في ظل التطور التكنولوجي.. كيف نحمي الأطفال من خطر الإلحاد والتطرف بطريقة علمية فكرية؟

السبت، 05 أكتوبر 2024 11:25 ص
في ظل التطور التكنولوجي.. كيف نحمي الأطفال من خطر الإلحاد والتطرف بطريقة علمية فكرية؟
أمل عبد المنعم

في ظل انتشار موجات من التطرف والإلحاد، هناك استهداف للأطفال والشباب للبعد عن الإيمان والعبادات، وبحسب الحساب الرسمي لدار الإفتاء المصرية على "فيسبوك" فإن الإلحاد ظاهرة تحتاج إلى العلاج من قبل المتخصصين، حيث إن الملحدين ليسوا على درجة واحدة من الإلحاد.

ولفتت دار الإفتاء أن بعض الملحدين منهم من يكون لديه مشكلة معينة ولكنها يسيرة وبمجرد النقاش العلمي معه من قبل المتخصصين وإزالة اللبس في الفهم الموجود لديه يرجع عن أفكاره، والبعض منهم يكون عنده مرض نفسي وهذا لابد من إحالته مباشرة إلى الأطباء النفسيين لعلاجه، والبعض لديه فكر وعلم ويحتاج إلى مناقشة علمية هادئة قد تستمر لفترة طويلة من الزمان حتى يصل في النهاية إلى الحق والحقيقة.

 

الإلحاد هو ميل من حق إلى باطل

وتعطي المؤسسات الدينية في مصر اهتمامًا خاصًا بقضية الإلحاد ومحاربة الأفكار المتطرفة بشكل علمي وديني، حيث قال فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: "إن من أولى القضايا التي نحتاج إلى نقاشها خلال أسبوع الدعوة الإسلامية، قضية الإلحاد، والإلحاد في أبسط معانيه ينظر إليه على أنه ميل من حق إلى باطل، يستوي في ذلك الأمر سواء وُصف بأنه أمر صغير أو وُصف بأنه أمر كبير".

دور المدارس لمواجهة الإلحاد

وعلى الجانب الأخر تسعى مختلف دور العلم والمدارس على مستوى الجمهورية بعقد مبادرات وورش للتوعية بخطورة القضايا والأفكار المتطرفة التي من الممكن أن تتسرب إلى عقول وأفكار الأجيال الصغيرة والنشء وصولًا إلى الشباب وكبار السن، ومن خلال التربويين والمعلمين يمكن مناقشة الأطفال والطلاب في المدارس بالحوار النقدي والعلمي وتقبل الأفكار وحلها بطريقة علمية سليمة لتصحيح الفكر والعدول والوصول إلى طريق الإيمان والحق

 

أسباب تأثر المجتمعات بأفكار التيارات الغربية

أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية، أن هناك العديد من العوامل التي تسببت في انتشار الإلحاد، وأن الأسباب الرئيسية هي ضعف الإيمان وعدم التمسك بالأصول الدينية والتأثر الأفكار بالتيارات الغربية.

 

وأضاف دكتور نجم أن الجهل بالدين، وعدم الفهم الصحيح لمبادئ الإسلام وأحكامه، وجمود الخطاب الديني لسنوات له أثر كبير في تزايد تلك الظواهر التي يرفضها الإسلام، منوهاً إلى المشاكل الاجتماعية، والضغوط النفسية، والانحرافات السلوكية، التي تمثل عنصرا أساسيا في البيئة التي تحتضن تلك الظواهر، مؤكدًا على أن الإفتاء تستخدم كل أدواتها لمواجهة ظاهرة الإلحاد المتزايدة في المجتمعات المعاصرة، نظرًا لتميزها بحوارات قائمة على التفكير العلمي والأسس الدينية السليمة بالتركيز على الحجة والعقل وتسعى إلى تقديم حجج عقلية وقائمة على الأدلة الشرعية والعلمية لإثبات وجود الله تعالى، وبيان حكمة الشريعة الإسلامية.

على الجانب الأخر، أنشأ مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية وحدة "بيان" بدعم من فضيلة الإمام الأكبر  الدكتور أحمد الطَّيب شيخ الأزهر الشريف؛ لنقد شبهات الإلحاد والفكر اللاديني في إطار الحوار المُتبادل، كما يعمل من خلالها على مناقشة هذه الأفكار وتحليل الشُّبهات والرد عليها بأسلوب علمي شرعي، والتأصيل لثقافة دينية ترتكز على الفهم الصحيح، ونشر الوعي بين أطياف المجتمع لا سيما الشباب، و مد جسور التواصل لبناء جيل يعي مُتطلَّبات وطنه وأمَّته، قادر على تحقيق آماله وطُموحاته.

 

ومن أهم أهداف الوحدة بناء وعيٍ معرفيٍّ للوقاية من الشُّبهات، وتوفير مساحات آمنة للحوار مع المتشكِّكين، والعمل على إزالة المفاهيم المغلوطة لديهم، وتأسيس منهج معرفي، وتقوية المناعة الفكريَّة لدى الشباب؛ للحد من الوقوع في براثن الإلحاد، كما نقدم محتويات علمية تدعم هذه المعالجات من خلال الحملات الإلكترونية والإعلامية المشاهدة والمسموعة والمقروءة.

 

وجدير بالذكر أن الوحدة قد بدأت عملها في مُنتصف ديسمبر من عام 2018، وتضم الوحدة نخبة من أعضاء المركز يشرف عليهم أساتذة من جامعة الأزهر متخصصون في العقيدة والفلسفة، وعلم النفس والاجتماع والصحة النفسية، كما يستعد المركز لقيام الوحدة بإعداد مجموعة مُدربة ومُتخصصة في مواجهة هذه الأفكار، وتحصين الشباب ضد التشكيك أو الاستقطاب.

 

ومن المخطط لوحدة "بيان" انتهاج أساليب غير تقليدية لمدّ جسور التَّواصل مع الشَّباب مثل: عقد مناقشات في الجامعات، والتجمعات الشبابية في جميع محافظات الجمهورية، من خلال حملات توعويَّة مركّزة ومُكثّفة.

 

هذا وقد استقبل المركز بالفعل عددًا كبيرًا من الشَّباب الذين واجهتهم بعض الأسئلة الشائكة بالنسبة لهم، أشكلت عليهم بعض المسائل الدينية وأدخلتهم في دائرة من التساؤلات التى تزعزع عقيدتهم، وتعرِّضهم للعديد من المخاطر، وقد تمَّ استقبالهم في مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ومناقشتهم، وتوضيح ما التبس لديهم حيال هذه المسائل، وذلك فى جلسات حوارية مع أعضاء المركز من قسم الفكر والأديان.

 

والمركز إذ يُعلن عن هذه الوحدة؛ يرحب باستقبال أسئلة واستفسارات الجمهور على الخطّ السَّاخن رقم: 19906، وفي الوقت نفسه يرحّب بزيارة الجميع، ويفتح أبوابه لاستقبال هؤلاء الشَّباب الباحثين عن الحقيقة لمساعدتهم ومحو أى شبهة تتعلق بالدِّين والشريعة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق