المدنيون يدفعون الثمن في السودان.. قوات الدعم السريع تستهدف الأحياء السكنية
الثلاثاء، 24 سبتمبر 2024 03:36 م
لاقى الوضع في السودان اهتمام دولي كبير، لاسيما مع الخسائر الكبيرة في الأرواح بين المدنيين بسبب استمرار الحرب بين القوات المسلحة السودانية، مع قوات الدعم السريع، الأمر الذي خلف آلاف من القتلى، مع تفاقم الوضع الإنسانى وتدهور الوضع الصحى، مع انتشار الأوبئة والأمراض.
وبات واضحاً أن استمرار الحرب فاقم من الأوضاع المعيشية لدى المدنيين حيث يعتبر هؤلاء هم من يدفعوا الثمن غالياً، حيث أعلنت وزارة الصحة السودانية، يوم الاثنين، عن تفشي وباء الكوليرا في البلاد، والذي أدى إلى وفاة 388 شخصًا وإصابة نحو 13 ألف آخرين خلال الشهرين الماضيين.
يأتي هذا في ظل استمرار الصراع العنيف في السودان منذ أكثر من 17 شهرًا بين الجيش وميليشيات الدعم السريع، حيث لا توجد أي مؤشرات على تراجع حدة القتال، وفقًا لما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس".
ومن جهته طالب الاتحاد الأوروبى، بضرورة وقف التصعيد الكبير لحدة القتال في الفاشر، والسماح للمدنيين بالتنقل، وإيصال المساعدات ووقف الحصار، يأتي هذا فيما استعرض الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي الأوضاع في الولاية الشمالية مع والى الولاية، وخسائر السيول وكيفية التعامل معها، فيما تواصل عدد حالات الإصابة بالكوليرا في التزايد بشكل كبير، وارتفع عدد الضحايا إلى 388 حالة وفاة، فيما اقتربت عدد الإصابات من 13 ألف.
وأفادت الوزارة بأن قصفًا مدفعيًا استهدف سوقًا مفتوحة في مدينة أم درمان، الواقعة مقابل العاصمة الخرطوم على الضفة الغربية للنيل، ما أسفر عن مقتل 13 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 30 آخرين.
ينتشر وباء الكوليرا بشكل رئيسي في المناطق التي تضررت من الأمطار الغزيرة والفيضانات، خاصة في شرق البلاد، حيث لجأ ملايين النازحين بسبب الحرب. وأعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 6 وفيات وحوالي 400 إصابة بمرض الكوليرا يوم الأحد وحده.
وقالت الوزارة إنها رصدت تفشي المرض في عشر ولايات من أصل 18 ولاية في السودان، وكانت ولايتا كسلا والقضارف في الشرق من بين الأكثر تضررًا.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن الكوليرا يعد من الأمراض سريعة الانتشار، ويتسبب في الإسهال الحاد الذي يمكن أن يؤدي إلى جفاف شديد ووفاة خلال ساعات إذا لم يتم تقديم العلاج المناسب. ينتقل المرض من خلال تناول طعام أو ماء ملوث.
تجدر الإشارة إلى أن السودان شهد تفشيًا مماثلًا للمرض في عام 2017، والذي أودى بحياة 700 شخص وأصاب نحو 22 ألفًا آخرين خلال أقل من شهرين.
وتعود جذور الأزمة الحالية في السودان إلى أبريل 2023، عندما تصاعد الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى حرب شاملة في مختلف أنحاء البلاد، ما أدى إلى دمار واسع في الخرطوم ومناطق حضرية أخرى، وارتكاب فظائع تشمل الاغتصاب الجماعي والقتل بدوافع عرقية.
وتصف الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية هذه الفظائع بأنها ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، خصوصًا تلك التي ارتكبت في إقليم دارفور غربي البلاد.
من جانبه، صرح المتحدث باسم وزارة الصحة، محمد إبراهيم، بأن القصف استهدف سوق صابرين في منطقة كرري بأم درمان، وألقى باللوم على قوات الدعم السريع في الهجوم.
وقد أسفرت الحرب عن مقتل نحو 20 ألف شخص وإصابة عشرات الآلاف، وفقًا للأمم المتحدة، إلا أن منظمات حقوقية وناشطين يشيرون إلى أن العدد الفعلي للضحايا قد يكون أكبر بكثير.
كما تسببت الحرب في واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم، حيث أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن أكثر من 13 مليون سوداني اضطروا إلى النزوح من منازلهم، بما في ذلك أكثر من 2.3 مليون شخص فروا إلى الدول المجاورة.
تفاقمت الأوضاع الإنسانية في السودان بسبب الفيضانات الموسمية المدمرة وانتشار الكوليرا، حيث أعلنت وزارة الصحة أن الفيضانات أدت إلى وفاة 225 شخصًا على الأقل وإصابة نحو 900 آخرين، فضلًا عن تدمير البنية التحتية الحيوية وأكثر من 76 ألف منزل.
في يوليو الماضي، أكدت تقارير حدوث مجاعة في مخيم زمزم للنازحين، الذي يقع على بعد حوالي 15 كيلومترًا من الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وحذر الخبراء من أن نحو 25.6 مليون شخص – أي أكثر من نصف سكان السودان – قد يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء هذا العام.
في هذه الأثناء، يستمر القتال في مدينة الفاشر، التي تُعد آخر مدينة بإقليم دارفور ما زالت تحت سيطرة الجيش. ومنذ بداية العام، تحاول قوات الدعم السريع استعادتها. وفي الأسبوع الماضي، شنت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها هجومًا جديدًا على المدينة، لكن الجيش أعلن عن نجاحه في صد الهجوم، مع مقتل المئات من مقاتلي الدعم السريع، بينهم اثنان من كبار القادة.
ومن جهته طالب الاتحاد الأوروبى، بضرورة وقف التصعيد الكبير لحدة القتال في الفاشر، والسماح للمدنيين بالتنقل، وإيصال المساعدات ووقف الحصار، يأتي هذا فيما استعرض الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي الأوضاع في الولاية الشمالية مع والى الولاية، وخسائر السيول وكيفية التعامل معها، فيما تواصل عدد حالات الإصابة بالكوليرا في التزايد بشكل كبير، وارتفع عدد الضحايا إلى 388 حالة وفاة، فيما اقتربت عدد الإصابات من 13 ألف.