ألقابه منها ملك الموسيقى ولحن الشجن.
وكانت أول نقلة حقيقية في حياة بليغ يوم أعلن ملحنا بغناء المطربة فايدة كامل لأغنيته «ليه لأ» بطلب من الموسيقار محمد الشجاعى، وقد حققت نجاحاً كبيرًا بعد تسجيلها في الإذاعة، لتطلب منه تلحين أغنيتين حققا نفس النجاح.
وفي عام 1955 سجلت له شركة كايروفون 6 أسطوانات، وسافر في نفس العام مع فايدة كامل لبيروت فتلقفه المطربون والمطربات وطلبته الإذاعة السورية، ليسجل في أربعة أشهر 22 لحنا لكل مطربي سوريا ومطرباتها أهمها لحن «ما تحبنيش بالشكل ده» للمطربة فايزة أحمد التي لم تكن وصلت إلى القاهرة بعد، وعندما جاءت للقاهرة طلبته ليلحن لها أغنية «حسادك علموك» ليبدأ اسمه كملحن يتردد بقوة في الوسط الغنائي العربي.
وكان لقاء أم كلثوم وبليغ مرحلة جديدة ليس في تاريخهما فقط بل في تاريخ الأغنية واللحن العربيين، باعتبار أن أم كلثوم كانت وقتئذ صوت الغناء العربي الأقوى والأعظم، فوضعت حدا فاصلا بين معنى الغناء الكلاسيكي والرومانسي والغناء الواقعي. اتجه بليغ للمسرح الغنائى وشغف به، حيث كان يرى أن تلحين الأوبريتات هو التطور الطبيعي لمشروعه الموسيقى.
وأول أوبريت لحنه كان «جميلة» من كلمات كامل الشناوي وهو من خمسة فصول، ثم كان أوبريت «مهر العروسة»، تأليف عبد الرحمن الخميسي تناول تأميم قناة السويس وأمضى عاما ونصف في تلحينه وعرض في أوائل عام 1964، وكانت النتيجة مباشرة بعودة المسرح الغنائي إلى سابق عهده من القوة والحضور، ولنفس المؤلف قدم أوبريته الثاني «الزفة»، ومن تعريب الخميسي أيضا قدم أوبريت «الأرملة الطروب»، وفي عام 1966 لحن موسيقى استعراضات وأغاني مسرحية «حلاق بغداد» وحصل من خلالها على جائزة الدولة التشجيعية ،كما قدم مع الشاعر الراحل عبد الرحيم منصور أوبريت ياسين ولدى ثم تمر حنة بطولة وردة وعزت العلايلي.
ودعت وردة الجزائرية حب عمرها بأغنية «بودعك»، التي كانت آخر أغنية جمعتها مع بليغ، وبعد وفاته أصيبت بحالة اكتئاب شديدة، وظلّت في كل لقاءاتها تتحدث عنه، إلى أن توفيت في عام 2013، بعد عشرين عاما من وفاته، ولكن ظل حبهما حياً فى كل الأغانى التى يرددها الملايين.