علماء دين: قضية الإلحاد موقف نفسي وليس فكريا لأغلبية الشباب

الأربعاء، 25 سبتمبر 2024 12:54 م
علماء دين: قضية الإلحاد موقف نفسي وليس فكريا لأغلبية الشباب

أوضح الدكتور محمد داود، المشرف العام علي موسوعة بيان الإسلام، معنى الإلحاد، مشيرا إلي أن كلمة (لحد) فى اللغة: مال عن المقصد، ويتنوع هذا الميل بحسب سياق الكلام، فتأتى بمعنى الجدل والمماراة فى قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا(40)} فصلت، وتأتى بمعنى وصف الإله بما لا يليق به من صفات أو التأويل المذموم لصفاته فى قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ }.
 
وتأتى بمعنى الظلم فى قوله تعالى: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ(25)} الحج، ومعنى (يلحدون إليه) : يشيرون إليه زاعمين أنه يُعلَّم الرسول. {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ(103)}النحل.
والملحد بمعناه العام هو الطاعن فى الدين المائل عنه, وأخبر القرآن عن وقوع فكرة الإلحاد فى القديم، حيث أخبر عن الدهريين الذين لا يؤمنون بالخالق ولا بالبعث ولا بالحساب، قال تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم  بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ}.
وفى الزمن المعاصر اتسع معنى الإلحاد ليشمل إنكار وجود إله، وإنكار وجود أديان ورسل لكنه يؤمن بالإله (ربوبي)، والحائر المتشكك المتردد الذى لم يحسم إيمانه أو فكره (اللا أدرى).
 
ويذكر أنه كان قد أصدر أكثر من 300 عالم وباحث موسوعة "بيان الإسلام.. للرد على الافتراءات والشبهات" كرد علمى وفكرى على كثير من الاتهامات الموجهة للإسلام وكل ما يتعلق به، لا سيما وأن الفترة الأخيرة شهدت تطاولات عدة على الإسلام، وأخذت هذه الإساءات صورًا مختلفة من الفنون، سواء الرسوم الكاريكاتيرية أو الأفلام أو غيرها.
 
الموسوعة جاءت فى أربعة وعشرين مجلدًا، واثنين وأربعين جزءًا، وعشرة آلاف وثلاثمائة وثلاثين صفحة، كما ضمت ألفا ومائة وثمانية وستين شبهة تم الرد عليها جميعًا بأسلوب علمى دقيق، وبمشاركة أفرقة من كبار العلماء من مختلف التخصصات.
 
وتمثل هذه الموسوعة أكبر قاعدة علمية شاملة للرد العلمى على الشبهات والأباطيل والافتراءات، وقد تم تقسيمها إلى ثلاثة أقسام: (الرسول- السنة النبوية- القرآن). وقد أجابت هذه الموسوعة على أسئلة كثيرة من قبيل: هل حقا انتشر الإسلام بالسيف؟ ما موقف الإسلام من الرق والعبودية؟ هل حقًا تعتبر المرأة نصف الرجل فى الشهادة والميراث؟ ما حقيقة دعوى أن مهر المرأة ثمن للتمتع بها؟ وما حقيقة تعدد الزوجات فى الإسلام؟ ولماذا تعددت زوجات النبى صلى الله عليه وسلم؟ هل يمكن الاستغناء بالقرآن عن السنة؟ وقد ردت الموسوعة كذلك على شبهة التعارض بين الأحاديث النبوية، وتتعارض السنة مع القرآن، وحقيقة التشكيك فى كمال لغة القرآن؟ والادعاءات بوجود آيات شيطانية فى القرآن، وغيرها من الشبهات والافتراءات.
 
تقوم الموسوعة على منهج مناقشة الأفكار؛ فتبين فكرة الشبهة، وتعرض وجهات النظر فيها وتحللها وتفندها، منطلقة من المسلمات والنقاط المشتركة أو المتَّفق عليها، ثم إثارة الأسئلة التى تقلب الحجة، والاستئناس بشهادات المنصفين والإحصاءات الواقعية والأحداث التاريخية والحقائق العلمية التى تفند تلك الشبهات. ثم خلاصة مركزة بعد التفصيل.
 
والقارئ لهذه الموسوعة لا يكاد يلمس تحيُّزًا لفكرٍ بعينه، أو صدًى لمذهب بذاته، أو صبغةً لتوجُّهٍ ما، وإنما الوسطية والاعتدال فى الطرح، والإجماع وما اتفق عليه العلماء الثقات، دون التطرق لما يوصف بأنه محل اختلاف أو اجتهاد فردى بين العلماء، خاصة المسائل العقدية أو المذهبية أو الفقهية التى يحلو للبعض إثارتها بين الحين والحين.
فيما أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الاسلامية، أن قضية الإلحاد هي موقف نفسي، وليس فكري لان كلمة إلحاد هي انكار وجود الله لا تستقيم مع أي عقل هادئ متزن غير متوتر، موضحا أن العقل الذي يتعرض لضغوط وتوتر قد يجنح عن الصواب.
وأوضح خالد الجندي، خلال تقديم برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة دي إم سي، أن كلمة إلحاد نفسها فيها انحراف عن الطريق الصحيح، قائلا: "عشان كده كلمة لحد هي عبارة عن حفرة في الأرض وبعدها حفرة أفقية وحركة النزول المباشر ولو دخل يمين أو شمال اسمها ألحد وهي اعوجاج عن جادة الطريق المستقيم".
 
وتابع: "العقل له طريق قويم هو الذي يوصل الانسان ويوصله وينتهى إلى وجود الله عز وجل، واللي حصل عنده جنوح عقلي أو فكري وأدى إلى التشكك وعدم استقرار الايمان أو الالحاد شرطنا في التعامل مع هذه القضية هو التعامل مع العقل والعقل لا يؤدي بالإنسان إلى التهلكة".
 
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق