التصعيد بين إيران والاحتلال يدفع المنطقة نحو الهاوية.. مطالب لدعم الجهود المصرية لإحلال التهدئة وتعزيز السلام
الخميس، 03 أكتوبر 2024 02:41 م
اهتزت منطقة الشرق الأوسط بعد الرد الإيراني على التصعيد العسكرى لجيش الاحتلال الإسرائيلى خلال الفترة الماضية، والتوسع فى سياسة الاغتيالات التى طالب قادة حركة حماس بقطاع غزة، وحزب الله اللبنانى، حيث وصلت الصواريخ الإيرانية إلى كافة المناطق بالأراضى الفلسطينية المحتلة، وهو ما حذرت منه مصر مرارا وتكرارا.
وحذر الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، من خطورة التصعيد الذى تشهده المنطقة بعد الضربة التى وجهتها إيران إلى العمق الإسرائيلى حيث استهدفتها بمئات الصواريخ الباليستية، والتى جاءت ردا على اغتيال إسرائيل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، وحسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبنانى، مشيرا إلى أن ذلك سيُساهم فى رفع حدة التوتر فى المنطقة، وهو ما حذرت منه الدولة المصرية على مدار الفترة الماضية بعد التصعيد الإسرائيلى الغاشم فى قطاع غزة، والضفة الغربية ولبنان.
وقال "محسب"، إن مصر حريصة على أمن واستقرار لبنان وسلامة أراضيه، ورفض أى انتهاك لسيادته ومقدرات شعبه الشقيق، مؤكدا أن الإمعان الإسرائيلى فى سياسات التصعيد العسكرى، سيكون لها تداعيات خطيرة غير معلومة العواقب على الأمن والسلم الإقليمى والدولى، وهو ما يتطلب دعم المساعى الدولية الجادة للتوصل لاتفاق لـ وقف إطلاق النار بقطاع غزة، باعتباره طريق استعادة الاستقرار بالمنطقة وإنهاء حالة التوتر الجارية، وبما يسمح بدفع مسار السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، لإرساء السلام والأمن والتنمية بشكل مستدام بالمنطقة.
وأضاف عضو مجلس النواب، استمرار الصمت الدولى تجاه ما يحدث فى الشرق الأوسط يجعله شريكا فيه، داعيا القوى الفاعلية إقليميا ودوليا للتحرك من أجل دفع المجتمع الدولى للاضطلاع بمسئولياته والعمل على وقف الممارسات العدوانية تجاه الأراضى الفلسطينية ولبنان، والتصدى لانزلاق المنطقة لحالة خطيرة من التصعيد، بما يضع حاضر ومستقبل المنطقة على المحك، مؤكدا أن الحلول السياسية هى السبيل لتجنيب المنطقة مزيد من التوتر والعنف فضلا عن كونها السبيل لإيجاد حلول جذرية لقضايا المنطقة.
وشدد النائب أيمن محسب، على أن الأحداث المتسارعة التى تشهدها المنطقة تتطلب بدء مسار سياسى يهدف إلى تنفيذ حل الدولتين، واحترام حق الشعب لفلسطينى فى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو المسار الذى ترفضه إسرائيل بشدة بسبب أحلامها الاستعمارية التوسعية.
وبدوره أكد النائب حسن عمار، عضو مجلس النواب، أن إسرائيل فى مأزق كبير بعدما أخفقت فى تحقيق أهدافها فى غزة بالقضاء على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، فقد أثبتت فشلها العسكرى، خاصة بعد أن خاضت توغل برى جديد فى الجنوب اللبنانى، مما ساهم فى توسيع جبهات الحرب لتشمل 6 جبهات مختلفة، لافتًا إلى أن الرد الإيرانى ليلة أمس على تل أبيب، كشف عن أن إطالة أمد الحرب والصراع فى المنطقة، الذى بدأ يتخذ أبعاد خطيرة تودى بالشرق الأوسط إلى خطر كارثى فى ظل تصاعد العنف والقتال.
وأضاف "عمار"، أن اتباع نتنياهو سياسة الاغتيالات التى بدأت باغتيال إسماعيل هنية فى 31 يوليو الماضى، وهو فى العاصمة الإيرانية طهران، كان بداية حقيقية من الكيان الصهيونى لاستفزاز إيران، وضرب كافة المفاوضات بين تل أبيب والمقاومة عرض الحائط، لتبدأ من هذه اللحظة تحول فارق فى الصراع العربى الإسرائيلى، موضحًا أن إسرائيل تدير المعركة بوحشية وعقلية غير ناضجة، جعلتها تفتح أبواب الهجوم عليها من مختلف الجبهات، لتعول دائما على الدعم الأمريكى والتأييد الغربى، الذى سيدفع ثمن تأييده ودعمه اللامحدود للكيان المحتل فى القريب العاجل.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن الرد الإيرانى على إسرائيل سيكون له تداعيات خطيرة، خاصة بعدما أعلن بايدن عن دعمه لنتنياهو لوقف هذا الهجوم، لتهدد إيران البيت الأبيض وتل أبيب مجددًا بهجوم آخر، فضلا عن تصريحات فصائل المقاومة فى العراق التى تتوعد لأمريكا بضرب قواعدها حال الهجوم على إيران، مما يؤكد اننا أمام معركة وحرب مؤكدة بالمنطقة تزيد من خطورة المشهد ومن معاناة شعوب بأكملها ستكون تحت القصف النيران.
وأوضح النائب حسن عمار، أن غرور وتعنت نتنياهو وراء هذا الوضع الأمنى الراهن بالشرق الأوسط، خاصة أنه رفض الانصياع للحل السياسى وأصر على وحشيته التى انتقلت من غزة إلى لبنان وسوريا، ومن المتوقع أن تمتد لدول أخرى، وسط صمت كم المجتمع الدولى عن كافة المجازر التى يرتكبها فى حق الإنسانية وكأنه خارج عن القانون الدولى، وله الحق فى انتهاك كافة المواثيق الدولية دون رادع حقيقى، وهذا ما يزيد من خطورة المشهد السياسى، الذى يتطلب من مصر مزيدا من الحكمة والرصانة فى ظل الصراع القائم.
ومن جانبه قال الدكتور السعيد غنيم، النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، يجرى اتصالات مكثفة خلال الساعات الأخيرة لمتابعة القضايا الإقليمية، وهو ما يعكس دور مصر المحورى فى المنطقة، خاصة وأن علاقات مصر الخارجية تتسم بالاتزان والسلام وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول.
وأوضح النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، أن المنطقة تشهد صراعات وتوترات غير مسبوقة، وهناك حالة من الاستنفار الأمنى على كافة الأصعدة، وسبق وحذرت مصر على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسى، بأن الحل العسكرى لن يكون هو الحل الأمثل للخروج من دائرة الصراع، بل يساهم فى اتساع رقعة الصراع فى المنطقة بالكامل وهو ما قد كان خلال الساعات الأخيرة، حيث يوجد حالة صراع غير مسبوقة تتعرض له المنطقة بالكامل.
وأشار الدكتور السعيد غنيم، إلى أن المفاوضات هى الحل الأمثل لوقف الصراع فى المنطقة، الصراع الذى سيطال الجميع دون تفرقة بين أحد، وسينعكس على الجميع بصورة سلبية، ومن ثم لابد من الجلوس على مائدة المفاوضات لسرعة وقف إطلاق النار فى مختلف المنطقة بالكامل، وعودة الهدوء والاستقرار للمنطقة مرة أخرى.
وأكد النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، أن الدولة المصرية تقف صفا واحدا خلف القيادة السياسية فى الدفاع عن الأمن القومى المصرى، والحفاظ على السيادة المصرية، ولم ولن يستطيع أحد أيا كان أن ينال من السيادة المصرية، الجميع يدعم ويساند قرارات القيادة السياسية للحفاظ على الأمن القومى للبلاد.