ولنا في نصر أكتوبر عظة.. «الظهير الشعبي» سلاح مصر الذي لا يُقهر
السبت، 05 أكتوبر 2024 07:56 م
جاءت احتفالات 6 أكتوبر هذا العام في ظروف استثنائية، تقابل غلياناً إقليمياً ودولياً وهو ما يتطلب دعماً شعبياً لا يقل عن الدعم الشعبي للقيادة السياسية وقواتنا المسلحة في حرب 6 أكتوبر، وما يحدث اليوم هو نية لإحاطة مصر بالصراعات والحروب من الجهة الجنوبية من خلال تهديد أمنها المائي وتصدير أصداء الصراعات الداخلية السودانية عبر الحدود، وكما يحدث على الجانب الغربي مع محاولات تقسيم ليبيا وإطالة أمد الخلافات بين الليبيي، ناهيك عن التهديدات التي يتعرض لها المجري الملاحي من جهة البحر الأحمر، ومن جهة البحر الأبيض المتوسط، فقد أشعلت صراعاً جيوستراتيجياً في محاولة لإرباك كافة مؤسسات الدولة وجر البلاد إلى حرب مصطنعة تهدف إلى إسقاط مصر.
51 عاماً مرت على انتصارات حرب 6 أكتوبر وما زال الظهير الشعبي هو السلاح الأبرز في حسم المعارك وإطفاء الأزمات، ولولا إيمان المصريين بالنصر وثقتهم بقواتهم المسلحة وقدرتها العسكرية والدفاعية على صد العدو واستعادة سيناء من يد مغتصبة، لم تكتمل الإرادة السياسية أمام القيادة السياسية لاتخاذ قرار خوض الحرب.
في حرب 6 أكتوبر 1973، تحدى المصريون حصون العدو وتهديداته، وواجهوا الشائعات والشكوك حول قدرات قواتهم المسلحة، ووقفوا سدا أمام اهتزاز الثقة بينهم وبين قيادتهم السياسية. وكان الجميع على قلب رجل واحد في مهمة وطنية تهدف إلى الحفاظ على تراب الوطن، وتلقين كل من تسول له نفسه المس بأمن وأمان مصر، وهو درس قاس خلدته صفحات التاريخ، وكانت معركة الوجود، لا سبيل إليها إلا تحقيق النصر الُبين، وبهذة العقيدة نزل الملايين من المصريين في 30 يونيو 2013 لاستعادة الوطن من أيدي خاطفيه، وحرروه بدمائهم من جماعة إرهابية لا تعرف ديناً ولا وطناً.
المشهد الفاصل هنا هو التفاف الشعب خلف قواتهم المسلحة التي لم تخذلهم واستجابت للدعوات الشعبية، ليتحمل المصريون مع القيادة السياسية تبعيات تخليص مصر من حكم الفاشية، ورفض المصريون التأثر بمحاولات تقسيم الصف بينهم وبين قواتهم المسلحة وقيادتهم السياسية، وشددوا في كل فرصة على تجديد تفويضهم الشعبي للقيادة السياسية بالحفاظ على الأمن القومي المصري، واتخاذ ما تراه مناسباً لصد أي تهديدات أو مخاطر، وإدارة علاقات مصر الخارجية وفق الثوابت السياسية الخارجية المصرية المتوازنة.