اغتيال نصر الله وطبول الحرب وتدمير المنطقة

السبت، 28 سبتمبر 2024 06:26 م
اغتيال نصر الله وطبول الحرب وتدمير المنطقة
طلال رسلان يكتب:

باتت الآن الصورة واضحة أكثر من أي وقت مضى. الأحداث مجتمعة تدفع ناحية سيناريو الدمار الذي طالما حذرت منه القيادة السياسية المصرية، بعد أحداث 7 أكتوبر في فلسطين.

وقتها طرحت القاهرة ورقتها لحل الأزمة الفلسطينية على طاولة الحوار، وتضمنت وقف التصعيد الإسرائيلي ووقف إطلاق النار الفوري بلا رجعة وإعادة حق الشعب الفلسطيني بالسيادة على حدوده وأرضه، وإلا الدمار للمنطقة والعالم.

لم تلتفت تل أبيب، أو بالأحرى ضرب بها نتنياهو عرض الحائط وعاند بصلف أمام العالم، إلى التحذيرات، طرقت كل أبواب التصعيد والقتل والدمار، نفذت عمليات عسكرية لا يمكن وصفها إلى بالإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني، ومن ثم أطلقت أبواق الحرب على جميع الجبهات وصولا إلى التصعيد في الأراضي اللبنانية.

بالأمس حدث كبير آخر، جرّت به إسرائيل المنطقة إلى الحرب وأغلقت كل طريق قد يقودها إلى طاولة التفاهمات، تمثل في اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر الحزب.
 
الحدث مربك ومفجع منذ اللحظة الأولى، لكن مع إدراك النتائج والتداعيات يقودنا إلى التفكير بأن سياسة الاغتيالات الإسرائيلية مقصودة لإشعال الصراع في منطقة الشرق الأوسط، بما لا يدع مجالا للشك أنها تنفيذ لمخطط مدبر ومرسوم بخريطة كاملة للتقسيم والتفتيت.
 
لم يعد أمام الجميع الآن سوى معطيات الحادث التي تشير إلى استمرار إسرائيل في سياسة الاغتيالات، وأن هذا التصعيد الأخير يقرب المنطقة بأكملها إلى اندلاع حرب شاملة. وبالتالي يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة تجاه ما يحدث في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل الصمت الدولي والدعم الغربي الذي تتلقاه إسرائيل.
 
العدوان الإسرائيلي في لبنان وغزة والضفة الغربية يعكس عدم احترام إسرائيل للقانون الدولي، هذا النوع من التصعيد يؤدي إلى ترسيخ العنف والإرهاب، ويستلزم التدخل الفوري لإيقاف هذه الحرب والحد من انتشارها إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط.
 
الآن يتضح جليا خطورة الموقف، ويشكل اغتيال نصر الله تصعيدًا خطيرًا قد يقود إلى مواجهات غير محسوبة العواقب. وتواجه المنطقة بأكملها خطرًا متزايدًا نتيجة لتصاعد سياسة الاغتيالات.
 
من ناحية النتائجة، يمثل اغتيال نصر الله ضربة قاسية لمحور المقاومة، إسرائيل باتت تمتلك معلومات دقيقة عن تحركات قيادات الحزب. وهذا الحدث سيؤدي إلى إعادة ترتيب التحالفات في الشرق الأوسط، وقد يدفع بعض الدول العربية إلى إعادة النظر في سياساتها تجاه إسرائيل.
 
النتيجة الأكثر إيلاما على أرض الواقع، أن القضية الفلسطينية تخسر كل مقاوماتها ولم يعد لها منفسا ولا مكسبا حتى على الأمد البعيد، بعد أن ضاع قطاع غزة وتدميره بشكل شبه كامل، واستشهد أكثر من 41 ألف إنسان، ويتم احتلال شمال القطاع وضمه للأراضي المحتلة، ثم جنوب لبنان يتجه لنفس المصير بسرعة الصاروخ.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق