الإلحاد والتطرف.. كيف تواجه الدولة "تسونامي" الفكر اللاديني؟

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2024 03:28 م
الإلحاد والتطرف.. كيف تواجه الدولة "تسونامي" الفكر اللاديني؟
ريهام عاطف

الإلحاد والتطرف من الآفات التي يصاب بها المجتمع نتيجة لتبني أصحابها الأفكار السلبية الهدامة لكل ما هو إيجابي ، فالإلحاد هو إنكار وجود الله أو أي قوة عليا، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى تصرفات إجرامية من قبل أفراد فقدوا الشعور بالمسؤولية الاجتماعية أو الأخلاقية، وبعض الجرائم المرتبطة بأشخاص يتبنون الإلحاد تظهر في حالات العنف الناتج عن الشعور بالاغتراب أو الاحتجاج على القيم السائدة ، كما يعرف التطرف بأنه تبني الفرد لمواقف متشددة في مواجهة بعض القضايا الاجتماعية التي يهتم بها المتطرف، كما أنه خروج عن القواعد الفكرية والقيم والمعايير والأساليب السلوكية الشائعة في المجتمع ، كما أن الفكر المتطرف لا يكتسبه الإنسان في لحظة بعينها، ولكنه عملية تغذية مستمرة تصبغها وتشكلها البيئة الحاضنة لهذا الإنسان .
 
ولخطورة كل من الالحاد والتطرف عملت الدولة علي بناء الانسان ، وتغيير كافة جوانب الحياة التي يمكن أن تؤثر بشكل سلبي علي المواطن كما أهتمت أيضا بالطفل لانه النواة الاولي التي يستخدمها المغرضين لبث أفكارهم الهدامة ، فهناك موجات من الإلحاد والتشكيك أصبحت تستهدف الشباب ، فبعد أن كان الفكر الإلحادي مقتصراً على دوائر ضيقة من يطلقون على نفسهم النخبة، انتقل إلى الشباب بعد سلسلة من الأفكار التي تم تبسيطها بحيث يسهل على الشباب تلقفها والإيمان بها .
 
وقد وضع مفتي الجمهورية عدة مقترحات لمواجهة الإلحاد منها:
أولا: يجب على المعنيين بالإفتاء فى العالم، تجديد وسائل الخطاب الإفتائى وتطويرها لنقد الخطابات الإلحادية، لتشمل المحتويات الهادفة عبر الوسائل الفنية، كالرواية، والدراما، والسينما، والمسرح، سيما وأن هذه الأدوات نفسها يوظفها الملحدون ببراعة لترويج أفكارهم.
 
 ثانيا: ضرورة تعاون المؤسسات الدينية والإفتائية فى إنشاء كيان علمى بحثى، يضم باحثين فى (الفقه والفلسفة، وعلمى النفس والاجتماع، وعلوم الطبيعة والحياة)، هدفه: استقراء أشهر المؤلفات الإلحادية، وتفكيكها. وتقديم نقد علمى وموضوعى لها.
 
ثالثا: الإلحاد يعادى كل الأديان؛ ولذلك أخرجت لنا الثقافة العالمية عددا كبيرا من (المؤلفات والأبحاث)، فى تعزيز اليقين الدينى ونقد الخطابات الإلحادية، ومن ثم فهناك ضرورة لتشكيل فريق من المترجمين البارعين، لنقل هذه المؤلفات إلى المكتبة العربية، ونقل ما أنتجه المفكرون والفلاسفة العرب إلى اللغات الأخرى.
 
رابعا: ضرورة تعاون المؤسسات العلمية والدينية والإفتائية، فى إعداد برامج تعليمية متخصصة، تضم حزمة من المقررات المناسبة، التى تستهدف تأهيل الأذكياء من (الطلاب، والباحثين، والوعاظ، والمفتين) لنقد الخطابات الإلحادية، ومن أهم هذه المقررات المقترحة، مقرر لتناول (النظريات العلمية الحديثة وأبعادها الدينية والفلسفية)، ومقرر لنقد الأسس (الفلسفية، والتاريخية، والنفسية، والاجتماعية للإلحاد).
 
خامسا: ضرورة تشكيل المؤسسات الإفتائية لبرامج تأهيلية متخصصة، تستهدف أولئك الذين أصابتهم لوثات (الفكر الإلحادي)، بتقديم الدعم (النفسى والمعرفي) لهم، وفق دراسات ومنهجية محكمة.
 
سادسا: ضرورة توسع المؤسسات الدينية فى إقامة المؤتمرات والندوات وورش العمل، التى تستهدف تعزيز اليقين، وتشكيل لجان مؤهلة من (العلماء والباحثين والوعاظ والمفتين) لتوعية الشباب بمغالطات هذا الفكر الهدام.
 
سابعا: تتأثر الثقافة الشعبية المعاصرة بالصورة عن المكتوب، ومن ثم فمن الضرورى على المؤسسات والهيئات المعنية بنقد الخطابات الإلحادية، التوسع فى إعداد المحتويات المرئية، والتقريرات والأفلام الوثائقية، وتسويقها باحترافية عالية عبر وسائل التواصل والإعلام المختلفة.
 
كما تعتبر وحدة "بيان" بمركز الازهر العالمي للفتوى الالكترونية، التابعة لقسم الفكر والأديان، وقد تم إنشاؤها بعد ورود أسئلة متعددة من الشباب عن وجود الله تعالى وعن الإيمان، وعن الخير والشر، وشكوى من أولياء الأمور بتغير سلوك الأبناء وتبنى أفكار غريبة تخالف تعاليم الإسلام وتتعارض مع القيم المجتمعية، وكذلك الإعراض عن أداء الصلاة، وبالتحاور مع الحالات سواء هاتفياً أو استدعاء الحالات للمركز لمناقشتهم وإقناعهم بتعاليم الإسلام الصحيحة، وإزالة اللبس الذي كان سببه جماعات متشددة تبدع وتتهم الغير بالضلال، أو بسبب مشاكل اجتماعية أو عاطفية أو مادية أو الانغماس في القراءة، حتى إنه لا يستطيع السيطرة على فكره فينحرف به.
 
 إضافة إلى ما يتم بثه عبر صفحات التواصل، ينجرف نحوه الشباب دون وعي بصيرة، ومن خلال التواصل مع الأزهر العالمي يتم مناقشة من لديه شبهات وإزالة الشكوك والأوهام والمغالطات التي أدت إلى هذا التغير في التفكير أو السلوك، فيخرج المستفتي بالجواب الشافي والاقتناع التام، ولم يتوقف الأمر عند المسلمين بل هناك أسئلة ترد من غير المسلمين حول مسائل في المواريث يرغبون تقسيم التركة على نظام الشريعة الإسلامية.
 
وكشفت الوحدة أن الأسئلة المتعلقة بالإلحاد تكون حول العلم والدين، و فلسفة القضاء والقدر، والنظريات العلمية، و علم الله وتأثيره على أفعال العباد، و أدلة صدق الرسل خصوصا الرسالة الخاتمة، و قضية الحجاب وعدم فرضيته، و شبهات حول القران والسنة، والأسئلة الوجودية عن الله والكون والإنسان، وأسباب انتشار الفكر الإلحادي.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة