منصة "أممية" لمنتدى شباب العالم تجدد انطلاقه دوليا
السبت، 28 سبتمبر 2024 01:53 مسامى سعيد
المنتدى شارك في قمة المستقبل بالأمم المتحدة..وناقش الأمن والسلام الدوليين والتنمية المستدامة والتحول الرقمي
القاهرة ترحب باعتماد ميثاق المستقبل واعلان الأجيال المقبلة والميثاق الرقمي العالمي.. وتطلق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل في مصر
القاهرة ترحب باعتماد ميثاق المستقبل واعلان الأجيال المقبلة والميثاق الرقمي العالمي.. وتطلق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل في مصر
الأسبوع الماضى، كان فارقاً في تاريخ منتدى شباب العالم، بمشاركته في قمة المستقبل التي عقدت بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، عقب حصوله على اعتماد خاص اتاح له المشاركة في الجلسات الرسمية للقمة التي وفرت منصة فريدة لمناقشة التحديات المستقبلية ووجهات نظر الشباب بشأن القضايا العالمية الرئيسية مثل السلام والأمن الدوليين والتنمية المستدامة والثورة الرقمية والتكنولوجية.
وجاءت مشاركة منتدى الشباب العالمي في القمة، بهدف تعزيز أصوات القادة الشباب والمساهمة في رؤية مستقبل أفضل للجميع.
وعكس هذا الاعتماد تقديرا دوليا لدور المنتدى الذي يعقد تحت رعاية الأكاديمية الوطنية للتدريب في تمكين الشباب وإيصال أصواتهم إلى مراكز صنع القرار الدولية، ومثلت مشاركة منتدى شباب العالم في قمة المستقبل جزءا من جهوده المستمرة لتعزيز دور الشباب في مواجهة التحديات العالمية الكبرى، بما يشمل الأمن والسلام الدوليين، والتنمية المستدامة، والتحول الرقمي، كما تهدف هذه المشاركة إلى تعزيز التعاون الدولي لبناء مستقبل أفضل للشاب والأجيال القادمة.
واحتفت الأكاديمية الوطنية للتدريب بمشاركة خريجاتها سارة بدر المنسق العام لمنتدى شباب العالم، وندى أمين عضو اللجنة المنظمة للمنتدى في "قمة المستقبل"، وقالت سارة بدر إن هذه المرة الأولى التي يشارك فيها منتدى شباب العالم في قمة خارج مصر وهي قمة عالمية في المقر الرئيسي للأمم المتحدة، متبعة: «فخورون بالمشاركة في قمة الأمم المتحدة».
وأضافت أن وجود دور فعال للمنتدى جزء أساسي من رسالة المنتدى، وحضور القمة خلال هذه الفترة في نيويورك يتماشى مع رسالة المنتدى، ومنذ 2017 وهو قائم على التركيز على أرض الواقع، مشيرة إلى أن هذه قمة المستقبل تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول ودمج أصوات الشباب في صناعة القرار وهذا هو الدور الأساسي لنجاح المنتدى.
وقالت ندى أمين، مدير المكتب الفني للمنتدى، إن المنتدى له دور كبير وقوي ليس فقط على نطاق مصر، بل على نطاق العالم، هدفه الأساسي هو توصيل أصوات الشباب ومساعدتهم، كي يكونوا طرفا في صناعة القرار سواء كان على المستوى الوطني، الإقليمي الدولي.
ووفرت القمة للشباب منصة فريدة للتفاعل مع قادة العالم حيث اتاحت لهم فرصة المشاركة في صياغة السياسات الدولية والتعبير عن رؤاهم حول القضايا الملحة، وتعد هذه المشاركة خطوة محورية في مسيرة المنتدى، حيث تبرز التزامه بتعزيز مشاركة الشباب في صنع القرار على الساحة العالمية، إضافة إلى ذلك يشكل حصول منتدى شباب العالم على الاعتماد الخاص للمشاركة في القمة فرصة مهمة لتقديم رؤى الشباب حول التحديات العالمية؛ ما يُسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة وشمولًا، وتؤكد هذه المشاركة أهمية وجود الشباب في المناقشات العالمية المتعلقة بالتحديات الكبرى التي تواجه العالم اليوم.
وعلى هامش القمة، التقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بالشباب مُمثلي منتدى شباب العالم، وأكدت إدراك الدولة المصرية أن الشباب هم عماد الدولة المصرية وأساس قوتها، وطريقها نحو النهوض والتقدم، حيث تحرص الدولة المصرية على دعمهم بكل السبل والإمكانات للتأكيد على دورهم الريادي والعمل على تنمية قدراتهم كأطراف فاعلة ودعم مشاركتهم في صنع السياسات.
كما أكدت أهمية وجود الشباب في الأحداث العالمية التي تركز وتناقش على التحديات التي تواجه العالم، موضحة أن اعتماد مشاركة المنتدى بقمة المستقبل، تعكس تعزيز المنتدى دعمه لأهداف الأمم المتحدة التي تركز على تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في معالجة القضايا الدولية، موضحةً أن مشاركة الشباب في قمة عالمية كقمة المستقبل تتيح للشباب فرصة للتفاعل مع متخذي وصانعي القرارات على مستوى دول العالم مما يسهم في دعم قدراتهم وتأهيلهم لأن يصبحوا قادة المستقبل ويدعم دورهم في المشاركة بصنع السياسات على مستوى الدولة والاستفادة من خبراتهم التي اكتسبوها من مشاركاتهم دوليًا ومحليًا.
وأضافت أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا لدور الشباب فى مختلف المجالات التنموية الاقتصادية والاجتماعية، وتوفير فرص عمل جديدة لهم عبر المشروعات القومية العملاقة.
وبحضوره قمة المستقبل، عزز المنتدى، دعمه لأهداف الأمم المتحدة التي تركز على تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في معالجة القضايا الدولية، فضلاً عن اتاحتها فرصة نادرة للتفاعل المباشر مع صناع القرار العالميين؛ ما عزز من تأثيرهم في النقاشات الدولية ويُسهم في إحداث تغيير ملموس في صياغة السياسات الدولية المستقبلية.
وتولى الدولة اهتماما كبيرا لدور الشباب فى مختلف المجالات التنموية الاقتصادية والاجتماعية، وتوفير فرص عمل جديدة لهم عبر المشروعات القومية العملاقة واستصلاح الأراضي، وتوفير المسكن المناسب لأحوالهم الاقتصادية، عبر مشروعات الإسكان الاجتماعى التى تغطى معظم المحافظات، وكذلك العمل على إعدادهم وتحفيزهم للمشاركة فى تولى مهام العمل السياسى والتنفيذى والإدارى بالدولة المصرية.
ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم 2014 أدرك أن الشباب هم عماد الدولة وأساس قوتها، وطريقها نحو النهوض والتقدم، فحرص على دعمهم بكل السبل والأشكال الممكنة.
وأطلق الرئيس حواراً موسعاً مع الشباب المصرى عام 2016 (عام الشباب) للوقوف على أحلامهم ومشكلاتهم، ومازال الحوار مستمرا عبر مؤتمرات وطنية فعالة وناجحة، وأبدت الدولة فى السنوات الأخيرة اهتمامًا واضحًا بالشباب، حيث عملت على التأكيد على دورهم الريادى والرفعة من شأنهم والعمل على وجودهم كأطراف فاعلة والانتقال بهم من مقعد المشاهد إلى المشاركة فى صنع الحدث، وذلك عبر إعلان القيادة السياسية عن مؤتمر الشباب الأول الذى عقد عام 2016 فى مدينة شرم الشيخ، وفيه تم لقاء الشباب بمؤسسات الدولة برعاية الرئيس السيسى، الذى كان حريصا على حضور كل الجلسات والمشاركة بقوة فى النقاشات والفعاليات، ومنذ تدشين ذلك المؤتمر لم تتوقف فعاليات المؤتمرات الشبابية بل امتد وتوسع بناء على رؤية الرئيس السيسي، فى أن تتحول الفكرة المصرية بالتواصل مع شبابها إلى أيقونة عالمية بالإعلان فى المؤتمر الرابع الذى عقد فى محافظة الإسكندرية عن المنتدى، بهدف إيجاد تواصل حقيقى وفعال بين الشباب من بلدان مختلفة وحضارات متنوعة فى تطبيق فعلى ونزيه لمصطلح تواصل الحضارات.
وأصبح المنتدى حدث سنوى عالمى، برعاية الرئيس السيسي، ويهدف إلى جمع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم، كما اعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، منتدى شباب العالم فى مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب، حيث يشارك شباب من جميع أنحاء العالم فى محفَل دولى ثرى وشاب؛ للتعبير عن آرائهم والخروج بتوصيات ومبادرات، فى حضور نُخبة من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة، فالمنتدى فرصة للتواصل مع كبار صانعى القرار والمُفكّرين حول العالم، كما أنه فرصة للتعرّف على مجموعة متنوّعة من الشباب الواعد من مختلَف الجنسيات حول العالم، شباب لديه الحلم والإرادة والتصميم على إحداث تغيير حقيقى فى عالم اليوم وعالم الغد.
ومنذ انطلاق المنتدى فى نسخته الأولى عام 2017، يهدف المنتدى إلى إرسال رسالة سلام من مصر للعالم، من خلال مناقشة قضايا العالم واقتراح التوصيات وتنفيذ العديد من المبادرات والمشروعات على أرض الواقع، واعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، منتدى شباب العالم فى مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.
وأطلق المنتدى مجموعة مبادرات ومشروعات تنموية استجابة للتغيرات الدولية والأزمات العالمية، مع توجيه عوائد حقوق الرعاية المخصصة للنسخة الخامسة نحو هذه المبادرات، والتى تشمل: دعم ريادة الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة، وتأهيل الشباب لسوق العمل من خلال مبادرة التعلم من أجل الكسب، ومبادرة مواجهة تحديات الأمن الغذائي، وتقديم دعم الصحة النفسية، وتمكين ودعم اللاجئين والمهاجرين، وإنشاء منصة للمتطوعين.
وتم تنفيذ هذه المبادرات بالتعاون مع مختلف المؤسسات والمنظمات الدولية والمحلية، بما فى ذلك منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الهجرة الدولية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هيئة إنقاذ الطفولة، منظمة العمل الدولية، منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الاتحاد العربى للتطوع، مبادرة ابدأ لتطوير الصناعة، اتحاد الصناعات المصرية، والتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموي، ومؤسسة حياة كريمة، وشركة انطلاق.
وخلال القائه كلمة مصر أمام قمة المستقبل، أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، ترحيب مصر بعقد القمة لتعزيز العمل الدولي مُتعدد الأطراف في مواجهة التحديات الجسام التي تُلقي بظلالها علي الدول النامية وتؤثر سلباً علي مساعيها نحو تحقيق أجندة التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠، كما أعرب عن تقدير مصر لمبادرة السكرتير العام للأمم المتحدة بطرح "قمة المستقبل" ضمن تقريره التاريخي "أجندتنا المشتركة" من أجل تطوير الحوكمة الدولية للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتحقيق التنمية والازدهار. وأضاف الدكتور عبد العاطي أن مصر قامت بطرح رؤية شاملة عن الحوكمة العالمية، إذ استضافت منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في يوليو الماضي، والذى تناول عدد من الموضوعات أبرزها الحوكمة العالمية، وأجندة الوقاية العالمية والسلام المستدام، والترابط بين السلام والأمن والتنمية، ومستقبل عمليات حفظ السلام في أفريقيا.
وعكست كلمة عبد العاطي اهتمام مصر البالغ بزيادة تمويل التنمية وإصلاح هيكل النظام المالي العالمي، وتوفير سبل التنفيذ ونقل التكنولوجيا والدفع بالتعاون الرقمي، بالإضافة إلى دعم جهود الدول الأفريقية لمواجهة الآثار السلبية لتغيُر المناخ، حيث تطرق إلى تصاعد حالة التوتر الدولي الراهن، وضرورة إيلاء أولوية قصوى للتخلص التام من الأسلحة النووية بصورة لا رجعة فيها وقابلة للتحقق. وجدد التزام مصر بمواصلة العمل مع كافة الدول لتحقيق مستقبل أفضل، يعكس قدرة الأمم المتحدة على مواجهة التحديات الدولية وتحقيق الرخاء لشعوب العالم.
ورحب عبد العاطي باعتماد مخرج القمة المتمثل في "ميثاق المستقبل" وملحقيه "اعلان الأجيال المقبلة" و"الميثاق الرقمي العالمي"، والذي أجريت المفاوضات الحكومية عليهم لأكثر من ٩ أشهر، وعبر عن تقديره العميق لجهود وريادة السكرتير العام في طرح مبادرة قمة المستقبل بغية تطوير المنظومة الدولية متعددة الأطراف.
من جهتهتا أطلقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي "الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل في مصر"، خلال فعاليات «قمة المستقبل»، وأكدت أن استراتيجية التمويل الوطنية المتكاملة لمصر، تمثل مبادرة تشاركية بين الحكومة المصرية ومنظمة الأمم المتحدة، حيث تم تطويرها في إطار برنامج استراتيجية تمويل أهداف التنمية المستدامة في مصر، بقيادة برنامج الأمم المتحدة الإنمائ (UNDP)، بالتعاون مع عدة منظمات دولية تتضمن منظمة العمل الدولية، الأونكتاد، اليونيسف، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبدعم من صندوق الأمم المتحدة المشترك لأهداف التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن الاستراتيجية تقدم إطارًا وطنيًا متكاملًا للتمويل يهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة بما يتسق مع الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، مضيفة أن الاستراتيجية تركز على تعبئة التمويل المستدام لسد فجوة التمويل وتقليل المخاطر المالية والديون المستقبلية، مما يجسد نهج "التمويل الصحيح"، وأضافت أن تلك الجهود تتوافق مع رؤية القيادة السياسية المصرية، التي تعطي الأولوية للاستثمار في رأس المال البشري، متابعه أن ذلك الالتزام ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، وتحسين مستويات المعيشة للمواطنين، وتطوير المهارات عبر مجالات متعددة من خلال إصلاحات اقتصادية وهيكلية جادة.