الشذوذ الجنسي.. مرض أم انحراف؟ إجابات الأطباء النفسيين تقدم الحلول بلا مغالاة أو تدمير

الأربعاء، 02 أكتوبر 2024 01:05 م
الشذوذ الجنسي.. مرض أم انحراف؟ إجابات الأطباء النفسيين تقدم الحلول بلا مغالاة أو تدمير
إبراهيم الديب

يعد الشذوذ الجنسي من الموضوعات المثيرة للجدل التي أثارت تساؤلات واسعة بين الفئات الاجتماعية والطبية حول العالم.

وانقسمت الآراء حول الشذوذ الجنسي، مابين من يراه انحرافا عن الفطرة البشرية السليمة، وآخرون يرونه جزءًا من التنوع الطبيعي للجنس البشري.

لكن كيف ينظر الأطباء النفسيون إلى هذه الظاهرة؟ هل هو مرض يمكن علاجه أم انحراف سلوكي؟ وما هي الحلول التي يقدمها المختصون دون مبالغة أو تدمير للأفراد المتأثرين؟ في هذا التقرير، نعرض آراء الخبراء النفسيين واستنتاجاتهم حول الموضوع.

على مر العقود، تطور فهم الطب النفسي للشذوذ الجنسي، حيث كان يُصنف سابقًا كاضطراب نفسي، إلا أن الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) أزالت الشذوذ الجنسي من قائمة الاضطرابات العقلية في عام 1973، بناءً على دراسات وأبحاث أشارت إلى أن المثلية ليست اضطرابًا عقليًا أو انحرافًا مرضيًا، ولكن، رغم هذا التغيير في التصنيف، لا يزال هناك انقسام بين الآراء الطبية حول كيفية التعامل مع الشذوذ الجنسي، خاصة في الثقافات المحافظة.

الأطباء النفسيون يؤكدون أن الشذوذ الجنسي ليس مرضًا نفسيًا، وهو مايقوله الدكتور أحمد خالد، استشاري الطب النفسي، موضحا: «الشذوذ الجنسي بحد ذاته لا يعتبر مرضًا يحتاج إلى علاج، بل هو توجه جنسي.. الاعتراف بهذا التوجه لا يعني أنه لا توجد حالات فردية يعاني فيها الشخص من اضطرابات نفسية نتيجة الصراع الداخلي بين ميوله الجنسية وقيم المجتمع الذي يعيش فيه».

وأضاف، أن بعض المثليين قد يلجأون إلى العلاج النفسي ليس لتغيير ميولهم، بل للتعامل مع الضغط النفسي الذي ينشأ بسبب رفض المجتمع لهم.

ويرى البعض في المجتمعات المحافظة أن الشذوذ الجنسي انحراف سلوكي، يعتمد على العوامل الاجتماعية والنفسية التي قد يتعرض لها الشخص في مرحلة الطفولة أو المراهقة، حيث يقول الدكتور محمد عبد الله، أخصائي نفسي، «إن بعض الحالات قد تنشأ نتيجة تجارب سلبية أو تعرض الفرد لصدمات جنسية في الصغر، مما يؤثر على توجهاته الجنسية في المستقبل»، ومع ذلك، يؤكد أن هذا لا ينطبق على جميع الحالات، وأن جزءًا كبيرًا من المثليين يولدون بتوجه جنسي طبيعي وليس نتيجة لانحراف سلوكي.

في ظل الجدل حول كيفية التعامل مع الشذوذ الجنسي، يركز الأطباء النفسيون على أهمية تقديم الدعم النفسي للأفراد الذين يعانون من صراعات داخلية أو مشاكل اجتماعية تتعلق بميولهم الجنسية، حيث أن الحلول التي يطرحها الأطباء النفسيون تأتي ضمن إطار يراعي عدم التدمير النفسي للأفراد، ويهدف إلى تحسين حياتهم النفسية والاجتماعية.

وفي هذا الصدد قالت الدكتورة صفاء حمودة، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن هناك سؤال حول هل الانحرافات الجنسية تعتبر مرضًا نفسيًا أم لا؟، لافتة إلى أن العديد من الأبحاث التي أجراها علماء نفس بارزون، مثل سيجموند فرويد، أكدت أن هذه الظواهر غالبًا ما تكون نتيجة لاضطرابات في النمو الأسري وتكوين الهوية، لافته إلى أنه في حالة نشأة الطفل في بيئة صحية ومستقرة، فمن غير المرجح أن تظهر لديه انحرافات جنسية.
 
وأضافت: «للأسف، في السنوات الأخيرة، زادت الضغوط من بعض الجماعات التي تسعى لتغيير تصنيفات الأمراض النفسية، حيث أُزيلت الانحرافات الجنسية من تصنيفات الدليل التشخيصي والإحصائي (DSM-5) وأصبحت تُعتبر طبيعة يجب قبولها»، مشيرة إلى أن بعض الدول تسعى لزعزعة استقرار المجتمعات المستقرة، وخاصة المجتمعات المسلمة، من خلال الضغط على المؤسسات الطبية والنفسية لتبني وجهات نظر معينة، مؤكدة على أهمية تعزيز الهوية الجنسية المستقرة لدى الشباب، مشيرة إلى أن ذلك يعد عاملًا مهمًا في تقوية المجتمعات وتوجيهها نحو الإنجازات المستقبلية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة